عادي

عشر ذي الحجة.. أحب الأيام إلى الله

22:51 مساء
قراءة 4 دقائق

القاهرة: بسيوني الحلواني

نعيش في ظلال أيام مباركة هي العشر الأول من ذي الحجة، الشهر الذي فضّله الله بكثير من الخصائص والصفات التي لا تتوافر لغيره من الشهور ولا يتفوق عليه فيها إلا رمضان. كيف نغتنم الفرصة لنحتفي بها ونحصد منها المزيد من الأجر والثواب؟ ولماذا أقسم الله بهذه الأيام في كتابه الخالد بقوله سبحانه: «والفجر وليال عشر»؟ ولماذا حثّنا رسول الله، صلوات الله وسلامه عليه، على الاستفادة منها في حصد المزيد من أعمال الخير.

الصورة

يؤكد د. أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء ورئيس جامعة الأزهر الأسبق، أن هذه الأيام هي أيام خير وعطاء إلهي وفير ولذلك ينبغي أن يحرص المسلم على اغتنامها بالعبادات وأعمال الطاعات، ومنها الصيام والذكر.

ويضيف: العشر الأول من شهر ذي الحجة من الأيام التي يُستحب إحياؤها بالطاعات وفعل الخيرات، فهي أيام فاضلة أقسم الله بها في قوله سبحانه:«وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ»، وأخبرنا سيدنا رسول الله بأن العمل الصالح فيها أفضل من غيرها، فقال:«ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذه، يعني عشر ذي الحجة، قالوا: ولا الجِهادُ؟ قالَ:ولا الجِهادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخاطِرُ بنَفْسِه ومالِه، فلَمْ يَرْجِعْ بشَيءٍ».

ويوضح أن ذي الحجة شهر مبارك من أشهرِ الله المحرَّمةِ، فيه يوم عرفة خير أيام الدنيا، وهو محل شعيرة عظيمة من أعظم شعائر الإسلام وهي الحج، وللعمل الصالح فيه فضل عظيم.

وعن أفضل ما يفعله المسلم في هذه الأيام يقول د. هاشم: ينبغي اغتنام هذه الأيام في التقرب إلى الله بكل أنواع الطاعات والعبادات، مثل: ذكر الله سبحانه. أيضاً، هذه أيام توبة واستغفار، وحثنا رسول الله عليهما، فقال:«يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إلى اللهِ، فإنِّي أَتُوبُ في اليَومِ إلَيْهِ مِئَةَ مَرَّةٍ». ومن الطاعات المستحبة في هذه الأيام الصيام، وروى عن بعض أزواج النبي أنه كان يَصُومُ تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِ، وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وقال، صلى الله عليه وسلم، عن صيام يوم عرفة لغير الحاج: «يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ».

ومن الأعمال الفاضلة في هذه الأيام الحرص على السعي إلى صلاة الفريضة في المسجد،

كما ينبغي استغلال أوقات الفراغ في هذه الأيام الطيبة في تلاوة القرآن، والدعاء.

تعويض

د. محمود الصاوي، أستاذ الثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر، يؤكد أن العشر الأول من ذي الحجة من أفضل الأيام عند الله، ولذلك، ينصح جميع المسلمين بأن يغتنموا الفرصة ويتقربوا إلى الله فيها بكل ألوان الطاعة والعبادة وأعمال الخير. ويقول: قد يكون في التقرب إلى الله بالعبادة والطاعة وأعمال الخير تعويض عن عدم السفر لأداء مناسك حج التطوع.

ويوضح أن الله، عز وجل، فضل بعض الأيام على بعض، وأن نبينا صلى الله عليه وسلم يقول: «إن لربكم في أيام دهركم نفحات، فتعرضوا لها لعله أن يصيبكم نفحة منها فلا تشقون بعدها أبداً»، وأن أهل العلم أكدوا أن العشر الأول من ذي الحجة من أفضل الأيام عند الله، لما جاء في الحديث الصحيح عن فضلها.

ويضيف: في هذه الأيام الطيبة يوم عرفة، وهو عظيم مبارك يستحب صيامه لغير الحاج، إذ يقول نبينا : «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ».. وعظّم صلى الله عليه وسلم من فضل الدعاء يوم عرفة فقال: «خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيّون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير».

ويشير الصاوي إلى أن في هذه الأيام الطيبة أيضاً يوم النحر للحاج وغيره، لذلك، يحث جميع المسلمين القادرين على الحرص على الأضحية في العيد، فهي من أفضل الأعمال التي ينبغي أن يتقرب بها المسلم إلى خالقه في هذه الأيام المباركة.

التوسعة على الفقراء

عن أفضل الطاعات في هذه الأيام المباركة، يقول د. محمد رجب، مدير إدارة الفتوى بوزارة الأوقاف المصرية: يستحب الإكثار من الصلاة، والقيام، والذكر، والدعاء، وقراءة القرآن الكريم، وسائر أنواع البر والطاعات، وصلة الرحم، إذ يقول الحق سبحانه وتعالى: «وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا»، ويقول سبحانه وتعالى في الحديث القدسي: «أنا الله وأنا الرحمن، خلقت الرَّحِم، وشققت لها اسماً من اسمي، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها بتَتُّه».

كما يستحب الإكثار من الصدقة، والتوسعة على الفقراء، والحرص على سنّة الأضحية حرصاً على ألا نترك أحداً من الفقراء والمساكين في حاجة أيام العيد، إذ يقول، صلى الله عليه وسلم: «اغنوهم في هذا اليوم».

وينصح د. محمد رجب كل مسلم بالحرص على الاستفادة من كل الأيام المفضلة: العشر الأواخر من رمضان، وعشر ذي الحجة، ويوم الجمعة، وغيرها، فكلها أيام طيبة مباركة يتنوع الأجر والفضل فيها، والمسلم الحق هو الذي ينتهز كل الفرص ليحظى بكل الطيبات.

ويضيف: لا شك أن الأيام العشر الأول من شهر ذي الحجة أيام طيبة مباركة ومفضلة عند الله سبحانه، ولذلك أقسم بها في قوله سبحانه:«والفجر وليال عشر»، كما حدثنا نبينا الكريم صلوات الله وسلامه عليه في حديثه الصحيح، وهذه النصوص الثابتة يجب أن تدفعنا إلى مضاعفة الطاعة والعبادة فيها، ويستحب فيها الاجتهاد في العبادة، وزيادة عمل الخير والبر بشتى أنواعه، فالعمل الصالح في هذه الأيام أفضل من العمل الصالح فيما سواها من باقي أيام السنة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2s4fpez8

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"