عادي

ذكاء المأمون

23:04 مساء
قراءة دقيقة واحدة

رغيد جطل

كان عبدالله المأمون يقرأ على الكسائي، والمأمون إذ ذاك صغير، وكان من عادة الكسائي إذا قرأ عليه المأمون يطرق رأسه، فإذا أخطأ المأمون رفع الكسائي رأسه، ونظر إليه، فيرجع المأمون إلى الصواب.

قرأ المأمون يوماً سورة الصف، فلما بلغ: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ» (الصف: ٢) رفع الكسائي رأسه، ونظر المأمون إليه، فكرر الآية، فوجد القراءة صحيحة، فمضى على قراءته، وانصرف الكسائي، فدخل المأمون على أبيه الرشيد، فقال: يا أمير المؤمنين، إن كنت وعدت الكسائي وعداً فإنه يستنجزه منك.

استغرب الرشيد، إذ كيف عرف المأمون ما حدثه به الكسائي، فقال له: إنه كان التمس للقرّاء شيئاً ووعدته به، لكنك لم تكن حاضراً ساعتئذٍ، فهل قال لك شيئاً؟ قال: لا، قال: فما أطلعك على هذا؟ فقال له المأمون: الكسائي لا ينظر إليَّ أثناء تلاوتي إلا إذا أخطأت، ولما نظر إليّ وأنا أقرأ قوله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ» دون خطأ مني أدركت أن هناك أمراً ما، فسرَّ الرشيد من فطنته وحدَّة ذكائه.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ms4fe94y

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"