ارحموا شوارعنا يرحمكم الله

04:38 صباحا
قراءة دقيقتين
إبراهيم الهاشمي

الشارع ملك للجميع، ومن الجميل أن يلتزم الجميع فيه بقواعد المرور وسلوكيات القيادة، وقد قيل إن السياقة فن وأخلاق. لكن ما نشاهده على أرض الواقع تجاوز في سلوكياته وطريقته أبسط شروط القيادة واحترام الآخرين، بل أصبح في حد ذاته سلوكاً معتاداً نرصده كل يوم.
والأسوأ في ذلك هم سائقو سيارات الأجرة، إذ نرى أن لهم قانونهم الخاص الذي يسمح لهم بالتجاوز من أية جهة يشاؤون، أو الوقوف المفاجئ، وفي أي مكان كان، حتى ولو كان ممنوعاً أو في منتصف الشارع، يتحولون من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار في غمضة عين، دون إشارة أو تنبيه أو حتى أي احتراز من أي خطر، فقط لأن أحدهم شاهد شخصاً قد يكون زبوناً محتملاً، ينافسه في ذلك سائقو الدراجات النارية المتخصصون في توصيل الطلبات، فالشارع ملكية خاصة لهم يسرحون ويمرحون بين السيارات، بأسلوب بهلواني مزعج، تشعر معه أنهم يمكن أن يرتكبوا كارثة في أي لحظة يتواجدون فيها في الشارع من أمامك أو خلفك أو يمينك أو شمالك، ما يجعلك كالقابض على الجمر وأنت تقود سيارتك.
حتى المناطق المخصصة لعبور المشاة لم تسلم منهم، فهم يستخدمونها لتضييق المسافة، أو لاختصار الوقت، فتصبح الدراجة النارية أحد المشاة تقطع الطريق معهم وأحياناً عكس سيرهم. لا يهتمون كم انتهكوا من حرمة الطريق أو كم عبروا من الأرصفة، المهم هو إيصال الطلب. يأتي بعدهم كثيرون ممن لم يجدوا رادعاً حقيقياً في القانون، فكان حالهم كسائقي الأجرة في الدخول من كتف الطريق أو التحول المفاجئ للدخول أمام الملتزمين من مسار إلى آخر، دون احترام لأي قاعدة من قواعد السير، خصوصاً في حالات الزحام الصباحية أو المسائية، التي يساهمون في تفاقمها بأسلوبهم غير الحضاري هذا، والذي لا يراعي حرمة غيرهم من الملتزمين بقواعد السير. لا أتحدث هنا عن سرعة زائدة أو خطأ بسيط غير مقصود، بل قلة ذوق وعدم احترام وخرق لأبسط قواعد السير والمشاة.
هذه المشاهد أصبحت سمة يومية نشاهدها وتثير الأعصاب وتجلب الضغط والسكر، وتتفاقم مع مرور الأيام من دون أي رادع، أو تحرك من أي جهة معنية، ما يجعلنا نتساءل حول الأسباب الحقيقية لهذا الصمت الذي يشوّه الوجه الحضاري للبلاد، ويجعل شوارعنا أكثر ازدحاماً وأشد خطراً.
وكما قيل.. من أمن العقوبة أساء الأدب.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"