روي أن رجلاً كان على خلاف مستمر مع زوجته والشجار بينهما لا يتوقف، حيث كانت تُكدِر عليه عيشته وتنغِص عليه حياته، وكانت سريعة الغضب. وعلى الرغم من محاولاته الدائمة لكسب ودها فإنها كانت تتعامل معه بشكل سيئ. وفي أحد الأيام قال لها وقد طفح به الكيل وسئم من مهادنتها: بيني وبينك ما صنع الحداد.
تعجبت زوجته من هذه الجملة وسألت نفسها عن ماهية هذا الشيء الذي صنعه الحداد ويقف بينها وبين زوجها. ثم غاب زوجها عدة أيام وعاد بعدها وقد أحضر في يده قطعة من الحديد صنعها له الحدَاد وأمر ابنه أن يطرق عليها بقوة، وأنه سيظل يبتعد طالما كان يسمع صوت الطرق وسيتوقف فقط عندما يختفي الصوت. وعليه، سيكون بينه وبين زوجته هذه المسافة الدائمة، وبذلك أصبح بينهما صوت القطعة الحديدية التي صنعها الحداد.
يضرب هذا المثل في الإشارة إلى شدة الخصومة بين طرفين.