إدراك المسؤولية

04:48 صباحا
قراءة دقيقتين
محمد إبراهيم

على الرغم من الجهود الدؤوبة، لتذليل التحديات التي تعوق تعليم الطلبة، في مختلف مدارس الدولة، إلا أن العلاقة بين ولي الأمر، وإدارات بعض المدارس الخاصة، مازالت تسير بالصورة غير المرجوة، لينعكس ذلك سلباً على الطلبة وتحصيلهم الدراسي. وقد يكون السبب وراء ذلك نقص في الثقافة أو عدم إدراك للمسؤولية.
النماذج في هذا الأمر كثيرة، ومحزنة، على رغم أننا في الأسبوع الأول من العام الدراسي، فهذا ولي أمر لم يتمكن من تسجيل أبنائه في المدرسة حتى الآن، لاعتراضه على طريقة إحدى المشرفات في عقاب أحد أبنائه العام الماضي، إذ طلبت منه أن يخلع حذاءه ليظل «حافياً» 4 ساعات متواصلة ولم يفلح فيها التوسل أو الرجاء، وأمام شكوى الأب، ترفض المدرسة تجديد تسجيل أبنائه، وتحتجز شهادات الانتقال الخاصة بهم، ليقودنا الموقف إلى تحقيقات الشرطة والنيابة، ويبقى المتضرر الأول هم الأبناء لعدم قدرتهم على الالتحاق بالمدرسة حتى الآن.
وهذه مدرسة أخرى، تجمع طلبة، وتسوقهم إلى الساحة، تحت حرارة الشمس المحرقة، بسبب تأخير آبائهم في سداد القسط الأول من الرسوم الدراسية هذا العام، لتحاسبهم على ما اقترفته أيدي آبائهم، بطريقة غير مسؤولة، وبسلوكيات لا تعي الإنسانية، ولا تمت للوائح التربية والتعليم بصلة.
الغريب في الأمر، هو موقف الجهات المعنية، التي اعتبرت أنها مجرد «فاعل خير»، يوفق «رأسين في الحلال»، ولا شأن لها بتلك الإشكاليات، وعلى المتضرر «اللجوء إلى القضاء»، والسؤال هنا: «من المسؤول عن فض تلك النزاعات التي تؤثر سلباً في مستقبل الأبناء، فالمناطق التعليمية لها صلاحيات واسعة للرقابة على تلك المدارس، وكذلك المجالس والهيئات التعليمية، فلماذا عدم القدرة على إحكام قبضتنا على تلك السلوكيات؟ إن رسالة العلم من أسمى الرسائل التي تشهدها البشرية، والعلاقات التي تجمع فئات المنظومة التعليمية، ينبغي أن تكون أرقى من ذلك، لتليق بسمو الرسالة، التي تركز على التعليم والتربية، قبل أي شيء.
يحظى تعليم الإمارات، بأهمية كبيرة من القيادة الرشيدة، التي جعلته أولوية وطنية، وتواصل قيادتنا دعمه وتمويله وتطويره، وعلينا أن نعي أن العلاقة بين البيت والمدرسة، أهم العوامل التي تؤثر في أداء الطالب وتحصيله العلمي، وتزيد روابط التكيّف مع محيطه المدرسي.
فعلى بعض إدارات المدارس العودة إلى صوابها، وإدراك مسؤوليتها تجاه تعليم أبنائها، قبل التركيز على جمع «الدراهم»، وندعو الجهات المعنية، لتكثيف الزيارات وفض تلك النزاعات، وتشديد العقوبات لحماية تعليم الأبناء. وعام دراسي سعيد للجميع.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"