مطلب مشروع

00:07 صباحا
قراءة دقيقتين

تطورات مهمة تطفو على الساحة التعليمية مؤخراً، تضمنت نظاماً للمواد الاختيارية، حيث يطبق العام الدراسي المقبل 2023-2024، والتعديلات التي جعلت الامتحانات «إلكترونية وورقية»، وأخيراً الخطة المقترحة التي تضمنت مستجدات وتطورات تجسد «استثنائية» العام الدراسي القادم.
المدخلات الجديدة على منظومة التعليم، تؤكد أن العملية التعليمية لم تعد مجرد مجموعة المعارف والعلوم، التي تنقل لعقول المتعلمين فحسب، ولكن هناك جوانب فكرية وتطبيقية ومهارية، ينبغي أن توضع في الاعتبار عند تعليم أجيال اليوم والغد.
ولكن لا يجوز أن يركز التطوير على جانب ويهمل آخر، لاسيما لو اعتبرنا أن «الآخر» جوهر العملية التعليمية، فالتحديثات على العملية الامتحانية، تطبق شكلاً من حيث الإجراءات والتنظيم والآليات والضوابط، ولكن مازال المضمون الذي يستهدف إعداد الطلبة «منقوصاً»، فمعظم المتعلمين قادرون على إنجاز الاختبارات «إلكترونياً» بلا مشاكل، ولكن معظمهم يتعثرون في «الورقي» لنقص مهارات الكتابة، وهذا بيت القصيد.
فإذا كانت تطورات منظومة الامتحانات الأخيرة، من أجل تطوير مهارات المتعلمين في القراءة والكتابة، فعلينا تدريبهم وتأهيلهم، وتزويدهم بالتطبيقات التي تنمي هذا الجانب خلال أيام الدراسة، فلا يجوز أن يتعلم الطالب بطريقة ويتم تقييمه بطرائق جديدة لم يتدرب عليها ولم يدرك كيفية التعامل معها.
الامتحان الختامي للغة الإنجليزية الذي جمع الطلبة أخيراً، لا نستطيع أن نؤيد الآراء التي تراه صعباً، ولا نتفق مع التي تقول إن مضمونه خارج الإطار المعتاد، ولكن طريقة ورود السؤال ومعطياته ومتطلباته ومعايير القياس، أربكت معظم الطلبة وتعثر فيها الكثير، لاسيما في سؤال «كتابة المقال» الذي ركز على قياس مهارات المتعلم في «المحافظة على فكرة الموضوع والابتعاد عن التكرار، والتخيل والتأليف».
وهنا نسأل هل تعلم الطالب هذه المهارات قبل انخراطه في الامتحانات؟ وكيف تم تدريبه؟ وكم موضوعاً مقالياً كتبه ليتمكن من استكمال قصة ورد منها جزء في الامتحان؟ ولماذا منح التوزيع الزمني 90 دقيقة للامتحان الإلكتروني، وجعل الورقي 60 دقيقة؟
التدريب والتأهيل أصبحا جزءاً أصيلاً في عالمنا اليوم في مختلف المجالات، فإذا أردنا الارتقاء بمهارات الطلبة وجودة المخرجات، فعلينا بتدريب الكوادر وفق أهداف التطوير الحالية والقادمة، لمواكبة المتغيرات والتطورات، فلماذا لا نقيس مكتسبات الطلبة الحقيقية سواء في الفصل أو لجان الامتحانات، عبر قدراتهم على تطبيق ما تعلموه من علوم ومعارف؟.
التطوير لا يعني إدخال تعديلات على منهاج، أو تغييرات على طرائق تقييم الطلبة أو استحداث صيغ جديدة للأسئلة فحسب، ولكن ينبغي أن يحاكي التطوير احتياجات الطالب وفق المستجدات، ومعالجة مهارات المتعلمين «مطلب مشروع» يحتاج فقط لتطبيق وممارسة وتدريب مخطط له.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2rj9k9cd

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"