عادي
20 عاماً منحتها لقب «سيدة التطوّع»

مهرة صراي: بدأت العمل الخيري بخدمة المرضى

23:41 مساء
قراءة 4 دقائق
3

رأس الخيمة: حصة سيف

اعتاد كثيرون ممن يعرفون مريضاً بحاجة إلى رعاية أو خدمة طبية في رأس الخيمة اللجوء إلى مهرة صراي؛ إذ يجدون عندها ضالتهم في توفير الدعم والخدمات الصحية في الإمارة عبر شبكة علاقاتها الاجتماعية مع الجهات الخيرية، ورجال الأعمال، وأصحاب الخير، لا سيما أنها قررت استثمار هذه العلاقات في توفير الدعم لكل محتاج، فضلاً عن تمتّعها بالكثير من سعة البال، واستقبال «الجميع» بصدر رحب، مع سرعة لافتة في إنجاز الخدمات التي ينشدها المحتاجون؛ مما أهّلها بجدارة لنيل لقب «سيدة التطوع» الذي أطلقه عليها المجتمع المحلي في رأس الخيمة.

1

بدأت مهرة محمد جمعة بن صراي العمل التطوعي قبل أكثر من 20 عاماً، وهي مسؤولة المبادرات المجتمعية والابتكار في مكتب مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية برأس الخيمة؛ إذ كان لها الدور الأكبر في إنشاء وتعزيز قسم التثقيف الصحي من الأساس، ومنه بدأت عملها التطوعي في خدمة المرضى والمراجعين، واختطّت طريقها في العمل العام والخيري تأثراً بأحوال المرضى حين كانت تزورهم وتوفر احتياجاتهم بواسطة الجهات الخيرية المختلفة.

وتدير مهرة صراي مكتب جمعية الإمارات لمرضى السرطان في رأس الخيمة بعد أن أسسته بالتعاون مع رجل الأعمال وليد عبد الكريم الذي ساهم في توفير شقة مجانية لمقر المكتب لمدة 5 أعوام على التوالي.

مخيم البسمة

تقول مهرة صراي عن أنشطتها التطوعية التي بدأتها في مخيم البسمة لأطفال السكري: «نظمت المخيم سنوياً لمدة 13 عاماً، وتوقف فقط في أزمة كورونا، في البداية كان مُخصصاً لمرضى السكري الأطفال في رأس الخيمة، ثم شمل جميع إمارات الدولة، ومن ثم أدخلنا تحت مظلته مرضى السكري من جميع دول الخليج العربي، وُصولاً إلى تغطية الوطن العربي بأكمله،واستقطبنا لاحقاً المرضى الصغار من شرق آسيا».

وأضافت: «كافة تكاليف المخيم، التي بلغت أكثر من ٨٠٠ ألف درهم سنوياً كانت عبارة عن تبرعات من جهات خيرية ومجتمعية، وشارك فيه سنوياً ما لا يقل عن ٢٠٠ طفل وطفلة، والمخيم يهدف إلى تعزيز التوعية الصحية وتغيير نمط الحياة لدى أطفال السكري، وتأهيلهم على أسس التعامل مع حالتهم المرضية، وتدريبهم على مجموعة من المهارات المهمة التي تساعدهم في التعايش مع داء السكري بسهولة، وتجنّبهم مضاعفاته، إضافة إلى البرامج الترفيهية والتعليمية، وتحقيق أمنياتهم بالتعاون مع مؤسسة (تحقيق أمنية) في أبوظبي».

