عادي
أبرزها «زابوريجيا النووية» وميناء ماريوبول وباخموت

سبع محطات رئيسية في الأزمة الروسية الأوكرانية

16:35 مساء
قراءة 4 دقائق
باريس - (أ ف ب)
منذ اندلاع الأزمة الروسية الأوكرانية في 24 شباط/ فبراير 2022، إلى إعلان قائد مجموعة فاغنر المسلّحة الروسية يفغيني بريغوجين أن مقاتليه سيسلمون مدينة باخموت في شرق أوكرانيا للجيش الروسي في 25 أيار/ مايو، سبع محطات رئيسية في نزاع محتدم، لم تشهد له أوروبا مثيلاً منذ عام 1945. ومن أبرز تلك المحطات، سيطرة قوات موسكو على محطة زابوريجيا النووية في جنوب أوكرانيا، وسقوط ميناء ماريوبول الاستراتيجي على بحر آزوف، وأخيراً سقوط مدينة باخموت في الشرق، والتي حاولت روسيا السيطرة عليها منذ الصيف.
وبحسب تقديرات غربية، تتجاوز حصيلة قتلى وجرحى الحرب في كلّ معسكر الـ150 ألف شخص، وفقاً لوكالة «فرانس برس».
اندلاع الأزمة
فجر 24 شباط/ فبراير، بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «عملية عسكرية خاصة» من أجل «نزع سلاح» أوكرانيا، والقضاء على «النازيين» فيها.
أكد أنه يريد الدفاع عن «جمهوريتي» لوغانسك ودونيتسك الانفصاليتين في منطقة دونباس في شرق أوكرانيا، اللتين أعلن استقلالهما، ورعى الحرب التي خاضتها فيهما القوات الموالية لروسيا ضد كييف طيلة ثماني سنوات.
بدأ التدخل الروسي بضربات جوية في جميع أنحاء البلاد، ودخلت القوات البرية من الشمال من بيلاروسيا، ومن الشرق والجنوب.
جاء التدخل الروسي، بعد شهور من التوتر والجهود الدبلوماسية، لتجنب الحرب.
فرض الغرب سلسلة من العقوبات الاقتصادية على روسيا تم تشديدها بمرور الوقت. وفي خطوة غير مسبوقة، أعلن الاتحاد الأوروبي تسليم أسلحة لأوكرانيا، وأرسلت الولايات المتحدة مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية.
في آذار/ مارس 2023، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق الرئيس الروسي بتهمة «ترحيل أكثر من 16 ألف طفل أوكراني إلى روسيا».
في غضون أيام، سيطرت القوات الروسية على ميناء بيرديانسك الرئيسي والعاصمة الإقليمية خيرسون القريبة من البحر الأسود، إضافة إلى عدة بلدات حول كييف في وسط وشمال البلاد.
ومنذ آذار/ مارس 2023، تسيطر قوات موسكو على محطة زابوريجيا النووية في جنوب أوكرانيا، لكن محاولتها السيطرة على العاصمة كييف اصطدمت بمقاومة القوات الأوكرانية.
في الثاني من نيسان/ إبريل 2022، أعلنت أوكرانيا تحرير منطقة كييف بأكملها بعد «الانسحاب السريع» للقوات الروسية، التي أعادت انتشارها في الشرق والجنوب من أجل «المحافظة على سيطرتها» على الأراضي التي تسيطر عليها هناك.
سقوط ماريوبول
في 21 نيسان/ إبريل، أعلن الكرملين دخول ماريوبول، الميناء الاستراتيجي على بحر آزوف، الذي كانت تحاصره قواته وتقصفه منذ أوائل آذار/ مارس، ما أدى إلى قطع الإمدادات الحيوية والمياه والكهرباء والتدفئة.
سمحت السيطرة على هذه المدينة لروسيا بضمان التواصل بين قواتها من شبه جزيرة القرم، التي ضمتها موسكو في عام 2014، والمناطق الانفصالية في دونباس.
لكن ما يقرب من 2000 مقاتل أوكراني واصلوا القتال متحصنين في متاهة مصنع آزوفستال تحت الأرض حتى منتصف أيار/ مايو قبل الاستسلام. وقالت كييف: إن «90% من ماريوبول دُمرت وقُتل فيها ما لا يقل عن 20 ألف شخص».
هجمات مضادة
في بداية شهر أيلول/ سبتمبر، أعلن الجيش الأوكراني هجوماً مضاداً في الجنوب، قبل أن يحقق اختراقاً مفاجئاً للخطوط الروسية في الشمال الشرقي، ويرغم الجيش الروسي على الانسحاب من منطقة خاركيف التي كانت مسرحاً لمعارك عنيفة.
