سافر مع كتاب

04:48 صباحا
قراءة دقيقتين
إبراهيم الهاشمي

جميلة هي المبادرات المجتمعية التي تنفذها بعض المؤسسات، خصوصاً التي تأتي بطريقة مبتكرة غير معتادة، بعيدة عن النمطية والتكرار والتقليد.
وقد أعجبتني مبادرة «ثقافة بلا حدود» التي تم تنظيمها في مطار الشارقة الدولي، تحت مسمى «سافر مع كتاب»، حيث غادر مسافرو مطار الشارقة الدولي، في ذلك اليوم إلى وجهاتهم في مختلف دول العالم، حاملين ما اختاروه من كتب متنوعة المشارب والموضوعات باللغتين العربية والإنجليزية، مع حرص المبادرة على إهداء مكتبة موظفي المطار مجموعة من الكتب أيضاً، بالإضافة إلى توفير «عربة الثقافة»، وهي مكتبة متنقلة تضم كتباً متنوعة بلغات مختلفة، يمكن للمسافرين من كل الجنسيات والمنتظرين لرحلاتهم الاستفادة منها بشكل مستمر واستثمار وقتهم في القراءة والمطالعة، مع العلم بوجود مكتبة أصلاً في المطار تابعة للمبادرة تم تجديدها ورفدها بعناوين جديدة.
هذا السعي المبارك لترسيخ عادة القراءة وتشجيع الجمهور عليها شيء يستحق الثناء والدعم، وخطوة ضمن خطوات ترسخ مفهوماً راقياً وواعياً بقيمة القراءة والمعرفة وبطريقة بعيدة عن الروتينية. مبادرات تذهب بالكتاب إلى حيث التجمعات والأماكن العامة، لا تنتظر أن يأتي إليها طالب المعرفة، بل هي من تذهب إليه.
الفكرة مميزة، وليتها تنفذ في كل مطارات الدولة، بل في كل المواصلات العامة، سواءً التاكسيات أو الباصات أو المترو، تذهب لمراكز التسوق التجاري، تنفذ في الشركات الكبرى في الدولة، حتى يبقى عام القراءة الذي سمت به الدولة العام 2016 مستمراً طوال الأعوام والسنين، فالقراءة لا حدود ولا عمر لها.
مؤسساتنا الثقافية تملك الكثير لتقديمه، فقط المطلوب منها المبادرة والخروج عن المألوف والمعتاد من الأساليب التي أكل الدهر عليها وشرب، والخروج من القوالب التي وضعت نفسها فيها، وستجد متسعاً رحباً خصباً تستطيع أن تقوم فيه بدورها الحقيقي المنوط بها.
مبادرة «سافر مع كتاب» التي قدمتها «ثقافة بلا حدود» عمل إيجابي، ونموذج حي للفعل الثقافي الذي يلامس ويذهب للجمهور في موقعه ببساطة ومن دون استئذان.
مع العلم بأن المبادرة وزعت 42 ألف مكتبة، وأكثر من مليوني كتاب في إمارة الشارقة وكل ذلك بشكل مجاني.
لمبادرة ثقافة بلا حدود الشكر العميق على ما يفعله القائمون عليها، وننتظر من المؤسسات والجهات الثقافية وغير الثقافية الأخرى الرسمية والأهلية في الدولة أن تغار قليلاً فتحذو حذوها، فهنا يطيب الغراس علماً وثقافة ومعرفة، وللتذكير فقط.. «مارس» شهر القراءة في الدولة على الأبواب.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"