أبعاد التسامح الفكري الإماراتي

03:31 صباحا
قراءة دقيقتين
عبدالله محمد السبب

فيما نحن نرقب ارتحال عام التسامح الإماراتي 2019 يوماً إثر يوم، وشهراً إثر شهر، بما حمله إلينا هذا العام الإماراتي بوشائجه العالمية بامتياز، من قيم وقوائم لفعاليات معنية بالتسامح والسلام الإماراتيين في مختلف الجوانب والشؤون والشجون، عبر مختلف الفئات الفردية والمؤسساتية، ومن مختلف الأجناس والجنسيات المتجانسة في الإمارات، أرض التسامح والسلام والأمن والأمان، وفي مختلف الاتجاهات وعلى متن جميع جهات الكون الجغرافية الأصيلة والفرعية.. ضربت لنا «جائزة الشيخ زايد للكتاب» موعداً في الثاني والعشرين من الشهر الحالي لنكون في أحضان «جزيرة السعديات» بأبوظبي الحاضنة لمتحف (زايد غاندي) الرقمي «ملتقى الحكمة والتسامح»، برعاية وزير التسامح الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، في رحاب ندوة تاريخية معنية ب(التسامح في الثقافة والآداب والتاريخ)، عبر جلساتها الثلاث: التسامح: المصطلح والمفهوم والتطور، التسامح في فكر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وفكر غاندي، قيم التسامح في الشعر..
هكذا حدث، حديث الفكر والأدب والتاريخ والجغرافيا، رسم لنفسه وأنفاسه أن يكون خاتمة تسامحية راسخة في أذهان الناس.. تتويجاً لعام التسامح الإماراتي، وتأكيداً للفكرة التأسيسية ل«جائزة الشيخ زايد للكتاب» التي انطلقت في مسيرتها عام 2006 بدعم ورعاية رائعة من (دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي)، تقديراً لمكانة المؤسس الحكيم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، «طيب الله ثراه».. رائد التسامح الإنساني، وراعي السلام والوئام، والداعي للمحبة البشرية في أبهى صورها وتصوراتها.. لتكون «الجائزة» منحة فكرية تقديرية «معنوياً ومادياً» ل(صناع الثقافة، والمفكرين، والمبدعين، والناشرين، والشباب.. عن مساهماتهم في مجالات التنمية، والتأليف، والترجمة في العلوم الإنسانية التي لها أثر واضح في إثراء الحياة الثقافية والأدبية والاجتماعية).
وفق «معاييرَ علمية وموضوعية»، وانطلاقاً من أهداف مرسومة بدقة وقصدية أمينة رامية إلى: (تشجيع المبدعين والمفكرين في مجالات المعرفة والفنون والثقافة العربية والإنسانية، تكريم الشخصيات الأكثر عطاء وإبداعاً وتأثيراً في حركة الثقافة العربية، الاحتفاء بالمبدعين والمفكرين من الشباب وحث الموهوبين على العطاء الفكري، المساهمة في تشجيع النشر العربي وحث الناشرين على تقديم كل ما يساهم في الارتقاء بالعقل العربي ويرفد الثقافة العربية بما هو جديد ومميز ومواكب لقضايا العصر، المساهمة في الارتقاء بالإنتاج الإبداعي في مجالات التقنية والاستفادة منها في تطوير الثقافة والتعليم في الوطن العربي، تنشيط حركة الترجمة الجادة ودعم الأعمال المميزة التي تسهم في رفع مستوى العلوم والفنون والثقافة في الوطن العربي، الاهتمام بأدب الطفل العربي وحض الكتاب المختصين على طرق المجالات الإبداعية التي تسهم في تنمية عقل الطفل العربي وإنارة وعيه من أجل خلق جيل واع لقضايا العصر).
إذن، جائزة عالمية كهذه.. مرسومة بمصداقية لتتخطى الحدود الجغرافية لتصل إلى مختلف الخرائط والمخرجات الفكرية المحلية والعربية والعالمية، دون تحيز لجنس ثقافي دون سواه.. إنما هي رسالة ذات شأن عظيم، تؤكد على أبعاد التسامح الفكري الإماراتي، الخالي من التعصب الجاهلي والنظرة الأحادية الجانب والاتجاهات.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أديب وكاتب وإعلامي إماراتي، مهتم بالنقد الأدبي. يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، من جامعة بيروت العربية. وهو عضو في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وعضو في مسرح رأس الخيمة الوطني. له عدة إصدارات في الشعر والقصة والمقال والدراسات وأدب التراجم

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"