عادي
59 ألفاً و366 زائراً خلال الأيام الستة الأولى

«قلب الشارقة» يستقبل آلاف المحبين للتراث

22:45 مساء
قراءة 6 دقائق

سجلت أعداد الزائرين زيادات متصاعدة خلال الأيام الستة الأولى من فعاليات أيام الشارقة التراثية، حيث بلغت في اليوم الأول 5894 زائراً، لتتضاعف في اليوم الثاني إلى نحو 10978 زائراً. واستقبل اليوم الثالث 12135 زائراً، بزيادة أكثر من 4 آلاف زائر جديد، وارتفع عدد الزائرين لفعاليات اليوم الرابع إلى 16563 زائراً.

في الإطار ذاته، سجلت أعداد الزائرين في اليوم الخامس 6232 زائراً، وارتفعت لتصل في اليوم السادس إلى 7564 زائراً ليصبح إجمالي عدد الزائرين خلال الأيام الستة الأولى لفعاليات أيام الشارقة التراثية نحو 59 ألفاً و 366 زائراً من مختلف الجنسيات والفئات العمرية،.

وقال د.عبدالعزيز المسلّم، رئيس معهد الشارقة للتراث، رئيس اللجنة العليا المنظمة لفعاليات أيام الشارقة التراثية المستمرة حتى 21 الجاري :«لاشك أن الزيادة في أعداد الزائرين تعكس حجم اهتمامهم بطبيعة محتوى الفعاليات، وتؤكد مستوى وعيهم وثقافتهم العالية، وهو أمر طبيعي في الشارقة عاصمة الثقافة والمثقفين، وهذه الأعداد تشكل مسؤولية مضاعفة على عواتقنا لتقديم الجديد والمتفرد دائماً، ونعتقد أن الأيام المقبلة ستشهد تدفق المزيد من الزائرين الذين سيضيفون للفعاليات دعماً لافتاً ونجاحاً كبيراً».

استيعاب جميع هوايات الزائرين

وفي متابعة سريعة لأسباب الزيادة، أكد زائرون أن الارتفاع في أعداد الزائرين أمر طبيعي في ضوء حرص معهد الشارقة للتراث من خلال فعاليات أيام الشارقة التراثية على استيعاب جميع هوايات الزائرين، حيث يجد كل زائر ما يهمه من فعالية، سواء كانت فنية أو بيئية أو ثقافية أو إعلامية أو تراثية، كما منحت الفعاليات فرصة للجمهور في اللقاء بتراث وثقافات الشعوب الأخرى تحت سقف واحد، ولم تستثنِ الأطفال من هواياتهم المحببة، وبذلك حازت رضا الجميع.

مشهد حضري تراثي بأقلام الفحم

الصورة

عقدت الإدارة الأكاديمية التابعة لمعهد الشارقة للتراث، ضمن فعاليات أيام الشارقة التراثية، ورشة فنية متقدمة للبالغين حول استخدام أقلام الفحم في رسم لوحات تعبر عن المشهد الحضري التراثي في الإمارات.

قدمت الورشة المهندسة وفاء داغستاني عضو هيئة التدريس في الإدارة الأكاديمية، وبمشاركة مجموعة من المهتمين والمهتمات بهذا الفن.

وتعددت النماذج التي قامت داغستاني برسمها إلى نماذج مختلفة من المباني والمشاهد البصرية. وفي هذا الإطار قالت داغستاني: يعتبر الرسم أحد أشكال الفنون المرئية الإبداعية والتي تتضمن إلى جانب الرسم فن العمارة والنحت والتصوير والموسيقى والمسرح والسينما وغيرها، لافتة إلى أن فن الرسم ينقسم إلى أنواع مختلفة من ضمنها الرسم بأقلام الفحم، الذي يعبر عن شخصية الرسام، ويحتاج مهارة خاصة، من خلال استخدام القلم الأملس الذي يصقل المهارة ويمكن من إبراز الضوء والتباين في اللوحة ويضيف لها قيمة فنية عالية.

