عادي

5 أشياء ستقتل من الأمريكيين أكثر من إيبولا

02:39 صباحا
قراءة 3 دقائق
إعداد : عمر عدس وصباح كنعان
حظي مرض إيبولا من الاهتمام الإعلامي الأمريكي بالشيء الكثير، ولكن أموراً أخرى، قد تفوقه خطراً على الصحة العامة، مستمرة في قتل الناس بهدوء، وبعيداً عن الأضواء، كما كتب جوان كول . .
في موقع "تروث ديغ" (27-10-2014) كتب جوان كول (أستاذ التاريخ في جامعة ميتشغان الأمريكية)، إنّ الدافع للهستيريا الغربية التي تثار حول مرض إيبولا، هو وسائل الإعلام المحمومة، أكثر مما هو المخاطر الفعلية التي تتهدد الصحة العامة . فليس مرض إيبولا، ذلك النوعَ من المرض الذي يُحتمل أن يتحول الى وباء يتفشى فعليّاً على نطاق واسع . ومن الصعب جدّاً التقاط العدوى به، لأنه لا ينتقل بمجرد التعرض لأنفاس المصابين، كما أنه يقتل الكثير من ضحاياه، وبذلك لا يمنحهم فرصة لنقل عدوى المرض .
وعلاوة على ذلك، فإن الدول التي تتمتع بنظام حكم جيد نسبياً، وتطبق أنظمة صحية جيدة، ليست معرضة للخطر الشديد جرّاء هذا المرض . فحتى السنغال ونيجيريا في غرب إفريقيا، نجحتا في التعامل مع التفشيات المحدودة باحترافية عالية، ولا يوجد فيهما الآن أي إصابات إيبولا، على عكس الدول التي مزقتها سنوات من الحرب الأهلية مثل سيراليون وليبيريا .
ولا يعرف المرء ما إذا كانت وسائل الإعلام المرتبطة بالشركات الكبرى، قد بَثت الذعر لتجني المال من نشر الأنباء، أو لتصرف أذهان الناس العاملين عن قضايا أهم، مثل استغلالهم من قِبل الرأسمالية اللبرالية الجديدة الأمريكية . ولكن هنالك بعض الأمور التي ستقتل من الأمريكيين هذا العام أكثر من إيبولا، ومنها:
1- الأسلحة النارية الصغيرة غير المنظمة، الموجودة في حوزة مدنيين، رغم أنها من مرتبة الأسلحة العسكرية في كثير من الأحيان . وتتسبب هذه الأسلحة في العادة في 11 ألف عملية قتل ونحو 20 ألف حالة انتحار سنويّاً . والتدقيق والبحث في خلفيات مشتري هذه الأسلحة، يقللان هذه الخسائر كثيراً . ولكنّ هذه الإجراءات تمّ وقف العمل بها، بضغط من الشركات الصانعة للأسلحة . وسيكون من السهل نسبياً معالجة هذه الكارثة الصحية العامة، ولكن الساسة الأمريكيين يُهوّنون من شأن المسألة، خلافاً لتضخيمهم موضوع إيبولا، الذي حاولوا ربطه بالمهاجرين، واستغلوه لترويج الإسلاموفوبيا .
2- التدخين، سوف يقتل قرابة 430 ألف أمريكي هذا العام . والحكومة الأمريكية تسمح للشركات برشّ مزيد من النيكوتين وغيره من المواد المُسببة للإدمان على أوراق التبغ، لكي يُدمن الشبان الصغار الذين يجربون التدخين، ويصبح إقلاعهم عنه عسيراً .
3- يبدو أن الجمهور راغب في أن تقوم الحكومة بالاستثمارات اللازمة للتعامل مع الأمراض المعدية مثل إيبولا . ولكن عدداً كبيراً جدّاً من الأمريكيين منصرف إلى الاهتمام بخطة أوباما للرعاية الصحية، التي أضافت ملايين من الناس الى قوائم الحاصلين على تأمين صحي . فلو رجعنا الى عام 2009 لوجدنا أن نحو 45 ألف شخص يموتون سنويّاً لمجرد أنهم لا يحصلون على رعاية صحية . أمّا الآن، فسوف ينخفض هذا العدد بدرجة كبيرة . . (أي أن غياب الرعاية الصحية عن كثيرين، يقتل أكثر من إيبولا) .
4- حرْقُ الفحم الحجري لإنتاج الكهرباء يقتل بصورة مباشرة نحو 12 ألف شخص سنويّاً، بالإضافة الى الإسهام في التسبب بحدوث 200 ألف نوبة قلبية سنوياً . كما أن ما يطلقه الفحم من زئبق في الجوّ يسبب وفيات وحالات عجز، لأن الزئبق يسمم الأعصاب، كما أن من نافلة القول، إن حرق الفحم يسبب تغيّراً مناخياً سريعاً وهدّاماً، يقتل من الناس أكثر من إيبولا بكثير .
5-أظهر تحليل المجموعات الغذائية، المتاحة على قوائم وجبات الطعام في 34 سلسلة من المطاعم، التي تقدِّم وجبات للأطفال، أن 50% من الوجبات تجاوزت قيمتها الحرارية 600 سُعر، في حين أن الوجبة المناسبة للأطفال يجب أن تكون في حدود 430 سعراً حرارياً . ومن الواضح أن هذه المطاعم، تسهم في أزمة السمنة لدى الأطفال والشبان الصغار . والسمنة في الطفولة مرتبطة إلى حدٍّ كبير مع السمنة بعد سنّ النضج . وفي الولايات المتحدة يموت نحو 300 ألف شخص سنوياً، نتيجة ظروف مرتبطة بالسمنة .
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"