عادي

اشتباكات «ميتي و«كوكي» تهجر الآلاف بالهند

00:22 صباحا
قراءة 3 دقائق

أندرو - أ ف ب

اختبأ س. مامانغ فابهي، وهو أب لخمسة أطفال، في الغابة ثلاث ليالٍ بعدما هاجمت مجموعة من إثنية «ميتي» قريته وهي من جنسية «كوكي» في ولاية مانيبور الهندية النائية؛ حيث أسفرت أعمال عنف عرقي عن مقتل 54 شخصاً على الأقل.

وفر نحو 23 ألف شخص من الاضطرابات التي اندلعت الأسبوع الماضي في الولاية الواقعة في شمال شرق البلاد على الحدود مع ميانمار.

وقال مامانغ الذي ينام الآن في العراء، في معسكر للجيش مع نحو 900 آخرين رووا قصص رعب مماثلة «أحرق ميتيّون (مجموعة عرقية معروفة بشعب الميتي) في البداية 26 أو 27 منزلاً».

وأضاف الرجل البالغ 54 عاماً وهو محاط برجال ونساء وأطفال مصدومين ومنهكين: «ثم عادوا مجدداً وقضوا على كل المنازل البالغ عددها 92 (في القرية)، ونهبوا الكنيسة والمدرسة وكل ما تبقى».

ولطالما كانت الولايات النائية في شمال شرق الهند الواقعة بين بنغلاديش والصين وميانمار، بؤرة توترات بين المجموعات الإثنية المختلفة، إضافة إلى كونها معقلاً للانفصالية. واندلعت الاشتباكات الأخيرة الأسبوع الماضي بين «الميتيّين»، ومعظمهم من الهندوس الذين يعيشون في إيمفال عاصمة مانيبور وحولها، وقبيلة كوكي المسيحية المستقرة على التلال.

وكانت الشرارة احتجاج جماعات إتنية على مطالب مجموعة «ميتي» التي تمثل الأغلبية في الولاية باعتراف الحكومة بها ضمن فئة «القبيلة المُجَدوَلة».

ويمنح القانون الهندي القبائل التي تندرج تحت هذا التصنيف حصصاً في الوظائف الحكومية، وفي القبول في الجامعات كشكل من أشكال المبادرات الإيجابية، لمعالجة عدم المساواة الهيكلية والتمييز.

واندلعت أعمال العنف في إيمفال، وأماكن أخرى مع إضرام المتظاهرين النار في المركبات والمباني، وبحسب القرويين، فإن عصابات من إثنية ميتي مسلّحة ببنادق وصفائح بنزين هاجمت مستوطنات عرقية كوكي في التلال.

ونشر الجيش آلاف الجنود، وأصدر أوامر «بإطلاق النار» في «الحالات القصوى» وفرض حظر تجول وقطع للإنترنت.

ومامانغ الذي أمضى ليلته الخامسة مشرّداً الأحد، هو واحد من نحو 23 ألف شخص يقول الجيش إنه نقلهم إلى بر الأمان.

وروى أنه فر يوم 4 مايو/ أيار من قريته كاموتشينغ، عندما بدأ «حشد كبير» الهجوم. وقال: «كان كل شيء يحترق. هربنا جميعاً إلى الغابة، وحاولنا البقاء أحياء».

تمكن السكان من إحضار حقيبة صغيرة فيها عدد قليل من المتعلقات الشخصية أو بعض الملابس أو هواتفهم الذكية.

وفي غياب وسائل التواصل الاجتماعي مع قطع الإنترنت، للحد من المعلومات المضللة التي قد تسهم في تأجيج التوتر، روى آخرون في معسكر الجيش قصصاً مماثلة. وقال ألون فابهي (50 عاماً) وهو قروي من قبيلة كوكي من غوتانغكوت: «كلنا هنا نشعر بالتوتر، ونخشى الموت».

وأضاف: «من أجل إنقاذ حياتنا، اتصلنا بقوات بنادق آسام شبه العسكرية لينقذونا».

في إيمفال ومحيطها الأحد، كانت الحياة متوقفة مع أعمال تجارية مغلقة، وطرق مهجورة مملوءة بالسيارات المتفحمة.

وتراجعت حدة العنف لكن الضابط في الجيش الهندي سانديب كابور قال الأحد، إنهم تلقوا على الرغم من ذلك «50 إلى 60 اتصالاً» للمساعدة. وأنقذت فرقه نحو ألفَي شخص من الجانبين خلال الساعات الـ48 الماضية، على حد قوله.

وقال الجيش: إن إحضار السكان إلى بر الأمان لم يكن عملية سهلة في ظل الاستقطاب والانهيار التام للحوار بين الطوائف.

وأوضح ضابط هندي: «لا يمكننا نقلهم على الملأ؛ إذ هناك احتمال أنه إذا رآهم أفراد من المجتمع الآخر، عندما نعبر قراهم على طول الطريق السريع، قد يتصرفون بعدائية».

وتجمع عدد قليل من الرجال والأطفال والمسنات والفتيات الصغيرات داخل شاحنات عسكرية، بمن فيهم ليه هاوكيب (35 عاماً) من قرية غوتانغكوت. وروى أنه شاهد من بعيد «عملية نهب منزلي وسرقة ماشيتي والحريق».

وتابع: «لم تكن هناك مساعدة من الشرطة ولا من الدولة، والآن لا نعرف ماذا نفعل أو إلى أين نذهب».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5n6eez4c

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"