«حق الليلة» ينشر أجواء الفرح

الصورة

كمجموعة من الطيور الجميلة، حلقت في فضاءات فعاليات أيام الشارقة التراثية مجموعة من الأطفال بالزي الإماراتي التراثي الشعبي وهم يحيون مناسبة «حق الليلة» وهي مناسبة كبيرة تحل في ليلة النصف من شهر شعبان المبارك، ويحتفي بها المسلمون في أرجاء الدولة والعالم الإسلامي، وللأطفال الصغار فيها النصيب الأكبر من الاحتفال والفرح.

حيث سارت مجموعة من الأطفال في أرض الفعاليات في قلب الشارقة، وهم يحملون أكياساً شعبية تشير إلى النصف من شعبان، أو «النص» من شعبان كما في اللهجة المحلية.

وعن الفعالية قال د.عبدالعزيز المسلّم، رئيس معهد الشارقة للتراث، رئيس اللجنة العليا المنظمة للأيام:«إن إحياء هذه الفعالية بين الأطفال مع ما يمثله من قيمة دينية هو جزء من إحياء تراث محلي أصيل وجميل دأب الأهل والأقارب على الاحتفاء به، كذلك تشكل هذه المناسبة فرصة للتواصل والتقارب والتزاور بين الأهل والأقرباء بما يسهم في تقوية النسيج المجتمعي، وينمي في الأطفال قيم الاهتمام بصلة الرحم، واحترام القيم والمناسبات، وبالتالي الاعتزاز بالهوية الوطنية».

وشهدت الفعالية تفاعلاً لافتاً من قبل زائري فعاليات أيام الشارقة التراثية، وقاموا بتحية الأطفال والترحيب بهم، وتبادل الهدايا المتعارف عليها في هذا اليوم، كما شارك بعض الجمهور بالمسير مع الأطفال في أرض الفعالية وهم يحملون مشاعر الإعجاب والبهجة. وعزز معهد الشارقة للتراث من أجواء الفرح بالفعالية حيث أقام مسابقة لاختيار زي أجمل طفلة مشاركة في حق الليلة، وقد فازت فيه الطفلة سلامة حمدان، حيث فازت باللقب عن جدارة لأنها حملت مختلف تفاصيل الزي التراثي الجميل من المخوار والبرقع والعباءة والحلي وحتى الكيس القديم المصنوع من خوص النخيل.

«حداء الإبل».. لغة تواصل ووفاء

نظم مركز التراث العربي بمعهد الشارقة للتراث جلسة ثرية حول «حُداء الإبل» والمسجل ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم الثقافة «اليونيسكو».

أدار الجلسة الفنان والإعلامي محمد غباشي، بمشاركة الباحث الإماراتي د. سالم زايد الطنيجي و رنا الشيخ يعقوب من هيئة التراث السعودية وبحضور عائشة الحصان الشامسي مدير مركز التراث العربي بالمعهد، ووفد رفيع المستوى من هيئة التراث السعودية يضم كلاً من محمد الزمام وعبدالعزيز العضيدان وعبدالله بن كليب، ولفيف من المهتمين بالتراث الثقافي وموظفي المركز.

استهل الطنيجي حديثه ببيان أهمية الجمل والإبل عموماً لأهل الخليج ولا سيما البدو منهم، حيث إن امتلاكها كان ولا يزال أحد أسباب الوجاهة والتباهي ومن علامات اليسر والكرم، وينسل منها الكثير من الأنواع والسلالات المختلفة. ونوّه الطنيجي بالمكانة المتميزة التي تحظى بها الإبل في الإمارات واهتمام القيادة الرشيدة بها، منذ عهد الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، باعتبارها من أهم رموز التراث الإماراتي.

وقدم المحاضر تعريفاً مبسطاً حول حداء الإبل باعتباره صوتاً متعارفاً عليه بين أهل الصحراء، يتوارثونه جيلاً عن جيل، حيث يطلق ملاك الإبل أصواتاً مخصصة وبلغة تواصل حميم لدى مناداتهم لإبلهم، سواء لأغراض طلب القدوم أو الذهاب أو الإناخة أو الرجوع لمكان المبيت أو شرب الماء وغيرها، مؤكداً بأن الإبل تتميز بأنها مطيعة لصاحبها سهلة الانقياد، وتتسم بالذكاء والوفاء، وهي تدرك صوت صاحبها بسهولة، وتعرف ماذا يريد منها سواء الحركة أو التوقف أو غيرها.

