تشهد فترة الحج وعيد الأضحى المبارك، وانطلاق موسم السفر والإجازات في دولة الإمارات نشاطاً ملحوظاً، فيما يتعلق بعمليات تحويل الأموال للخارج وصرف العملات الأجنبية، باعتبارها إحدى أهم الدول في العالم المرسلة للحوالات المالية، نظراً لوجود أكثر من 200 جنسية تعمل على أراضيها.
يقول عاملون في القطاع، إن عمليات إرسال الحوالات إلى الخارج تنشط عادة، خلال الفترة التي تسبق الأعياد ومواسم السفر، بشكل ملحوظ ومتصاعد، حيث وصلت إلى 12% هذا العام، مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الفائت، مع توقعات بأن ينمو قطاع التحويلات على أساس سنوي، بنسبة 15%، خلال الربع الثالث والرابع من العام الجاري، مع تصاعد الأعمال في دولة الإمارات، وعودة الحياة إلى طبيعتها.
وأوضحوا أن انطلاق موسم السفر الذي يتزامن مع العيد، أسهم بنمو الطلب على بعض العملات الأجنبية للدول التي يقصدها الإماراتيون في رحلاتهم السياحية، حيث تصدر الريال السعودي القائمة، تلاه كل من، الروبية الهندية والباكستانية، الدولار، اليورو، الجنيه الإسترليني.
فترة حيوية
يقول عادل أحمد الخوري، المدير التنفيذي لمؤسسة «البدر» للصرافة: «يحظى موسم الحج وعيد الأضحى المبارك بأهمية كبيرة لدى العاملين في قطاع التحويلات المالية، ويعد العيد موسماً حيوياً لتحويل الأموال بين الأفراد والعائلات، حيث يشهد زيادة في حجم الحوالات الدولية».
وأضاف الخوري: «إن الطلب على الحوالات المالية، خلال الفترة التي تسبق العيد وبداية موسم الإجازة والسفر، يرتفع بنسبة أعلى من المواسم الأخرى، لأسباب متنوعة، أبرزها، أن هناك حاجة متزايدة لتحويل الأموال لدعم العائلات في دول المغتربين، وشراء الأضاحي والهدايا، وتلبية الاحتياجات الإضافية، خلال هذه الفترة، كما تعزز احتياجات قضاء العطلات والسفر إلى أماكن مختلفة، تحويل الدرهم إلى عملة تلك الدول لتغطية تكاليف السفر والإقامة».
وكشف الخوري أنه، ومقارنة مع الفترة ذاتها من العام الفائت، سجلت الحوالات المالية للخارج نمواً بنسبة 9%، ما يعكس الزيادة في التبادل المالي بين الإمارات والدول المختلفة، ويدلل على الأهمية المتزايدة للحوالات المالية الدولية في الاقتصاد العالمي.
وأكد أن الجاليات من الدول الآسيوية، كالهند وباكستان وبنغلادش، والجاليات العربية، كمصر واليمن، أكثر الجاليات تحويلاً للخارج، لافتاً إلى أن أكثر العملات طلباً، هي العملات المحلية لتلك الدول، بجانب العملات الرئيسية، مثل الدولار الأمريكي واليورو والريال السعودي.
وبين المدير التنفيذي لمؤسسة «البدر» للصرافة، أن الشركة تتوقع نمو حجم الطلب على التحويلات المالية، خلال الفترة المقبلة وحتى نهاية العام، بنسبة زيادة تصل إلى 15%، عازياً هذه التوقعات إلى العوامل الاقتصادية والاجتماعية المتغيرة، بما في ذلك الزيادة في السفر والعطلات والاحتياجات المالية المتنوعة للأفراد والعائلات.
خصوصية العيد
قال أسامة آل رحمة، مستشار مجلس الإدارة لمجموعة الصيرفة والتحويل المالي: «تعد الأعياد أحد المواسم الأساسية لقطاع الحوالات المالية في دولة الإمارات، وشهدت الفترة التي تسبق العيد نمواً ملحوظاً، وبنسبة تخطت 10% مقارنة مع الفترة الفائتة».
وأضاف: «تستحوذ جاليات مصر والهند، على قائمة أكثر الدول تحويلاً للأموال، تليها الدول الأخرى، باعتبار أن عيد الأضحى له خصوصية كبيرة عند مقيمي هذه الدول في بلدانهم».
وأوضح أن موسم السفر، سيشهد زخماً كبيراً في عملية التحويل وصرف العملات الأجنبية، موضحاً أن عدداً كبيراً من مواطني الدولة والمقيمين ينوى قضاء الإجازة في الخارج، وهو بحاجة إلى السيولة من أجل ترتيب أمور سفره.
وتوقع آل رحمة أن ينمو قطاع التحويلات المالية، خلال العام الجاري، لعديد الاعتبارات، أبرزها، أن معطيات النمو الاقتصادي للدولة في حالة جيدة ومتقدمة، بجانب تسجيل حركة توظيف إيجابية في القطاعات المختلفة، وتصاعد الزخم السياحي والعقاري، بجانب المبادرات الحكومية التي أسهمت في نمو اقتصاد دولة الإمارات.
ووفقاً لقاعدة بيانات أسعار التحويلات العالمية للبنك الدولي، تحتل الإمارات المرتبة الثانية عالمياً في مجال التحويلات المالية الصادرة للأفراد، حيث بلغ متوسط تكلفة التحويلات الصادرة عن الدولة 2.9% من أصل المبالغ المرسلة، مقارنة ب 6% على المستوى العالمي.
12 % نسبة النمو
يقول محمد أبو سبت موظف في شركة صرافة محلية: «تنشط الحوالات المالية للخارج خلال عيد الأضحى المبارك، باعتباره أحد المواسم الرئيسية للتحويلات في الإمارات، حيث نمت خلال هذه الفترة بنسبة تخطت ال12% لوجود عدد كبير من الجاليات العربية والمسلمة والأجنبية، حيث يرسل الأفراد الحوالات إلى ذويهم في بلدانهم الأم، من أجل شراء الأضاحي ومستلزمات العيد»، متوقعاً أن ترتفع نسبة النمو خلال العام 2023، لتصل إلى 12% مقارنة بعام 2022.
وكشف أن مصر تتصدر الدول العربية من حيث التحويلات للخارج، يليها الأردن ولبنان والمغرب، وفيما يخص الدول الآسيوية، تتصدر الهند وباكستان وبنجلاديش وسريلانكا والفلبين.
وأوضح أبو سبت، أن موسم السفر أسهم، وبنسبة كبيرة، في رفع الطلب على عدد من عملات الدول، التي سيسافر إليها المواطنون الإماراتيون والمقيمون في الدولة، أبرزها عربياً، الريال السعودي والعماني، لارتباط الأول بموسم الحج، تليهما الروبية الهندية والباكستانية، بجانب الدولار واليورو والجنيه الإسترليني.
