حين تأتي رغبة سرد الحكاية الابتكارية الإماراتية، سنجد أن ألف باء الحكاية كان في عهد ما قبل اتحاد الإمارات المتصالحات.. فإنسان الخليج مجبولٌ على الإبداع والابتكار في مختلف الميادين الحياتية، الاجتماعية منها والثقافية والرياضية والاقتصادية.. والشواهد على ذلك لا تعد ولا تحصى، ولا يمكن إخفاء ملامحها أو إقصاؤها من التاريخ البشري الحضاري.. ولعل المتتبع للحياة الخليجية، بما فيها الإماراتية، يمكنه ملاحظة تلك الحضارة الابتكارية، من خلال ما تتضمنه الدولة من التراث بكافة تقسيماته، الشفاهي والمادي، الذي يشير إلى وجودها وتواجدها في صُلب التاريخ وفي عُمق الخريطة الجغرافية، ومن خلال النهضة البشرية المتتابعة في مثولها جيلاً بعد جيل، عبر سلسلة من المُخرجات المميزة الواضحة للعيان..
هكذا تستمر الحياة الإماراتية في تصاعد وتيرتها التنموية، والسجلات التاريخية لا تألو جهداً في توثيق تلك المخرجات المشيرة إلى التطور الذي تشهده دولة الإمارات، في ظل قيادتها الرشيدة، وبفضل الطاقات البشرية المواطنة الساعية إلى تثبيت أركان الدولة الاتحادية في مختلف مجالات الأعمال والبيئات المجتمعية المختلفة، إضافة إلى الخبرات الوافدة من كافة أرجاء المعمورة العالمية، بما يُسهم في تنمية مجتمع الأعمال الإماراتي وفق خطط واستراتيجيات الدولة..
هكذا هي فاتحة الحكاية الابتكارية الإماراتية، وهكذا تستمر الحكاية في بث أحداثها عبر ما حمله إلينا يوم الأحد 30 نوفمبر 2014 من توجيهات صادرة عن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، تتعلق بإعلان عام 2015 عاماً للابتكار، أنبأنا بها مجلس الوزراء إثر اجتماعه الاستثنائي الذي عُقد صباح ذلك اليوم بقلعة الفجيرة.. وهكذا أخذت عجلة وتيرة دورة الحياة الإماراتية الابتكارية بالتصاعد والنمو، انتقالاً بأيام الابتكار من المرحلة السباعية: (22 - 28 نوفمبر 2015)، (20 - 26 نوفمبر 2016)، لتصل إلى المرحلة الشهرية: (فبراير: 2018، 2019، 2020).. ليصل عدد الفعاليات المستهدفة هذا العام نحو «1,000 فعالية» تحت شعار (الإمارات تبتكر للاستعداد للخمسين)، لتجوب كافة إمارات الدولة، بحسب الخريطة الزمنية المرسومة على النحو الجغرافي التالي: (أبوظبي: 1 - 7 فبراير)، (الشارقة، عَجْمان، أم القيوين: 8 - 14 فبراير)، (رأس الخيمة، الفجيرة: 15 - 25 فبراير)، (دبي: 22 - 29 فبراير 2020)..
إذن، حيث إن شهر الابتكار حدث وطني بامتياز، وحيث إن دولة الإمارات العربية بكافة قطاعاتها (الاتحادية، المحلية، الخاصة، الأكاديمية)، وبكافة عناصرها البشرية (المواطنة منها والمقيمة العاملة لديها) قد شمرت عن أفكارها استعداداً للخمسين عاماً القادمة منذ مطلع العام الجاري 2020 الذي يتأهب لاستقبال الحدث الإماراتي العالمي «إكسبو»، فلابد ألّا تقتصر الفعاليات الابتكارية على هذا الشهر السنوي «فبراير»، بل لابد أن تنمو شجرة الابتكار وتزهر وتثمر طوال العام الاستعدادي للخمسين عاماً الإماراتية الثانية، للوصول إلى مئوية الإمارات 2071، وهي في قمة أوجها وعافيتها وتفوقها على نفسها قبل تفوقها على الأخريات من الكيانات الدولية العالمية في شرق الأرض ومغربها.
عبدالله محمد السبب
مقالات أخرى للكاتب
![الخليج](/sites/default/files/2024-07/Untitled-1_1.jpg)
![الخليج](/sites/default/files/2024-07/Untitled-1_1.jpg)
![الخليج](/sites/default/files/2024-07/Untitled-1_1.jpg)
![الخليج](/sites/default/files/2024-07/Untitled-1_1.jpg)
قد يعجبك ايضا
![فرشاة أسنان داخل معدة طالبة مصرية طوال 3 أشهر](/sites/default/files/2024-07/6186971.jpeg)
![منطقة-الانهيار](/sites/default/files/2024-07/6186969.jpeg)
![نهر السين سيكون على موعد مع حفل افتتاح رائع](/sites/default/files/2024-07/6186967.jpeg)
![](/sites/default/files/2024-07/6186963.jpeg)
![](/sites/default/files/2024-07/6186961.jpeg)
![البقايا المتفحمة في مقر التلفزيون البنغلادشي في دكا والذي أحرقه المحتجون (أ.ف.ب)](/sites/default/files/2024-07/6186959.jpeg)
![بايدن يعانق ابنه هانتر أمام السيدة الأمريكية الأولى بعد مخاطبة الأمة من المكتب البيضاوي (أ ف ب)](/sites/default/files/2024-07/6186957.jpeg)
![1](/sites/default/files/2024-07/2441664_6186759_0.jpg)