وتضمنت ورقة رنا الشيخ حول الجهود المشتركة بين الإمارات والسعودية وسلطنة عمان في تقديم ملف «حداء الإبل» ونجاحها في تسجيل هذا العنصر التراثي ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم الثقافة «اليونيسكو».

تجارب تشكيلية في تدوين التراث

عقد المقهى الثقافي لأيام الشارقة التراثية جلسة جمعت بين مجموعة من الفنانين التشكيليين للحديث حول «استلهام التراث في الأعمال التشكيلية»، وهم: الفنان التشكيلي الإماراتي محمد الأستاد، والباحثة والمؤرخة في الفنون البصرية د. نهى الفران، والأستاذة والفنانة التشكيلية د.كريمة الشوملي.

وتطرقت الجلسة إلى نوعية العلاقة الخاصة والتبادلية بين التراث والفن التشكيلي، باعتبار التراث مصدراً مهماً من مصادر البنية الحضارية للمجتمعات، وأبرزت الجلسة جماليات التراث التي يستلهم منها المبدعون المجددون نتاجاتهم وفنونهم، لأنه يحدد ويجدد الخصوصية التاريخية والهوية الوطنية.

وعاد الأستاد بالزمن إلى الوراء، وتحدث عن جانب من تجربته الفنية وعلاقته بالتراث، حيث أوضح أنه ركز لفترة ما على الواقعية البحتة، والمحاكاة لإرضاء فضول التعمق والتحدي، وبهدف بناء قاعدة جماهيرية محبة لهذا النوع، ثم ما لبث أن بدأ العزف على أوتار لوحات يدخل فيها الفكر الشخصي ومنظوره للحياة، والكثير من التجارب والقضايا التي تحيط به، وهو ما قاده إلى ابتكار فن جديد يستقي مادته من البحر ومن بيئته الطبيعية؛ هو فن «دانات الشواطئ». وتحت عنوان «رؤية بصرية معاصرة للموروث الشعبي» تحدثت كريمة الشوملي عن تجربتها في توظيف التراث في الفن التشكيلي، وخاصة مع البرقع الإماراتي، الذي يعتبر من التراث الأصيل لسكان المنطقة، وعن اختيارها لهذا الموروث الشعبي، قالت إنها بدأت مسيرتها الفنية بأعمال تحاكي الواقع دون استلهام للتراث وإعادة صياغته، ولكن مع تخمّر التجربة ونضجها، جعلت من البرقع وهو من التراث، مجازاً فنياً فسلطت من خلاله الضوء على حياة المجتمع الإماراتي، مستخدمة الصور الضوئيّة والألوان والأعمال التركيبيّة المفاهيميّة، إضافة إلى استخدامها الخط العربي والشمع وأكياس البلاستيك التي تثبتها فوق سطح اللوحة بوساطة الخياطة، وذلك بهدف إقامة حالة من التوافق بين مضمون أعمالها وشكلها. وعن مظاهر وتجليات التراث في الفنون البصرية في الإمارات، تحدثت نهى الفران، عن قيمة التراث كمعطى يحدد هوية الشعوب وثقافتهم، وكيف بدأ الفن التشكيلي الإماراتي يستلهم التراث لا من حيث المحاكاة والتقليد، ولكن بابتكار أنماط فنية تعيد صياغة المادة التراثية بلمسة حداثية.

.. واحتفال في منطقة الشهباء

الصورة

شهدت منطقة الشهباء بالشارقة، احتفالاً بليلة النصف من شعبان (حق الليلة)، بحضور ناصر محمد عاشور، رئيس مجلس ضاحية مغيدر، وأحمد حسن الرمسي، عضو المجلس وجمع غفير من أبناء المنطقة، تلبية لدعوة أسرة البادعام.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mx73u6ew

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"