كما نظّمت بنت صراي مخيم العافية لأطفال الأمراض المزمنة بشكل عام لمدة 7 سنوات متتالية، والذي استفاد منه نحو 800 طفل، وأجمل فرحة استقبلتها خلال تلك الفعاليات التطوعية الإنسانية -كما تقول- فرحة الطفل الغامرة بالخدمة والتجمع ولم الشمل، مضيفة أنها قابلت بعض الأطفال بعد أن كبروا، وكانت فرحتها لا توصف وهم ما زالوا يعرفونها بالاسم، واستشهدت بموقف لم تنسه حدث خلال إكسبو ٢٠٢٠، وتقول: «سمعت أحدهم يناديني باسمي بصوت عال، وعرف نفّسه بأنه أحد أطفال السكري، مُؤكداً أنه لم ينسَ الأيام التي كنت أنظمها لهم»، وأحدهم سلم علي مؤخراً، وعرّف نفسه بأنه أحد المستفيدين من مخيم السكري، وقد كبر ودرس التمريض وأصبح ممرضاً، وعرَّفني لمسؤوليه وزملائه، وكأنني بمثابة والدته، أحب تلك المواقف وهي تشجّعني على المضي قدماً في العمل التطوعي.

تحديات وفرص

تُواصل صراي حديثها عن سيرتها في العمل التطوعي: «لم تواجهني أي تحديات صعبة أو استثنائية في عمل الخير؛ لأن العمل الخيري والإنساني والتطوعي مُيسّر ومُبارك، وفيه تتعاون مختلف الجهات الحكومية والخاصة، لكني أجد التحديات فرصاً يتطوع فيها القادر عليها، وكل صعاب تُواجهني في حياتي الشخصية تتيسر، سبحان الله، وكل ذلك من آثار وعوائد العمل التطوعي».

وتوضح: «في أزمة كورونا كثفت عملي الأساسي والتطوعي معاً، وقمت بزيارات إلى عمال الشركات والمصانع بالتعاون مع وزارة الموارد البشرية والتوطين، لإجراء فحوصات الحرارة، وعملت بالتعاون مع عدد من المتطوعين في توصيل الأدوية إلى كبار المواطنين، وأصحاب الأمراض المزمنة، وأصحاب الهمم في منازلهم، من مستشفى إبراهيم بن حمد عبيد الله ومستشفى صقر».

تُضيف: «كنت مسؤولةً عن مركز الفحص الميداني في أزمة كورونا، واستطعت توفير مكان خاص لإجراء الفحص للعمالة، بالتعاون والتنسيق مع مؤسسة الشيخ سعود بن صقر القاسمي للأعمال الخيرية والإنسانية، في مدرسة الشيخ سعود الخيرية».

وتوضّح أنها أنشأت فرقاً متنقلة للفحص، كما استطاعت مع فريقها إجراء فحوصات للصيّادين والمزارعين، وتنفيذ زيارات منزلية لفئات مختلفة من مجتمع رأس الخيمة، وإجراء فحوصات شهرية لأئمة المساجد وسائقي المواصلات.

الأبواب المفتوحة

عن بداية عملها التطوعي، تشير إلى أنه تجسّد في تأسيس قسم التثقيف الصحي، التابع لوزارة الصحة ووقاية المجتمع في رأس الخيمة، والذي كان يعمل بروح الفريق الواحد دون أن يُغلق بابه أمام أي مراجع، أو موظف، أو طالب خدمة أو حتى مساعدة، في حين تستقبل مهرة مراجعيها، وزوّارها، وزملاءها بابتسامتها التي لا تكاد تُفارق محياها، على النهج الذي دعا إليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، بأن تظل أبواب المسؤولين مفتوحة دائماً للجميع.

وتلفت إلى أن عملها في التثقيف الصحي جعلها تتوغل في العمل التطوعي، خاصة فيما يتعلق بالصحة، لتُنظم حملات خاصة للتبرع بالدم لصالح المرضى بمستشفى صقر في رأس الخيمة، مُستعينةً بتواصلها مع جهات حكومية وشركات في القطاع الخاص لتوفير الأجهزة المطلوبة لدعم قطاع الصحة والمستشفيات. وأطلقت مبادرةً لتقديم كسوة العيد للمُحتاجين تحت شعار «امسح دمعة وأَدخِل فرحة»، استفاد منها نحو ألفي شخص سنوياً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2cb5z3dc

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"