ماذا بعد؟

05:11 صباحا
قراءة دقيقتين
محمد إبراهيم

قدم لنا معرض «بالعلوم نفكر» تحت رعاية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإمارات، وجبة دسمة من ابتكارات وإبداعات طلبة المدارس والجامعات، التفّت حولها جهات حكومية ومؤسسات القطاع الخاص، ومراكز البحث العلمي والدراسات.
في الواقع المشاريع الابتكارية البالغ عددها 240 مشروعاً علمياً، وأنجزها أكثر من 678 طالباً وطالبة من أبناء الإمارات، وأشرف عليها 196 مشرفاً من الموجهين والمدرسين، جسدت طموحات وتصورات الشباب العلميّة، وحاكت في مضمونها ملامح ومسارات المستقبل، فتارة ركزت على الذكاء الاصطناعي والفضاء، وأخرى على الطيران والكهرباء، والبعض وضع حلولاً لأزمة المياه والزراعة في الدولة.
نقدر جهود ودعم بعض مؤسسات القطاعين العام والخاص، التي تبنت مشاريع الشباب، لترجمتها إلى واقع ملموس يفيد المجتمع، لاسيما وأن بينها ما يستحق مكانته في سوق العمل، فمشروع «عين برايل» يتعرف إلى أي كتابات من لغات مختلفة، و«قميص التوحد» يحد من الانهيارات العصبية ونوبات الغضب لمرضى التوحد، و«الحارس الجوي»، يبحث ويهاجم الطائرات من دون طيار غير مصرح بها، عند تجاوز الطرق الجوية والمناطق الحساسة.
حقاً، إبداعات وابتكارات الطلبة تدعو إلى الاطمئنان والتفاؤل والأمل في المستقبل، ولكن ما يدور في الخلد دائماً عقب الانتهاء من كل دورة لهذا «العرس الابتكاري»، عدد من الأسئلة التي نادراً ما نجد ردود عليها، أولها: «ماذا بعد؟» وثانياً: كيف نستطيع الاستفادة من تلك الثروة الابتكارية في المجتمع؟ وثالثاً: أين دور مؤسسات القطاع الخاص في هذا العرس وتبني تلك الإبداعات التي أفرزتها عقول الأبناء الواعدة؟
أعتقد أننا ما زالنا ننشد فاعلية دور تلك المؤسسات، وما زالت حاجاتنا قائمة لمزيد من جهود ومبادرات القطاعين، لاستيعاب هذا الكم الهائل من الإبداعات، وتحويلها من فكرة إلى ابتكار فعلي ملموس، لاسيما أنه بات لدينا 43 مبتكراً إماراتياً جديداً، تم تكريمهم، لإبداعاتهم وأفكارهم في مجالات الابتكار العلمي والتكنولوجيا.
لماذا لم يكن لدينا هيئة، أو مؤسسة تجمع القطاعين «الحكومي والخاص»، لتوحد جهود واستراتيجيات تبني مشاريع الابتكار التي تخدم المجتمع وسوق العمل، ويكون لها حق اكتشاف المبتكرين ومتابعتهم، لبناء الجيل القادم الذي يحاكي المستقبل بتفاصيله ومتغيراته؟ دعونا نتذكر دائماً مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، «إن الابتكار ليس ترفاً فكرياً، بل سر تجدد الدول والشعوب، إذ يحدد مكانتنا بين الأمم، والقيمة التي نضيفها للعالم من حولنا».

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"