مارلين سلوم
الخيانة، الزنا، الحب المحرّم، العشق الممنوع، والعلاقات المشوهة.. أزمات واضطرابات تبحث عنها الدراما والسينما منذ الأزل لتتغذى منها وتجعلها سلماً ترتفع به عن مستوى الأعمال الكلاسيكية و«الطبيعية» وتلك المولودة من رحم فكرة جديدة أو فلسفية عميقة أو إنسانية وأدبية وروحانية.. ترتفع لتلفت الأنظار وهي تعلم أنها ستثير الجدل بسبب جرأتها وأحياناً وقاحتها وغالباً انعدام المنطق فيها، فيتعمد صناع هذه الدراما تجاهل الأسباب الحقيقية وراء إثارة مسلسلهم الجدل، والسبب الحقيقي وراء تصدره قائمة الأكثر مشاهدة، متمسكين بالشكل والرقم، بينما مضمون هذا الذي يسمونه نجاحاً في جذب الجمهور قائم على امتعاض الناس وفضولهم في المشاهدة.
الضجة التي أثارها مسلسل «أزمة منتصف العمر» منذ انطلاق عرضه على «شاهد» وحملات الاستنكار التي نقرأها على كل وسائل التواصل الاجتماعي، تستهجن علاقة الحب بين البطل عمر (كريم فهمي) وحماته فيروز (ريهام عبد الغفور)، علماً أن الفكرة التي وضعها أيمن سليم ليست جديدة لا على الدراما ولا على السينما العربية، إذ سبق أن شاهدنا أعمالاً تتضمن مثل هذه العلاقات، ودائماً ما يكون الدافع وراء هذا «الخطأ» مفبركاً ليأتي كنوع من تبرئة للأبطال وأن ما حصل ليس جريمة و«رغماً عنهم»!.. لكن المشكلة الأكبر في مسلسل «أزمة منتصف العمر» الذي كتبه أحمد عادل سلطان، والمعالجة الدرامية لكريم فهمي (بطل المسلسل) وكريم العدل (المخرج)، أنه لا يبرر فقط خيانة عمر وفيروز، بل كل العلاقات فيه غير سوية، عمر «دونجوان» وكلهن عاشقات له زوجته مريم وفيروز وسلمى وهايدي، كل الفوارق العمرية بين المتزوجين تتخطى العشرين عاماً، باستثناء زياد وفرح، حتى والدة عمر تزوجت عدة مرات بشبان أصغر منها بكثير..
لو أن الفكرة قائمة على قصة منطقية، ولو أن الأحداث محبوكة ومتسلسلة بعمق وبما يمكن أن يصدقه عقل، ولو أن المضمون يعالج قضية حقيقية تستطيع أن تمسكها وتتعلق بها وتتفاعل معها، لغفرنا بعض الأخطاء وعبرنا عن إعجابنا بنقاط إيجابية وأشرنا للنقاط السلبية.. إنما يدخلك المسلسل من لا منطق إلى لا منطق أكبر.
كريم فهمي، ريهام عبد الغفور، عمر السعيد، رشدي الشامي، رنا رئيس، هند عبد الحليم، ركين سعد، هاجر عفيفي، آية سليم ومعهم سلوى محمد علي، تدور الأحداث فيما بينهم، بعضهم يتميز قليلاً بالأداء دون قفزات مبدعة أو مبهرة.
