الإعلام القطري الداعم للإرهاب

04:59 صباحا
قراءة دقيقتين
سلطان حميد الجسمي

فشل الإعلام القطري والمتمثل بقناة «الجزيرة» في تحقيق أهدافه في الخليج، رغم نجاحه في إثارة فوضى الربيع الأغبر في دول عربية مثل العراق ومصر وليبيا وسوريا واليمن ونشره الطائفية والتطرف وخطاب الكراهية وتحريض الشعوب على حكوماتها، ما دفع الكثير من المشاهدين العرب بعد أن انكشف لهم أمر هذه القناة إلى مقاطعتها، وذلك لعدم ثقتهم بشفافيتها، وأدركت الشعوب العربية أن هدفها هو نشر الفوضى وتدمير الدول وإسقاط الحكومات وتمكين التنظيمات المتطرفة، وكل هذا يصب في مصلحة تنظيم الحمدين.
أدرجت كثير من أنظمة دول العالم تحذيرات من التعامل مع نظام الحمدين أو دولة قطر، والبعض الآخر قاطعها تماماً، ويرجع ذلك لأسباب عديدة ومنها، أن النظام القطري يسخر إعلامه للمساس بالأمن القومي العربي، ومحاولة جعلها فريسة سهلة أمام مصالح قوى الشر العالمية، وكذلك المساس بالأمن العالمي بتأييد التنظيمات المتطرفة ومدها بكل أنواع الدعم.
عندما نشأت فكرة إنشاء «قناة الجزيرة» من قبل نظام الحمدين كانت الغاية من هذه القناة أن تخدم مصالح مؤسسيها الحقيقيين في منطقة الشرق الأوسط، واليوم فإن سياسة الدولة القطرية تدار من قناة تلفزيونية أسست في عام 1996، وصوتها يعلو على صوت أي مؤسسة أخرى، وذلك يشكل وصمة عار في جبين قطر أن تتحكم فيها قناة تلفزيونية صغيرة، وتقرر مصيرها، وتدخلها في نفق مظلم لا تستطيع الخروج منه.
منذ سنوات والإعلام القطري يحرض على الإرهاب وسفك الدماء، تحت شعارات مزخرفة، ونتيجة ذلك قتل ملايين من العرب والمسلمين، وهذا لا ينكره عاقل، وإذا رجعنا إلى الأحداث في الربيع الأغبر فسوف نرى أن «قناة الجزيرة» كانت تحرض على القتل والتخريب وتصور القتلى بدماء باردة، وتحرض الناس على قتل الآخرين باسم الحرية والديمقراطية وإسقاط الأنظمة.
إن الإعلام القطري اليوم يلعب دوراً كبيراً في تأجيج الأزمة القطرية، بسبب الادعاءات الكاذبة ونشر الشائعات ومحاولة إيصال رسالة مغلوطة للمجتمع العالمي تزعم أنهم في حصار وحرب مع الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، لكن المجتمع العالمي كشف أكاذيبهم، وأتت الحملة الدبلوماسية التي تحاول منها الدوحة حل الأزمة بينها وبين الدول الأربع بنتائج عكسية، وانقلبت عليهم، فكلما ذهب أمير قطر أو وزير خارجيته للبحث عن وسيط لحل الأزمة يرى الوسطاء أن الإعلام القطري بأمر من الحمدين يؤجج الأزمة، وينشر الشائعات ضد الدول الأربع ورموزها، سواء عبر مقاطع الفيديو أو نشر المقالات أو على الهواء مباشرة لإعلامييها الذين هم وقود لهذه الأزمة، والذين لم يتهاونوا بقذف رموز الدول الأربع، مما يدل على أن قطر غير جادة في حل الأزمة، فكيف يمكن لهم الدخول كوسطاء !
على المجتمع المدني والحقوقي ملاحقة «قناة الجزيرة»، لدعمها للإرهاب، ولما ارتكبته من تحريض واضح ومباشر ضد الشعوب العربية، وقد تم بالفعل جراء هذا التحريض قتل وتهجير ملايين البشر في سوريا وليبيا ومصر والعراق ودول أخرى في الشرق الأوسط، وإذا كان كافياً أن يلاحق القانون مؤسسة بقتل إنسان واحد فكيف بقتل الملايين وتشريدهم، ولذلك وجب ملاحقتها قانونياً وإدانتها بالتحريض على الإرهاب.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي وكاتب في المجال السياسي

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"