دبي: سومية سعد
أكد المهندس داود الهاجري مدير عام بلدية دبي، أن الحدائق العامة وحدائق الأحياء السكنية التي تنتشر في مختلف مناطق دبي، هي مناطق جاذبة للزوار، وكشف في حديثه ل «الخليج» أن حدائق دبي الكبرى والتخصيصية استقبلت أكثر من 9 ملايين زائر خلال الأشهر الخمسة الماضية، متوقعاً ارتفاع تلك الأعداد، خصوصاً في ظل التطوير الدائم من قبل بلدية دبي، حيث تأتي العناية الكبيرة بعمليات التشجير وزيادة المساحات الخضراء، ترجمةً لرؤية القيادة الرشيدة الهادفة إلى تحسين وجه الإمارة الحضري وتوفير ملتقيات ترفيهية وتثقيفية للسكّان.
قال مدير عام بلدية دبي، إنه يوجد في الإمارة 194 حديقة، منها 5 حدائق كبرى، و5 حدائق بحيرات، و184 حديقة أحياء سكنية وساحات ألعاب، لافتاً إلى وجود العديد من الخدمات والمرافق فيها، بما يتناسب مع الأجواء العامة بالدولة مثل، توفير مسارات للدراجات الهوائية ومسارات للمشي وعدد من الأجهزة الرياضية، ومناطق الألعاب المناسبة لكل الأعمار، موضحاً أن البلدية تسعى لزيادة عدد الحدائق في الإمارة.
الطلبات الاستثمارية
أضاف داود الهاجري، أن نسبة الزيادة في عدد الطلبات الاستثمارية في الحدائق، بلغت 10 % مقارنة بعام 2022، وأن عدد الفرص الاستثمارية التي تم استلامها خلال عام 2022 وبداية عام 2023 يفوق 70 فرصة، حيث يتجه الكثير من المستثمرين إلى الاستثمار في الحدائق الكبرى الرئيسية في دبي، باعتبارها استثمارات ناجحة وجاذبة لتنوع الفرص الاستثمارية المستلمة من أغذية، ترفيه ورياضة.
وساهم إقبال المستثمرين الأفراد والشركات في تطوير الحدائق، وفقاً لما أوضحه الهاجري، في ظهور عدد من مشاريع تظهر بين الحين والآخر، وهو ما يتماشى مع حرص بلدية دبي على زيادة الرقعة الخضراء في الإمارة، وتوسيع نطاق الزراعة التجميلية، ليشمل كل مناطقها، مع مراعاة تحقيق معايير الاستدامة، حيث تعتزم البلدية زراعة نحو ألف هكتار جديدة، ما يعادل 10 ملايين متر مربع، من خلال مشاريع التشجير والزراعة التجميلية، وذلك خلال الفترة بين عامي (2023 - 2026)، بواقع 250 هكتاراً سنوياً.
تعزيز الاستدامة
قال مدير عام بلدية دبي، إن البلدية تستهدف تكثيف أعمال الزراعة في جميع الطرق الرئيسة والفرعية والمناطق السكنية لتعزيز جودة الحياة وسعادة المجتمع، وزيادة نصيب الفرد من المساحات الخضراء في المنطقة الحضرية، لافتاً إلى أن استراتيجية البلدية تشجع على نشر الرقعة الخضراء الطبيعية منها والمكتسبة، بالتوازن مع النمو السكاني والتوسع العمراني، وفق أفضل المعايير والممارسات العالمية. وكشف عن تخصيص المناطق المقترح تخطيطها أو إعادة تخطيطها من المناطق العامة، لزيادة الرقعة الخضراء، وتنفيذ نظام متكامل لوقاية وصيانة المساحات المزروعة والمحافظة عليها، إضافة إلى تشغيل وصيانة أنظمة الري المتكاملة بأعلى كفاءة، لضمان تنفيذ مشروعات نشر الرقعة الخضراء، والمحافظة على المساحات الخضراء القائمة والجديدة والأشجار والنباتات البيئة المحلية وضمان تنميتها المستدامة. كما ألقى الضوء على الرقابة الدورية وتنفيذ برامج توعية بهدف المحافظة على الرقعة الخضراء والتشجيع على نشرها، إضافة لتنمية وتنشيط القطاع التجاري للنشاط الزراعي من خلال منح موافقات الترخيص للشركات والمؤسسات.
الأشجار المحلية
قال داود الهاجري، إن بلدية دبي بدأت في إطار جهودها لتعزيز الاستدامة البيئية وزيادة الرقعة الخضراء، في التركيز على زراعة أشجار البيئة المحلية مثل، الغاف والسدر والأشجار التي تتحمل ملوحة التربة، كما أدخلت أشجاراً جديدة تتحمل بيئة الدولة مثل كأشجار البوسيدا والكاسيا الخضراء، التي تنتجها مشاتل البلدية، إضافة إلى الأسوار النباتية المانعة لزحف الرمال على جميع الطرق الخارجية، مضيفاً أن البلدية تهدف في السنوات القادمة إلى تكثيف الزراعة في المناطق الصحراوية المفتوحة بهدف تعزيز البيئة.
كما أوضح أن بلدية دبي تولي اهتماماً كبيراً للزراعة التجميلية والمحافظة على البيئة واستدامتها، حرصاً على التنويع في أنماط الزراعة وزيادتها، كما قامت مؤخراً بتكثيف الزراعة في جميع المناطق من خلال الأنظمة الذكية والمستدامة باستخدام الذكاء الاصطناعي لإدارة أنظمة الري ومحطات الضخ الرئيسية، فيما ستقوم خلال السنة القادمة في تطوير الزراعة التجميلية وتكثيف الأعمال الزراعية في شتى مناطق الإمارة.
وأشار إلى العمل وفق خطة توفر الاحتياجات الإسكانية المستقبلية للمواطنين في مجتمعات متكاملة، تشمل المساحات الخضراء والمراكز التجارية والمرافق الترفيهية، إضافة لإعادة إسكان المواطنين في المناطق القديمة لتعزيز ارتباطهم بتلك المناطق.
البرامج التوعوية
لفت الهاجري إلى أن بلدية دبي تقوم بتنفيذ البرامج التوعوية والإرشادية بهدف المحافظة على الرقعة الخضراء، إضافة إلى تنمية وتنشيط القطاع التجاري للنشاط الزراعي بالإمارة من خلال منح موافقات الترخيص للشركات والمؤسسات، وضمان تأهيلها والرقابة عليها لتحقيق الأهداف البيئية والاقتصادية التي تعكس متطلبات إمارة دبي. وتتراوح مساحة حدائق الأحياء السكنية المختلفة في دبي بين هكتار وأربعة هكتارات، وقد أطلقت عليها أسماء مستوحاة من المناطق السكنية حيث وجودها، وجاءت فكرة إنشاء هذه الحدائق من مبدأ زيادة مساحات التشجير والتخضير بداخل الأحياء وتقديم خدمات ترويحية وترفيهية ورياضية تؤمن لسكّان هذه المناطق من عائلات وأفراد وموظفي الشركات، متنفّساً قريباً منهم لقضاء أوقات الفراغ، ولعل أكثر الحدائق التي تتوسط الأحياء السكنية شهرة هي حديقة «برج خليفة» التي تتميز بموقعها بالغ التميز وبإطلالتها الرائعة على المبنى الأعلى والأشهر في العالم، وكذلك محاذاتها لنافورة دبي الراقصة وهي أيضاً الأكبر عالمياً.
