مجرد استفسار

00:07 صباحا
قراءة دقيقتين

تجسد عمليات الاستحداث، والدمج، والإحلال، وإعادة الهيكلة، وتوزيع الأدوار في أي مؤسسة، إحدى صور التطوير في منظومة العمل، وفي معظم الأحيان تركز على تحقيق نقلة نوعية جديدة وزيادة الإنتاجية، وتعدّ التكاملية أهم ركائز تلك العمليات، يرافقها الابتعاد عن ازدواجية المهام والأدوار والأهداف.
في الوقت الذي يتأهب الميدان التربوي للانتهاء من امتحانات نهاية الفصل الثالث للعام الدراسي الجاري 2022-2023، ويستعد طلبة «الاختبارات التعويضية» لخوضها خلال الفترة من 19 وحتى 22 يونيو/حزيران الجاري، لدينا ما نسأل عنه قبل الوصول لمحطة إعلان النتائج، وبدء إجازة الصيف، حول برنامجي «تمكين» و«الفصول الصيفية الذكية»؛ إذ أن الأول أطلقته مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي مؤخراً، والأخير أطلقته وزارة التربية والتعليم.
كلا البرنامجين يركز على مهام واحدة تقريباً، تحاكي في مضمونها الارتقاء بمستوى الطلبة وتمكينهم من اجتياز المواد التي تعسروا في إنجازها خلال الامتحانات الختامية، فضلاً عن معالجة إخفاقات الطلبة، وهنا نسأل هل وُجِد البرنامجان للعمل معاً وبنفس المهام؟ وإن توقف أحدهما، وظل الآخر في حالة نشِطة، فلماذا لم يتم إعلان ذلك للميدان لاسيما أن الكثيرين يعتقدون عملهما معاً؟.
وإذا نظرنا إلى خريطة المدارس، نجد تصنيفات دقيقة تضم «الحكومية والخاصة التي تطبق منهاج الوزارة، وأخرى تتبع مناهج أجنبية مختلفة»، ولدينا أيضاً مدارس «الأجيال» و«الغد»، فالأولى جديدة لم يتجاوز تطبيقها العام الأول، والأخيرة عرفناها ضمن نوعيات المدارس في منظومة التعليم منذ سنوات طويلة، وهنا نسأل هل ما زالت مدارس الغد موجودة على الخريطة، أم حلّت محلها مدارس الأجيال؟ لاسيما أن هناك تقارباً كبيراً بينهما من حيث الاتجاهات والمكونات والأهداف، فكلتاهما تتطلع لعالمية المخرجات.
بقاء الكوادر أو رحيلها أو الاستعانة بالجدد، عملية لا تشكل أبداً عائقاً في أي منظومة؛ لأنها ببساطة «سنة الحياة»، ويعدّ العطاء فيها كلمة السر «الصحيحة»، فهل هناك مانع من الإعلان عن «الباقين» ومسمياتهم ومهامّهم الجديدة؟ وهل توجد إشكالية في تمكين الميدان التربوي من التعرف إلى الوافد الجديد، وأن يطلع على مستجدات «البقاء والرحيل» في القطاعات والإدارات؟
اطلاع الميدان التربوي على مستجدات الاستحداث والدمج والإحلال وإلغاء البرامج واستقطاب الكوادر، ضرورة ملحّة، فالضبابية تعرقل ولا تسير، وتبقى تساؤلات الكثير عن «تمكين» و«الفصول الصيفية الذكية»، وموقف مدارس «الغد والأجيال»، مجرد استفسار، فضلاً عن وجود شريحة كبيرة في مجتمع التعليم لم تتعرف بعد إلى الكوادر في قطاعات وإدارات المنظومة بمسمياتهم ومهامهم.
لا خلاف على التطوير وإعادة التنظيم، فالجميع يعوّل عليهما للارتقاء إلى محطة تنموية جديدة، وفق مستهدفات ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالمستقبل، ولكن يظل الإفصاح والتكاملية وعدم الازدواجية الرهان الأمثل لتحقيق التطلعات.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3thpnb3f

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"