عادي

قصائد قلقة في بيت الشعر

13:50 مساء
قراءة دقيقتين
محمد البريكي يتوسط حضور الأمسية

الشارقة: «الخليج»

نظم بيت الشعر في الشارقة، أمسية شارك فيها محمد العمادي من الإمارات، وأكرم قنبس من سوريا، وشمش الدين بوكلوه من الجزائر، بحضور محمد عبدالله البريكي مدير البيت، وقدمتها الإعلامية مريم رضوان، التي تقدمت بالشكر إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة على دعمه للشعراء، وفتح آفاق متعددة من خلال المبادرات الثقافية التي أضحت ضرورة في المشهد الإبداعي، ثم أشادت بدور البيت في تنشيط الحركة الثقافية الذي استطاعت فعالياته أن تبرز الأصوات الشعرية المبدعة وتقدمها بشكل مشرف.

اتسمت القصائد بشاعريتها المرهفة وخاطبت الذات والإنسان، وجاشت بالعاطفة بأساليب حية. في بداية الأمسية قرأ محمد العمادي قصيدة «عقلٌ قلق» يقول فيها:

قلقٌ يراقبُ وحدتي ويظلُّ

ينسلُّ في وهمِ الرؤى ويحلُّ

فيصوِّرُ الأشياءَ عكسَ تصوِّري

في شمسِ أفكاري أطلَّ الظلُّ

ويدورُ في فلكِ التخيُّلِ عالمٌ

يرمي خيالي في مداهُ أُهلُّ

ثم قرأ قصيدة «لهبُ الجنونِ» التي يتواصل فيها الشجن الإنساني بكل بواعثه معتمداً في سياق الأبيات على استدعاء أحزانه والوقوف عند مسلمات الواقع المأزوم الذي يدعوه إلى البحث عن مصير خفي، وكأنه يبحث من خلال الكلمات عن سر لغز غائب في الذات فيقول:

أشتاقُ لا أدري إلى هربي

ومصيريَ المخفيُّ يهزأُ بي

أبكي مرارةَ ما يؤرِّقُني

وأثورُ في الأسبابِ ما سببي

وحدي كلامُ الماءِ من أزلٍ

وحديثُ إبهامٍ هوى كذبي

أنا لم أعدْ عنوانَ أمسيةٍ

وقصائداً تصفرُّ في الكتبِ

الشاعر الدكتور أكرم قنبس قرأ قصيدة «فيحاء القلب» التي تجيش بالعاطفة الرقيقة، ويحاول الشاعر فيها أن يقتفي أثر المحبوبة وهو يستدعي مفردات أصيلة في الشعرية العربية مثل الطلول والعويل والرحيل والظمأ ليتظلل بها في بنائه الشعري العتيد فيقول:

إلى رِمشَيْكِ يَحدوني رَحيلُ

فَإنَّ دَمي بِعينَيْكِ قَتيلُ

أَرِقْتُ عَليكِ مِنْ ظَمأٍ فَهاجَتْ

رَواحِلُنا، وأبْكَتْني الطّلولُ

عَصافيرُ الفُؤادِ إليْكِ ظَمْأى

 وأشْبَعَها على وَجَعٍ عَويلُ

وألقى قنبس قصيدة أخرى حملت عنوان: «نحن والبحر» التي غامر فيها بالمجاز مخاطباً الموج وهو مستغرق في تكثيف دلالاته عبر الزمان والمكان في تجانس تام مع الفكرة التي أراد أن يخاطب بها المتلقي، فيقول:

أَنْتَ باقٍ، والنّاسُ حَوْلَكَ ماتوا

 أَيُّها البَحْرُ: كَيْفَ كانَ الثَّباتُ؟

كَمْ طَوى المَوْجُ فيكَ آمالَ قَوْمٍ

 كانَ ما بَيْنَكُمْ لِعَهْدٍ صِلاتُ

أَيْنَ عَهْدُ الأَهْلينَ فيكَ اتِّجاراً

وارتِحالاً بِهِ تُضيْءُ الجِهاتُ

الشاعر شمس الدين بوكلوه قرأ قصيدة بعنوان: «أخفُّ امرأةٍ تعبرُ الصراط» التي يكشف فيها عن لوعة الحب ولواعج الأشواق، مؤمناً بأن الشعر هو الخيط المتين الذي به يومض القلب وينبعث من خلاله الأمل فيقول:

كتمْتُ حبّكِ في قلبي فأعْلنهُ

وميضُ شعرٍ قريبٍ ثمَّ يبتعدُ

هاتي سعيركِ.. إنَّ القلبَ ملتهبٌ

بالشوقِ تشتعلُ الأوراقُ والجسدُ.

خيطٌ منَ الضوءِ فوقَ الحبِّ متَّصلٌ

أمشي صراطكِ، هلْ للحبِّ معتقدُ؟

وفي الختام كرّم محمد البريكي شعراء الأمسية ومقدمها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yb4mnjxy

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"