عادي

لغات خاصة برجال العصابات الإجرامية

23:26 مساء
قراءة دقيقة واحدة
يؤكد «مارك جاليوتي» في كتابه «الفوري.. السوبر مافيا الروسية»، أن لكل الثقافات الفرعية الإجرامية لغاتها الخاصة بها، سواء المنطوقة أو البصرية، تستعرض عصابات الياكوزا اليابانية بتباهٍ وُشوماً مفصلة لتنانين وأبطال وزهرات أقحوان، ولدى بلطجية الشوارع الأمريكية ألوان خاصة بعصاباتهم، وينفرد كل تخصص إجرامي بمصطلحاته الفنية، ولكل وسط إجرامي لغته العامية، وهذا يخدم الأغراض كافة، من تمييز المنخرطين فيه عن الدخلاء، حتى إظهار الالتزام نحو المجموعة، إلا أن الروس متميزون بحق في نطاق وتجانس لغاتهم المنطوقة والبصرية، وتوجد أدلة مدهشة ليس على الاتساق المنطقي وتعقيد تركيبة ثقافة عالمهم السفلي فحسب، لكن تصميمهم أيضاً على رفض، بل وتحدي التيار الرئيسي للمجتمع أيضاً، إن فك شفرة تفاصيل لغات «الفوري» يخبرنا بالكثير عن أولوياتهم وشواغلهم وأهوائهم. ويرى مؤلف هذا الكتاب الذي ترجمه إلى العربية هشام ممدوح طه، أن الثقافة الفرعية للفوري تعود إلى فترات سابقة لأيام القياصرة، لكن أعيد تشكيلها جذرياً في معسكرات الجولاج أيام حكم ستالين، من الثلاثينات حتى الخمسينات، أولاً تبنّى المجرمون رفضاً لا يقبل المساومة، وغير معترف بالندم، إزاء العالم، نقشوا وشوماً على أجسادهم بشكل ظاهر، في إشارة درامية إلى التحدي، كانت لهم لغتهم وعاداتهم وشخصية، تمثل السلطة الخاصة بهم، وكان هؤلاء من يسمون باللصوص ضمن الميثاق وتترجم حرفيا إلى «اللص ضمن القانون» القانون يشير إلى قانونهم، وليس ذلك الذي يخص بقية المجتمع.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4sk6bchs

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"