عادي

ناجون في سيراليون يأملون باستعادة مكانهم في المجتمع

04:49 صباحا
قراءة 3 دقائق
يأمل الناجون من فيروس إيبولا في سيراليون الذين جمعتهم السلطات والأمم المتحدة لمشاركة تجربتهم في استعادة مكانهم في المجتمع بعد أن ربحوا المعركة ضد هذا الفيروس لكنهم فقدوا بسببه أقارب لهم أو عملهم أو ممتلكاتهم أو مستقبل حياتهم أيضاً .
يقول سينيسه موموه السائق الذي يشارك مع 34 مريضاً آخر شفوا من هذا الوباء في "مؤتمر الناجين من إيبولا" المنعقد قبل يومين في منطقة كينيما، شرق البلاد، وهي الاكثر تأثراً بهذا الوباء "نعامل مثل المصابين بالجذام حيث ينبذنا المجتمع الذي نشأنا فيه" .
ويؤكد السائق الذي يعتقد أنه التقط الفيروس من راكب مصاب نقله من كينيما إلى كايلاهون على بعد نحو 50 كلم، "حتى أصدقائي ما عادوا يرغبون في وجودي معهم" . وأضاف أن "هذا المؤتمر سيساعد في تغيير أفكار الناس عنا" .
المزارع جيمس جيبه هو أيضاً من مجموعة الناجين الذين ينتمون لمختلف الطبقات الاجتماعية الذين حضروا بدعوة من الحكومة ووكالات ناشطة في مكافحة "إيبولا" من بينها "اليونيسيف" لمشاركة تجاربهم في جلسات مغلقة . قبل أن تنقلب حياته رأساً على عقب، لم يكن جيبه يؤمن بوجود "إيبولا" . وفي إحدى الليالي استضاف ابن عم له مريضا تم نقله من قرية مجاورة . "كان لا يكاد يستطيع السير بعد أن أمضى الليل كله وهو يتقيأ"، كما قال المزارع الذي أصيب بالفيروس نتيجة تعرضه لسوائل جسد المريض . وأوضح أن إحدى الممرضات نقلته على الأثر بسيارة إسعاف إلى مركز معالجة "إيبولا" في كايلاهون الذي يدين له بالشفاء .
وأضاف "تلقيت هناك عناية جيدة حيث كان يتم إطعامي ثلاث مرات في اليوم وعرفت انهم سيبذلون كل جهد لإنقاذي" . وبعد شهرين "خرجت من المركز . لكن عندما عدت إلى قريتي جوبهت برفض من كل الذين كنت أعرفهم"، وتحدث كيف وضع جيرانه حولهم حواجز لدى وصوله ومنعوه من الذهاب لجلب الماء من البئر .
حتى كلبه الصغير لم ينج من سوء المعاملة، "كلما أقترب من منزل أحد الجيران كان الحيوان المسكين يتعرض للرشق بالحجارة" . وقال "عملياً اعتمد فقط على ما تقدمه لي المنظمات الإنسانية" .
ايزاتا يلاه سيدة أعمال أصيبت بالمرض عندما ذهبت لرؤية صياد سمك مدين لها بمبلغ مالي في كايلاهون . لكن خوفاً من التعرض للرفض طلبت منها شقيقتها الاختباء عندما جاء الفريق المكلف رصد حالات الإصابة المحتملة إلى منزلهم .
وروت "عندما أصبح من الصعب عليّ تحمل الآلام توجهت إلى مركز تحاليل حيث تأكدت اصابتي بإيبولا"، مضيفة "تم نقلي على الأثر إلى مركز للعلاج . وبعد بضعة أسابيع خرجت منه" . ومع عودتها إلى المنزل "أبلغوني بأنني نقلت العدوى إلى زوجي الذي توفي وتركني وحدي مع أبنائنا الأربعة . كم كنت أتمنى لو أنه توجه سريعاً هو أيضاً إلى المستشفى ليحصل على فرصة للنجاة" . لكنها تعتبر نفسها "محظوظة" مقارنة بناجين آخرين وقالت: "أحمد الله على أن واحداً منا بقي على قيد الحياة لكي يعتني بالأطفال . وما يشجعني هو أن المجتمع تقبل عودتي ولم ينبذني" . وقالت منظمة اليونيسيف إنه أتيح للناجين في كينيا الاستماع إلى خبراء بينهم خبراء في الصحة العقلية والنفسية بشأن "طريقة التغلب على الصدمات والنبذ" . كما تعلموا من اختصاصيين كيفية "مساعدة موظفي الصحة والسكان في تقديم الرعاية للاشخاص الموجودين في الحجر الصحي" . واستناداً إلى منظمة الصحة العالمية فإن آلافاً من الناجين من الوباء في غرب افريقيا اصبحوا محصنين من سلالة "زائير" من فيروس إيبولا . كما عهدت منظمة الصحة العالمية إلى ناجين تعليم المعالجين كيفية الحد إلى أقصى حد من مخاطر انتقال العدوى . (أ .ف .ب)
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"