رقابة أكثر صرامة

04:08 صباحا
قراءة دقيقتين
جمال الدويري

إدارات البنايات السكنية مسؤولة عن أرواح آلاف من البشر، القاطنين في شققها، والأمر يحتاج بلا شك إلى كوادر وإمكانات كبيرة جداً؛ للحفاظ على حياة الناس وممتلكاتهم.
الأمر هنا غير مربوط بالسرقات أو التلفيات، ولكن الأخطر من ذلك هو المحافظة على لياقة البرج وأهليّته للسكن، بشكل دائم، عبر مراقبة حثيثة ودائمة لكل تفاصيله وخدماته ومرافقه.
من الأهمية بمكان أن تقوم البلديات بالمراقبة الدورية، ومخالفة أصحاب العقارات غير الملتزمة، أسوة بما تفعله بأصحاب البقالات أو المواقف أو صالونات الحلاقة المخالفة، وألّا تبقى هذه البنايات دون مراقبة بشكل مطلق.
هل تكشف البلديات أو دوائر الصحة أو أي جهة معنية، عن خزانات مياه هذه الأبراج، لتغييرها أو تنظيفها والتأكد من أهليتها؟ وحتى لو كانت مياه هذه الخزانات تستخدم للغسل والاستحمام، فلا بدّ أن تكون بمواصفات صحية، هل تكشف هذه الجهات أيضاً على سلالم البنايات «بيت الدرج»؛ للتأكد من إنارته أو أهليته للاستخدام، وبشكل سريع في حال الحرائق أو الإخلاء الطارئ؟
الكثير من ممرات البنايات تتحول، وبحكم العادة، إلى مخازن لأصحاب الشقق، فتجد فيها خزائن الأحذية والدراجات الهوائية، وعبوات المياه، وأحياناً بعض الحاجيات الزائدة في الشقة، ويدخل الجار في مشكلات مع جاره، لو حاول لفت انتباهه إلى أغراضه التي يزدحم بها الممر، أما حين يكون الطلب من إدارة البناية، فيكون الأمر مختلفاً.
الكثير من البنايات تفتقر إلى الحراسة الليلية، ولا توجد فيها كاميرات مراقبة، ولو كانت فيها، فالكثير من الكاميرات المثبتة في ممرات البنايات ومواقف السيارات لا تعمل، وباعتراف أصحابها، فقط «لتفعل» عملية الردع عند السكان، بالتوجّس من شكلها، ولكن عند الحاجة لها، فلا قيمة تذكر.
للأسف، الكثير من البنايات أو حتى ما يمكن تسميتها بالأبراج، نظراً لضخامتها، قد يكون المسؤول عنها حارساً، ليس لديه أية مؤهلات للتعامل مع الطوارئ أو الحوادث التي قد تقع، والحوادث هنا لا تعرف الليل من النهار، وقد يلجأ بعض السكان إلى البحث عن «الحارس» حتى يبلغوه بالأزمة التي وقعت أو المياه التي قد تغرق الشقة.
أصحاب البنايات يحصّلون أموالاً ليست بالقليلة، ويجب ألّا تكون أرواح الناس رخيصة عندهم، بحيث يستعينون بأناس بلا كفاءة أو دراية لإدارة شؤون المبنى، فمسألة البنايات والمجمّعات السكنية الكبرى تحتاج إلى ضبط وربط أكثر بكثير مما هي عليه الآن، والأمر لا يتأتى إلا بالمراقبة الصارمة من الجهات المعنية عن ترخيصها ونظافتها.
وإذا لم توجد إدارة واحدة تعنى بكل تفاصيل الأبراج، فلماذا لا يصار إلى استحداثها بكل إمارة، بحيث تكون مسؤولة من الألف إلى الياء عن البرج ونظافته وأمنه، ومطابقته لشروط الصحة والأمن، ومن ثم حياة الناس، فهي الأغلى والأثمن؟.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مساعد مدير التحرير، رئيس قسم المحليات في صحيفة الخليج

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"