تنمُّر المسؤولين!

05:14 صباحا
قراءة دقيقتين
إبراهيم الهاشمي

التنمّر كما تقول اللغة هو: «تنمّر (اسم) هو مصدر نمّر، وأظهر تنمّراً يعني تشبهاً بالنمر، والفعل تنمّر، فهو متنمّر، والمفعول مُتنمَّر له، وتنمّر الشخص أي: نمِر، غضِب وساء خلقه، وصار كالنمر الغاضب، وتنمّر أي تشبّه بالنّمر في لونه أو طبعه، وتنمر لفلانٍ أي تنكر له وأوعده، وتنمّر أي مدّد في صوته عند الوعيد».
أما اصطلاحاً فهو: «يُعدّ التنمّر أحد السلوكيات العدوانية غير المرغوب فيها، ويقع بين الأطفال في سن المدرسة، ويستخدم فيه الطفل قوته البدنية أو ما يملكه من معلومات مُحرجة عن الطرف الآخر للسيطرة عليه أو إلحاق الأذى به، الأمر الذي قد يُسبب مشاكل خطِرة ودائمة لكل من الطفل المُتنمّر والطفل المُعرض للتنمّر، وينطوي على التنمّر تكرار السلوك العدواني أكثر من مرة أو قابليته للتكرار مع مرور الوقت، ومن الأمثلة على التنمر، توجيه التهديدات، ونشر الشائعات، ومهاجمة الآخرين جسدياً أو لفظياً، أو استبعادهم من المجموعة عن قصد».
مما يعني بشكل مباشر أن التنمّر ظاهرة عدوانية تنطوي على ممارسة العنف والسلوك العدواني، وله أشكال عده منها التنمر اللفظي أو الخطي واستخدام العنف أو التهديد به، والتنمر الاجتماعي الذي يبدأ بإلحاق الأذى بسمعة الشخص وهجره عن قصد مع نشر الشائعات، بالإضافة إلى التنمر الجسدي، وهو الحاق الأذى بجسد شخص أو ممتلكاته.
من خلال التوصيف السابق نرى أن التنمّر لا ينحصر في الأطفال فقط، لكنه ينطبق على سلوكيات وتعاملات الكثير من الكبار أيضاً، لكن أغلب ما قيل ونشر في الصحف والمجلات وتناولته الأجهزة الإعلامية تناول التنمر لدى الأطفال، لكنه لم يتناول التنمّر لدى الكبار بشكل معمق، فلا هو ناقش التنمر لدى المدرسين الذين يمارسونه لفظياً وسلوكياً وجسدياً مع الطلبة، ولا هو تناول التنمر لدى الموظفين فيما بينهم أو بين الإدارات العليا والموظفين، ولا هو تناول أسلوب أصحاب المناصب من الوزراء والوكلاء والمسؤولين والرؤساء التنفيذيين والمديرين العامين في التعامل مع زملائهم من العاملين أصحاب الوظائف العادية أو مع المتعاملين أو المراجعين أو مع الإعلام والصحافة، أو ما يكتب حول الجهات التي يديرونها، سواء كنقد أو ملاحظات هدفها الإصلاح ووضع الحقائق للوصول إلى الأفضل، سواء كان ذلك الأسلوب بإقصاء أصحاب الاقتراحات أو من لا تتوافق رؤيتهم مع هذا المسؤول أو ذاك، وتجميد ترقياتهم، هذا في بيئة العمل، أما مع الإعلام فيكون بمنع المعلومات أو التطنيش أو الترهيب أو منع الدخول أو منع الإعلانات.
في الجعبة الكثير من القصص والحكايات حول ذلك لا تتسع المساحة لذكرها، لكن هل يمكننا توصيف ذلك وتسميته تنمر المسؤولين؟ وما سبل ردعه والخلاص منه؟

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"