العطاء أسلوب حياة

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

شارفنا على النهاية، بل وصلنا إلى الختام، وما زلنا نشعر بأننا لم نشبع بعد من هذه الأجواء التي يحملها معه شهر رمضان المبارك، كلما هلّ وحلّ. كل شيء مختلف وكل شيء يتغير في هذه الأيام المباركة، الاستعداد لاستقبال رمضان، الصيام، محاولة ضبط النفس، الطقوس، لمّة الأسرة، لقاء الأصدقاء والأحبة.. وبعد رمضان ماذا؟ ما الذي يتغير في الإنسان؟ 
كل صيام يُعلّم الإنسان درساً، أو هكذا المفروض، وإلا يكون المرء قد أخذ من الصيام الطقوس الخارجية، ومنع نفسه عن المأكل والمشرب فقط؛ وحين نودع الشهر الفضيل نعود تدريجياً إلى روتين الحياة ونظامها السابق، فتجرفنا مجدداً نحو الهموم والإغراءات الدنيوية، لكن هناك دروساً لا يمكن تجاوزها، وكأنها مؤقتة ومرحلة محصورة بشهر الكرم والعطاء فقط.
من أهم ما نعيشه في رمضان، وحبذا لو نحمله معنا باقي أيام السنة، العطاء من القلب ولمن يستحق، ومساعدة كل من يحتاج إلى العون، فهل من الصعب أن يصير العطاء والتعاطف مع الآخرين أسلوب حياة؟ طبعاً لا، المهم أن نتحلى بالإرادة ونتمسك بهذه القيم، ولنا في ما تفعله الإمارات خير مثال على كيفية إدراج «العطاء»، ضمن أساسيات قواعد ومبادئ وقيم الحياة. 
لا نتحدث هنا عن حملة «وقف المليار وجبة» التي حققت نجاحاً كبيراً، وكان ختامها مسكاً، مع دعم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، للحملة بما قيمته 250 مليون درهم، لتصل قيمة المساهمات خلال هذا الشهر إلى مليار و75 مليون درهم، «منها 825 مليون درهم تبرع بها أكثر من 180 ألف مساهم». 
قادة الإمارات يقدمون باستمرار خير مثال للعطاء، وخير مثال للقيادة الحكيمة التي تدرك جيداً متى وكيف تصل لمن يحتاج إلى العون، وعطاء أهلها لا يكون محصوراً بظرف أو بشهر، بل هو عطاء مستدام، لا يبدأ مع بداية رمضان وينتهي مع نهايته، وكما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد: «باب الوقف سيبقى مفتوحاً.. وإطعام الطعام خير الصدقة.. وشكرنا وتقديرنا لكل من ساهم في أكبر صدقة جارية لشعب الإمارات».
ترسيخ مفهوم العطاء وفعل الخير بلا منّة، وبلا انتظار مناسبة، وحصره فيها وبلا انقطاع، ومن دون تمييز بين الأعراق والجنسيات أو أي شكل من أشكال التمييز أو العنصرية، هي مسؤولية يدرك أهميتها وأبعادها قادة الإمارات، وقد جعلوها نهجاً يسيرون عليه فيقتدي بهم الناس، ومن يفعل الخير ويجعله طريقاً له لا رجوع فيه وعنه، لا يسعى إلا إلى السلام ويحرص عليه باستمرار.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdh2rmvr

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"