مندوب قطر والخطاب الرديء

01:49 صباحا
قراءة 3 دقائق
سلطان حميد الجسمي
على دولة قطر وحكوماتها أن تقرأ الصحف العربية والعالمية التي بدورها تنتقد الخطاب السياسي الرديء الذي يتناوله سياسيوها ودبلوماسيوها وكتابها وباحثوها وحتى فنانوها المستأجرون.
مجموعة من الخطابات الرديئة والمسيئة لسياسة قطر، ومجموعة الخطابات السياسية الرديئة هذه جعلتها مدانة بدعم الإرهاب، واليوم لا تريد خبراء لكشف دعم قطر للإرهاب، وقد أصبح بمتناول الجميع.
وبالرجوع فقط إلى الخطابات السياسية الرديئة والمتشتتة والتي وجهت ضد الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، ترى كثيراً من الأدلة التي تدين قطر في دعم الإرهاب، ومنها ما جاء على لسان وزير الخارجية القطري من أن قطر في ذيل قائمة الدول التي تدعم الإرهاب، وهذا دليل قاطع على أن قطر تدعم الإرهاب، وهذا المقطع اليوم متوفر وفي متناول الجميع، ولهذا لا نحتاج إطلاقاً إلى خبراء دوليين أو زيارات للدول الأوروبية لكي تتدخل وتنفي أن قطر لا تدعم الإرهاب، وتكون وسيطة لحل الأزمة، فالأدلة التي تدين قطر واضحة للجميع، وقطر مستمرة في الكذب ورداءة الخطاب السياسي، ما ينزع الثقة عنها في المجتمع الدولي.
ولعل آخر التصريحات التي أدلى بها مندوب قطر في اجتماع وزراء الخارجية العرب في الجامعة العربية في القاهرة دليل على أنها هي من نزعت ثقة المجتمع الدولي بها، ولا بد أن تدرك دولة قطر مدى خطورة الخطاب السياسي، لأنه رديء ولا يليق بدولة عضو في المجتمع الدولي، ولا تلقى اهتماماً دولياً، وبسبب هذا التصريح رفعت كثير من الدول يدها عن التعاطف مع قطر بسبب معرفتها بأن عدم احترافية المباحثات السياسية قد يزعزع الثقة بها أمام المحافل الدولية، فلا تشارك الدول العظمى في مثل هذه المهاترات كما وصفها وزير الخارجية المصري سامح شكري.
يتشابه الخطاب السياسي القطري مع خطابات القذافي في المحافل العربية واجتماعات الجامعة العربية، من تهجم ومضامين ركيكة لا تليق بعضو في الجامعة العربية، والسبب في مثل هذا التوجه واضح من دولة قطر، وهو تأجيج الأزمة مع الدول الأربع المكافحة للإرهاب.
صدمة كبيرة سجلت في تاريخ الخطابات السياسية الركيكة لدولة قطر، في اجتماع الجامعة العربية الذي كان يترقبه زعماء الدول ويشاهده ملايين البشر وتنقله جميع الوسائل الإعلامية على الأرض، استعمل فيها مندوب قطر كلمات مراهقين في هذا المحفل الكبير، فبدأ حديثه «كلنا نسمع هذا الكلام في السوشل ميديا في تويتر»، أيعقل أن يستعمل منبر هذا المحفل بالحديث عما يتم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا دليل على أن دولة قطر تستند في تصريحاتها وقراراتها على مواقع التواصل الاجتماعي لا على الأحداث وتحليلات السياسيين في الميدان.
الكارثة الكبرى في هذه الخزعبلات التي تناولها المندوب القطري هي حديثه عن إيران وأنها «دولة شريفة»، وقد تناولها في محفل الجامعة العربية التي وصمت إيران بالدولة الداعمة للإرهاب في المنطقة. وإذا بحثنا عن نوايا الإرهاب بين إيران وقطر فهما متشابهان تماما، ونواياهما الإرهابية متسقة مع الأحداث التي جرت في المنطقة، من تعاون استخباراتي في اليمن والتي بسببها استشهد عدد من جنود دولة الإمارات والسعودية واليمن وقوات التحالف، وأيضا تقديم الدعم المادي واللوجستي وتوفير السلاح إلى الحوثي والمخلوع صالح، وأمثلة كثيرة لا تحصى للتعاون المشترك بين إيران وقطر في دعم الإرهاب ومحاولة السيطرة على دول المنطقة وضرب أنظمتها وزعزعة أمنها. واعتبار مندوب قطر في هذا المحفل العربي أن إيران «دولة شريفة» دليل على احتضان إيراني لدولة قطر.
من الواضح التغلغل الإيراني في دولة قطر منذ سنين طويلة، والتعاون قوي جداً بين الدولتين، لهذا فإن الأيادي التخريبية لإيران واضحة، وأنها جعلت من قطر قاعدة لها في الخليج لخدمة مصالحها الإرهابية، وعملت يداً بيد مع قطر لتفكيك الوطن العربي.
ما يجري اليوم من خطابات رديئة في المحافل الدولية يعتبر وصمة عار في تاريخ دولة قطر، وحل الأزمة القطرية ليس بمثل هذه الخطابات السياسية الرديئة، بل أولاً بالموافقة على مطالب الدول الأربع، وليس كما يحصل اليوم للحكومة القطرية من قرار في المساء وانسحاب عن القرار في الصباح. كما أنه من دون الالتزام بتنفيذ هذه المطالب، فلن ترجع الدول الأربع المقاطعة عن قرارها أبداً، لأن من واجبها حماية أراضيها وحماية سيادتها ومكافحة الإرهاب الذي يهدد دول وشعوب المنطقة، والذي تعتبر قطر من أكبر مموليه وداعميه.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي وكاتب في المجال السياسي

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"