انتهى اجتماع وزراء الخارجية التحضيري لمجلس جامعة الدول العربية، في مدينة جدة، تمهيداً لقمة القادة المرتقبة في 19 مايو/ أيار، التي تعقد برئاسة المملكة العربية السعودية الشقيقة، وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، أن الأزمات في سوريا واليمن وليبيا تحتاج لمقاربات من أجل إخراجها من الجمود.
ترأس الاجتماع الوزاري، وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، وذلك للنظر في مشاريع القرارات التي سيتم رفعها إلى قمة القادة، الجمعة، إضافة إلى بحث المستجدات على الساحتين العربية والدولية.
في بداية الاجتماع، ألقى وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج أحمد عطاف، كلمة الجزائر، باعتبارها تمثل رئاسة القمة الـ31، وذلك قبيل تسليم رئاسة الاجتماع للسعودية.
ورحب عطاف بعودة سوريا إلى صفوف الجامعة العربية، وقال: «إننا نحتاج للعمل المشترك على رفعة الشعوب العربية».
إلى ذلك، سلمت الجزائر رئاسة القمة العربية في دورتها الـ 32 إلى السعودية، حيث رحب وزير الخارجية السعودي بالوفود العربية.
وأكد أن العالم يمر بتحديات كبيرة تفرض علينا التوحد لمواجهتها، مشدداً أن على الجميع ابتكر آليات جديدة لمواجهة التحديات التي تواجه الدول.
وشدد الأمير فيصل بن فرحان على أن الدول العربية تحتاج لعمل مشترك من أجل رفعة الشعوب العربية.
وأشار إلى أن «منطقتنا العربية تزخر بطاقات بشرية وثروات طبيعية تجعلنا أمام تحد مع أنفسنا»، مؤكداً ضرورة وجود موقف عربي لمواجهة التحديات التي يمر بها العالم.
- الجامعة العربية
بدوره، أكد أمين عام الجامعة العربية، أحمد أبوالغيط، أن الحضور العربي كامل في قمة جدة، مرحباً بعودة سوريا لمقعدها في الجامعة العربية.
ورأى أبوالغيط أن الحكومة الإسرائيلية مسؤولة عن تدهور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، موضحاً أن الوضع هناك بات يقترب من مرحلة الانفجار.
أما عن الأزمات في سوريا واليمن وليبيا، فاعتبر أنها تحتاج لمقاربات من أجل إخراجها من الجمود.
وشدد على أن قمة جدة تعد فرصة لوضع حد لمظاهر التسلح في السودان، قائلاً: إن العرب لن يتركوا السودانيين بمفردهم.
وأعرب عن أمله أن تمثل عودة سوريا للمنظومة العربية، مقدمة لإنهاء أزمتها، بحسب «سكاي نيوز».
- حضور سوريا
وأعلن وزير الخارجية السوري فيصل المقداد رئيس وفد سوريا في اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة العربية أن الرئيس السوري بشار الأسد سوف يترأس وفد بلاده خلال القمة المقرر عقدها، الجمعة.
وقال في مؤتمر صحفي عقده عقب اختتام الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة العربية: «كما جرت العادة فإن سوريا لن تغيب عن القمة العربية وسوف تكون موجودة»، مشيراً إلى أن اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري الذي اختتم الأربعاء في جدة، ساده التفاهم ولم يكن به أي خلافات تتعلق بسوريا.
وكان وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، وصل على رأس وفد، إلى مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة السعودية، للمشاركة في الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية.
وفي تصريحات لدى وصوله، قال المقداد: «إن مشاركة الوفد السوري في الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية تهدف إلى العمل مع الأشقاء العرب على تحديد المعطيات لمواجهة التحديات التي تعترض الجميع»، مضيفاً أن «عنوان هذه القمة العمل العربي المشترك، ونتطلع إلى المستقبل».
وأعرب عن تفاؤله بهذه القمة مؤكداً أنها للعرب جميعاً، ولمواجهة التحديات المشتركة.
- جدول أعمال القمة
وكان الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، حسام زكي، أكد أن جدول أعمال القمة الـ 32 التى ستعقد الجمعة، برئاسة المملكة العربية السعودية فى جدة، سيناقش عدداً من القضايا العربية المهمة، فى مقدمتها القضية الفلسطينية والأزمة السودانية وتطورات الأوضاع في سوريا.
وقال في تصريح للصحفيين إن أزمة السودان واستمرارها تؤثر على استقرار دولة عضو مهمة في المنظومة العربية، ويمتد تأثيرها إلى خارج السودان، منوها بالمبادرة السعودية الأمريكية التي توصلت لهدنة إنسانية، ومعربا عن أمله في التوصل إلى وقف مستمر لإطلاق النار
وأضاف أنه تم تشكيل مجموعة اتصال عربية بقرار الجامعة الأخير لمتابعة الوضع في السودان، تضم السعودية ومصر والأمين العام، وستجتمع اللجنة على مستوى وزراء الخارجية على هامش الاجتماعات التحضيرية للقمة.
وفيما يتعلق بالشأن السوري، قال زكي: «لقد بدأت مرحلة جديدة بمشاركة سوريا في اجتماعات الجامعة العربية»، مؤكداً أن الاهتمام العالمي بالشأن السوري قد تراجع، ولكن سوريا دولة عربية مهمة وما يحدث بها يؤثر في محيطها العربي.
وأعرب عن أمله في أن تكون الآلية واللجنة الجديدة التي تم إنشاؤها من قبل الجامعة العربية بشأن سوريا، يمكن أن تفتح فصلاً جديداً في التعامل العربي مع الوضع السوري وتساعد السوريين في الخروج من أزمتهم.