في الجنوب، هدفت العملية إلى استعادة خيرسون الواقعة على الضفة الغربية لنهر دنيبر والعاصمة الإقليمية الوحيدة التي سقطت في أيدي القوات الروسية في بداية الأزمة.
خطوة بخطوة، استعاد الجيش الأوكراني المزود بأنظمة عسكرية غربية عشرات البلدات، وقصف بلا توقف مستودعات الذخيرة وخطوط الإمداد الروسية في المنطقة.
في 18 تشرين الأول/ أكتوبر، بدأت موسكو بإجلاء السكان وإدارة العمليات من خيرسون.
وفي 11 تشرين الثاني/ نوفمبر، بعد يومين من انسحاب القوات الروسية، استعادت كييف السيطرة على المدينة في «يوم تاريخي» كما وصفه الرئيس الأوكراني زيلينسكي.
باخموت «المعركة الأشرس»
منذ تشرين الأول/ أكتوبر، قصفت روسيا عدداً من المواقع الحيوية الأوكرانية بالصواريخ والطائرات المسيّرة.
في كانون الثاني/ يناير 2023، عاد الجيش الروسي إلى شن هجمات لا سيما في دونباس، بدعم من قوات مجموعة فاغنر ومئات الآلاف من جنود الاحتياط الذين تمت تعبئتهم منذ أيلول/ سبتمبر.
احتدم القتال، خاصة حول باخموت، وهي مدينة في الشرق تحاول روسيا السيطرة عليها منذ الصيف.
في مواجهة طلبات زيلينسكي المتكررة، وبعد فترة من التردد خشية إثارة تصعيد، قرر الأمريكيون والأوروبيون إرسال عشرات الدبابات الثقيلة من أجل تحسين قدرة الجيش الأوكراني على صد الهجمات.
في 19 نيسان/ إبريل 2023، أعلنت كييف تلقيها أول أنظمة دفاع جوي أمريكية من طراز باتريوت.
في نهاية الشهر نفسه، أعلنت أوكرانيا أنها ستكون «مستعدة قريباً لشن هجوم مضاد؛ بهدف تحرير نحو 20% من أراضيها التي تسيطر عليها روسيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم».
تعرضت روسيا لهجمات بمسيّرات على مصافي تكرير ولأعمال تخريب في مناطق قريبة من أوكرانيا، وأعلنت في 5 أيار/ مايو إخلاء جزئياً لـ18 بلدة خاضعة للسيطرة الروسية في منطقة زابوريجيا (جنوب).
في مطلع أيار/ مايو، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: إن جيشه «بحاجة إلى مزيد من الوقت»، للإعداد للهجوم المضاد.
في التاسع من أيار/ مايو، قُتل منسق خدمة الفيديو بمكتب أوكرانيا في وكالة «فرانس برس» أرمان سولدين (32 عاماً) بقصف صاروخي في شرق أوكرانيا قرب باخموت؛ حيث يتواصل القتال. في 16 أيار/ مايو، أعلنت كييف أنها استعادت 20 كيلومتراً مربعاً من محيط المدينة.
في 19 أيار/ مايو، أبدى الرئيس الأمريكي جو بايدن استعداداً للسماح لدول أخرى بتزويد أوكرانيا مقاتلات تطالب بها بشدّة، من نوع إف-16 أمريكيّة، في قرار وصفه زيلينسكي بأنّه «تاريخي».
في اليوم التالي، أعلن رئيس مجموعة فاغنر الروسية يفغيني بريغوجين أن المجموعة ستسحب مقاتليها من المدينة اعتباراً من 25 أيار/ مايو وستسلم الدفاع عن المدينة إلى الجيش الروسي، واضعاً مقاتليه في تصرف موسكو لعمليات مقبلة. في غضون ذلك، قالت كييف، إنها لا تزال تقاتل في مناطق معينة معتبرة وضع مقاتليها «حرجاً».
مساء اليوم نفسه، أكّد الجيش الروسي أنه سيطر بالكامل على مدينة باخموت، التي شهدت أطول المعارك وأكثرها شراسة منذ بدء الأزمة في شباط/ فبراير 2022.
وهنّأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مجموعة فاغنر وجيش بلاده بعد إعلانهما السيطرة على مدينة باخموت، حسب بيان للكرملين نقلته وكالات أنباء.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2zftnktr

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"