لكل حكاية تدبير إلهي، منذور للتاريخ والأجيال البشرية المتتابعة في المثول على وجه البسيطة، منذ بدء الخليقة إلى ما يشاء الله من أزمنة وأمكنة.. ودولة الإمارات، حكاية تاريخية كبرى، تتألف من حكايات وحكايات، ولكل حكاية حياكتها الخاصة والخالصة لوجه التاريخ، منها ما هو مرتبط بجغرافيا الأرض، ومنها ما هو معني بطقوس البحر وشؤونه المائية والهوائية، فيما حكايات أخرى ذات علاقة وثيقة الارتباط والتطلع نحو عنان السماء، وفضاءات الكون الرحب.
وحيث الإمارات «فضاء» يسافر إلى «فضاء»، وفي مناسبة الرحلة الفضائية لرائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري، فإننا نُحَلِّقُ معاً في فضاء الكلام، لنسرد حكاية الفضاء الإماراتي، عبر بعض محطات مدونة في تاريخ البشرية الثقافي العلمي العام:
فقد بدأ اهتمام الدولة بعلوم الفضاء بتاريخ 12 مارس/آذار 1976، حين التقى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فريق «وكالة ناسا» المسؤول عن رحلة «أبولو» إلى القمر، ممثلاً برائد الفضاء الدكتور فاروق الباز، وروّاد الفضاء الذين نزلوا إلى أرض القمر، حيث قدّم رحمه الله دعماً سخياً لبرامج «ناسا» وأنشطتها التي تفيد الإنسانية، مُبيناً أنه وشعب الإمارات يسعون إلى الحصول على كل ما يساعدهم على النهوض بدولتهم، وغيرها من دول العالم الشقيقة والصديقة، ومنها الاستفادة من علوم الفضاء.
على إثر ذلك اللقاء، وذلك الحلم الفضائي الإماراتي، أنشئت «وكالة الإمارات للفضاء»، بموجب مرسوم بقانون اتحادي رقم (1) لسنة 2014، ليكون مقرها الرئيس في أبوظبي، وفرعها الأول في دبي، وتتمثل أهدافها في: (تنظيم وتطوير القطاع الفضائي الوطني بما يسهم في دعم الاقتصاد الوطني المستدام، وتنمية الكوادر البشرية ودعم مشاريع البحث والتطوير في قطاع الفضاء، وتعزيز وإبراز دور الدولة على الخريطة الفضائية إقليمياً وعالمياً، وضمان تقديم كل الخدمات الإدارية وفق معايير الجودة والكفاءة والشفافية، وترسيخ ثقافة الابتكار في بيئة العمل المؤسسي).. وليكون «مركز محمد بن راشد للفضاء» إحدى ثمار «قطاع الفضاء الإماراتي»، حيث أسس عام 2015، بكونه جزءاً رئيساً من المبادرة الاستراتيجية الهادفة إلى دعم الابتكارات العلمية والتقدم التقني، ودفع عجلة التنمية المستدامة في دولة الإمارات.
فيما جاء افتتاح «مركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك» في المدينة الجامعية بالشارقة في 7 مايو/أيار 2015، الذي تتمثل رؤيته في بناء مركز وطني ذي مكانة مرموقة في مجالات علم الفلك وعلوم الفضاء. ويهدف إلى تطوير وتعزيز التثقيف في علم الفلك وعلوم الفضاء في العالم العربي والإمارات، بصفة خاصة، ليكون مركزاً مكرساً للتعليم والعلوم والبحوث والتراث الإسلامي، ويكون مفتوحاً للمدرسين وطلبة المدارس والجامعات والباحثين وكل أفراد العائلة من جميع الفئات العمرية.
هو غيض من فيض، فدولة الإمارات معنية تماماً بارتياد فضاءات العلوم والمعرفة في مختلف الميادين والبيئات، لتكون في صلب المنافسة، وعلى القمة المستحيلة الأولى.
عبدالله محمد السبب
مقالات أخرى للكاتب
![الخليج](/sites/default/files/2024-07/Untitled-1_1.jpg)
![الخليج](/sites/default/files/2024-07/Untitled-1_1.jpg)
![الخليج](/sites/default/files/2024-07/Untitled-1_1.jpg)
![الخليج](/sites/default/files/2024-07/Untitled-1_1.jpg)
قد يعجبك ايضا
![فرشاة أسنان داخل معدة طالبة مصرية طوال 3 أشهر](/sites/default/files/2024-07/6186971.jpeg)
![منطقة-الانهيار](/sites/default/files/2024-07/6186969.jpeg)
![نهر السين سيكون على موعد مع حفل افتتاح رائع](/sites/default/files/2024-07/6186967.jpeg)
![](/sites/default/files/2024-07/6186963.jpeg)
![](/sites/default/files/2024-07/6186961.jpeg)
![البقايا المتفحمة في مقر التلفزيون البنغلادشي في دكا والذي أحرقه المحتجون (أ.ف.ب)](/sites/default/files/2024-07/6186959.jpeg)
![بايدن يعانق ابنه هانتر أمام السيدة الأمريكية الأولى بعد مخاطبة الأمة من المكتب البيضاوي (أ ف ب)](/sites/default/files/2024-07/6186957.jpeg)
![1](/sites/default/files/2024-07/2441664_6186759_0.jpg)