عادي
تقرير أخباري

أطفال سوريا اللاجئون . . بين المدرسة والعمل

04:43 صباحا
قراءة دقيقتين

تحرك سيدرا أصابعها على صفحة كتاب لتقرأ قصة الغراب والثعلب في مدرسة داخل مخيم دوميز للاجئين السوريين، شمال العراق، حيث يبيع عبد الحميد المشروبات ليؤمن ثمن دواء والده .

وتقول سيدرا ابنة التسعة اعوام، أحب الدراسة والمجيء إلى المدرسة . وسيدرا واحدة من بين 46 ألف لاجئ سوري في مخيم دوميز في شمال العراق يمثل الأكراد 98 في المئة منهم، وصلت مع عائلتها الكردية في إبريل/نيسان من إحدى مناطق شرق سوريا هرباً من القتال بين المسلحين والجيش النظامي . وغالباً ما كانت العلاقات متوترة بين المنظمات الكردية والمسلحين في سوريا، حيث يحاول الأكراد منع الجماعات المسلحة من اقتحام مناطقها .

ويمتد مخيم دوميز فوق بقعة خضراء على مقربة من الحدود السورية والتركية، ويعد من المناطق الشديدة البرودة شتاء والحارة صيفاً . ولحسن الحظ، تم وضع جهاز للتكييف في غرفة الدراسة حيث تتلقى سيدرا و28 من زملائها الدروس على يدي رمضان كوسا، أحد اللاجئين الأكراد السوريين من أهالي حلب . ويتلقى التلاميذ الدورس باللغة الكردية، لكن الدرس هذه المرة كان باللغة العربية . وأكد كوسا أن الاطفال عانوا كثيراً مما شاهدوه في سوريا، ولكن هنا، الظروف المناخية قاسية . وقعت فيضانات كبيرة وتعرض الاطفال للكثير من المعاناة .

وتستقبل المدرسة الابتدائية التي تقع عند أحد اطراف المخيم 1400 طالب وطالبة .

ويقول احمد اسلام مدير المدرسة وهي الثالثة في المخيم لا نستطيع استقبال جميع الاطفال في المخيم . وأشار إلى أنه للتغلب على النقص في المكان في المدرسة، نقسم الاطفال الى مجموعتين واحدة تتلقى الدروس صباحاً والثانية بعد الظهر .

وتابع ولمعالجة التأخير في المناهج الدراسية سيواصل الأطفال الدراسة في فصل الصيف . ولكن يبدو ان نقص المساحة ليست المشكلة الوحيدة فقط في المخيم .

ويقول محمد حسين مسؤول اللجنة العليا للاجئين في منظمة الامم المتحدة حول الظروف التي يعيشها اللاجئون في دوميز انها ليست مثالية . يبدو أنه من الصعب استيعاب التدفق المستمر للاجئين، حتى الخيم اصبحت متلاصقة ومع حلول الصيف، ونبه حسين قائلاً نحن نشعر بالقلق ونحن نستعد لتفشي وباء الكوليرا في المخيم، رغم وجود حملة وقائية . وأكد أنه لا يمكننا تغطية احتياجات اللاجئين 100 في المئة، ونحاول توفير الحد الأدنى، مثل الغذاء والتعليم والصحة، ولكن الاحتياجات تختلف من عائلة إلى أخرى .

وفي هذا السياق، أشار إلى قيام بعض العائلات بتشغيل أطفالها . وبدا الأمر واضحاً، عند مدخل المخيم المزدحم بالباعة الذين يتسابقون من أجل لفت انتباه الزبائن بعبارات مثل مستر . . مستر، لبيع مواد كالسجائر أو الماء . وبينهم عبد الحميد الذي يدفع عربة حافظة للمواد المبردة جلبها من بلدته القامشلي في شمال شرق سوريا . ويقول عمري 14 عاما، ثم يفكر قليلا ويضيف أو 12 عاما . ويتنقل عبد الحميد الكردي صاحب الشعر الاشقر لبيع المشروبات الغازية التي تقدر اسعار كل قنينة منها ب250 ديناراً (حوالي 20 سنتاً)، وشدد الفتى قائلاً يجب أن أعمل لأعيش . (ا .ف .ب)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"