إخفاق مؤقت

01:00 صباحا
قراءة دقيقتين

أراد دخول كلية الطب لكنه أخفق، فاضطر لاعتماد تخصص آخر، لكنه بعدها أدهش الجميع بإبداع غير متوقع، بل فاجأ نفسه أولاً بعدما ظن أنه لا يصلح لشيء سوى الطب!

قصة تتكرر بتفاصيل وحيثيات مختلفة، لكنها واقع يقابله بعض طلبتنا، حين يصلون إلى مفترق طرق فتجبرهم الظروف على اختيار مجال لا يرغبون فيه. لكن كما يقول المثل: «رب ضارة نافعة»؛ فالفرص أحياناً تكمن حيث لا نتوقعها.

الحياة ليست طريقاً معبّداً بالزهور دوماً، بل رحلة مملوءة بالمفاجآت التي تعاكس رغباتنا بعض الأحيان، كما تعاكس رياح فجائية شراع سفينة لتأخذها نحو مصير آخر. لكن بالأمل والتصميم نحوّل الخسارة إلى ربح أكيد. يقول الطغرائي: «أعلِّلُ النفسَ بالآمالِ أرقُبُها.. ما أضيقَ العيشَ لولا فُسحةُ الأمَلِ».

لا إخفاق مع العمل والاجتهاد، مع الصبر والتعلم من السقطات. جاء في الآية الكريمة: «وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم». إن الخير بانتظارنا أحياناً خلف ذاك النفور الخادع الذي نكنّه تجاه بعض الأشياء غير المرغوبة. فما إن نفتح عقولنا وقلوبنا لاستقبال النور، حتى تشرق شمس الخيرات، وتبدأ سلسلة النجاحات.

لا لمرة واحدة بل لمرات لا تحصى، تناهت إلى مسمعي قصة تروي تفاصيل خيبة أحد العظماء بالوصول إلى حيث يصبو، دون أن ييأس بل يواصل سعيه بلا هوادة، ليتمكن بنهاية المطاف من تحقيق ابتكار عظيم أو اكتشاف يغيّر وجه التاريخ، ويجعله أيقونة بعالم الإبداع.

رسالتي إلى الشباب اليوم، هي ألّا تهابوا الإخفاق المؤقت. إذا فشلت بالحصول على معدل مرتفع بالشهادة الثانوية، فليكن ذلك حافزاً لك للانطلاق نحو مسار جديد يمكن أن يفتح أمامك آفاقاً جديدة، ويقودك إلى نجاحات غير مسبوقة.

إن للمستقبل دروباً واسعة لا درباً وحيداً. لكن عليك أن تتسلح بإرادة صلبة وعزيمة قوية لتجاوز الصعوبات وبلوغ القمة. فكم من أبناء من ذوي الهمم أبدعوا فوصلوا إلى العالمية بفضل جهودهم وتصميمهم. ورغم فشلهم بادئ الأمر، لكنهم صبروا حتى بلغوا قمم النجاح. يقول تعالى ذكره: «وما يلقّاها إلا الذين صبروا».

وهكذا يكون النجاح بالتوكل على الله أولاً، ثم بذل الجهد مع الإصرار على تحقيق الأهداف، والرضا بالقضاء والقدر، مع الاستفادة من دروس الماضي للمضي قدماً، خصوصاً أنك في بلد الأمن والأمان والاستقرار.

إن وجودك في هذا البلد المعطاء وسط هذه الأجواء المستقرة الآمنة، يمنحك فرصة ذهبية لمواصلة التحصيل، بينما أنت مطمئن في ظل قيادة حكيمة تفتح لك أبواب المستقبل على مصاريعها. فآمن بنفسك، وضاعف جهودك، لتلحق بركب النجاح بوعي وصبر وتصميم.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yc6cb67f

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"