عادي

التغير المناخي ولقاحات الأطفال

02:30 صباحا
قراءة دقيقتين
د. جولييت تواكلي *

إن للتغير المناخي تبعات تثير القلق في ما يخص تهديد حياة الأسر وخصوصاً الأطفال. وعلى الآباء وأخصائيي الرعاية الصحية للأطفال وصناع السياسات بذل الجهود للإحاطة بآثار هذه التبعات.

إن صحة الأطفال تتأثر بشكل كبير بعوامل الجغرافيا والطبقة الاجتماعية، ومدى توفر المعلومات الصحية. وبدورها تركز الأمم المتحدة من خلال أهدافها للتنمية المستدامة 3 و4 و13، على معالجة هذه الأمور بشكل مباشر.

لقد شهد العالم في الآونة الأخيرة زيادة المصابين بمرض الحصبة نتيجة سوء توفر لقاحها، وعدم حصول أعداد كبيرة من الأطفال على اللقاح، فضلاً عن مساهمة الحروب والصراعات أيضاً في زيادة أعداد الأطفال غير الملقحين. ففي عام 2019 على سبيل المثال، سجلت جمهورية الكونغو الديمقراطية 250 ألف حالة إصابة بالحصبة، وأكثر من 5000 حالة وفاة، في حين تبرز أسباب أخرى تتسبب في انتشار الأمراض المعدية التي تمكن الوقاية منها باللقاحات، وهي التغاضي عن المشكلة وفقدان الثقة والمعلومات المغلوطة.

لقد باتت اللقاحات الحساسة للحرارة، مثل لقاحات الحصبة والجدري، أكثر فتكاً نتيجة تأثرها بارتفاع درجات حرارة البيئة، كما يمكن أن يصبح مرض الحصبة أو جدري الماء، مهدداً للحياة في بعض أنحاء العالم التي تعاني سوء تغذية ونقص عنصر الحديد، فكلا الفيروسين يمكن يحدث تغييرات في الحالة المناعية للشخص المصاب، وقد تظهر آثار ذلك فوراً أو بعد سنوات، وعادة ما تتفاقم هذه الآثار في البيئات الحارة.

إن المعرفة الصحية التي لا توصي بضرورة توخي الحذر في ما يخص هذين المرضين ضمن البيئات الأكثر دفئاً، قد تقود إلى حدوث وفيات بين الأطفال كان يمكن تفاديها.

من جهتها، تتوافق جهود ومساعي جائزة زايد للاستدامة مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 3 و4 و13؛ إذ يتوجب على المشاركين في فئة الصحة ضمن الجائزة، توضيح سبل مساهمة مشاريعهم في تمكين الناس عبر توفير الرعاية الصحية بأسعار معقولة والخدمات الصحية ذات الصلة. ويعتبر هذا التوجه منسجماً مع رؤية وإرث الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، مؤسس دولة الإمارات، اللذين تم تأسيس الجائزة استلهاماً منهما.

وتعتبر لقاحات الأطفال من أكثر المجالات التي تتأثر بهذه العوامل، ومعالجتها قد تقود إلى تحقيق نجاحات كبيرة، من القضاء على الجدري، وصولاً إلى القضاء حالياً على شلل الأطفال تقريباً. وهذا يعطي بالتأكيد بعض الأمل بخصوص منع حدوث وفيات يمكن تفاديها بين الأطفال حول العالم.

* عضوة لجنة الاختيار في جائزة زايد للاستدامة، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة «تشايلد أكرا»

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"