كرنفال القرية التراثية

04:18 صباحا
قراءة دقيقتين
عبدالله محمد السبب

كعادتها، في مثل هذا الوقت من كل عام، وفي منتصف ديسمبر، وحتى منتصف يناير من العام الذي يليه.. تفتتح «قرية سمو الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي» في مدينة «الرمس»، التابعة ل«جمعية الرمس للفنون الشعبية والتجديف»، ذراعيها وقلبها لجمع غفير من طلبة وطالبات المدارس، من مواطنين ومقيمين، بمختلف مراحلهم السنية، وجميع الفئات، بمن فيهم أصحاب الهمم الذين لهم برامجهم الخاصة بهم.. وللقاطنين في المدينة من مواطنين وغير مواطنين، من عرب وغير عرب، من مسلمين وغير مسلمين، للاستمتاع بالإجازة المدرسية الأولى، الأولى بالاستغلال الأمثل للطاقات الكامنة في أذهان وأجساد أبنائنا من ذكور وإناث، والأولى بالاستخدام الأفضل للأدوات والإمكانات المتاحة للجمعية بفضل جهود القائمين على إدارة شؤونها وشجونها، من رئيس وأعضاء الجمعية، تماشياً مع ثلاثيتها الزمنية: «ماضيها، حاضرها، مستقبلها».
افتتحت القرية موسمها بأنغام موسيقى شرطة رأس الخيمة التاريخية المؤسسة سنة 1974، وفرقة «العيّالة» الشبابية الخاصة ب«جمعية الرمس للفنون الشعبية والتجديف»، و«العيّالة» الزميلة التابعة للتوأم التراثي الشعبي «جمعية رأس الخيمة للفنون الشعبية والتجديف»، وفرقة «الوهّابي» التابعة ل«ضاية» فرع «جمعية الرمس» بقيادة «علي عبدالله الحيّاي» خلفاً لوالده المؤسس التراثي «عبدالله علي الحيّاي» الذي افتقدته الساحة التراثية في 18 سبتمبر الماضي.
وكعادتها، كل عام، تمهد القرية دروبها وتفتح أبوابها للأسر المنتجة، ببناء سوق تجارية مصغرة من جريد النخيل لاحتواء ما تبدعه العناصر النسائية من مأكولات ومنسوجات ومشغولات وعطورات، وما إلى ذلك من منتجات تراثية وطنية من كل صنف ولون تعرضها عبر «دكاكين» شعبية مصغّرة بمسميات تراثية من البيئة المحلية الإماراتية: «المرتعشة» نوع من الحُلي النسائية، «الدروازة» بوابة البيت، «المندوس» صندوق أشبه ما يكون بخزنة للنقود، «العريش» البيت المصنوع من جريد النخل أو النخيل، «بوتيلة» نوع من الأقمشة النسائية، «الدانة» نوع من اللؤلؤ العربي الخليجي الثمين، «جديمك نديمك» بمعنى قديمك مؤنس لك.. أو بمسميات وطنية: من ليس له ماضٍ ليس له حاضر «مقولة المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
إذاً، بما أن الحدث مازال في أوّله، يتطلب الحديث طرح المقترح التالي: لِمَ لا تتواصل إدارة القرية مع دائرة الآثار والمتاحف برأس الخيمة لتقوم الثانية بدعم القرية سياحياً من خلال دعوة مرتاديها من السياح العرب والأجانب للقيام بزيارة القرية للتعرف على تراثيات دولة الإمارات القائمة في 2019 عام التسامح، والذاهبة إلى 2020 عام الاستعداد للخمسين الإماراتية الثانية؟

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أديب وكاتب وإعلامي إماراتي، مهتم بالنقد الأدبي. يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، من جامعة بيروت العربية. وهو عضو في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وعضو في مسرح رأس الخيمة الوطني. له عدة إصدارات في الشعر والقصة والمقال والدراسات وأدب التراجم

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"