محطة انتخابية مضيئة

00:40 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

تستعد الإمارات لإجراء النسخة الخامسة من انتخابات المجلس الوطني الاتحادي هذا العام، معززة بتجربة فريدة في التمكين السياسي، تواكب مسيرة التطور والنماء في شتى المجالات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله. وسيضيف الاستحقاق المرتقب لبنة جديدة في البناء الوطني، ويقدم صورة أخرى ناصعة عن نهضة الإمارات وحيوية مؤسساتها، بما يستجيب لرهانات القيادة وتطلعات الشعب.

قوائم الهيئات الانتخابية في جميع إمارات الدولة، التي أعلنتها اللجنة الوطنية للانتخابات، كشفت عن حضور فاعل للمرأة بنسبة وصلت إلى 51 %، وهي نسبة تنسجم مع الرؤية الحكيمة للدولة لتمكين المرأة، وكانت محطتها الأبرز في انتخابات 2019، حين قرر المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، رفع نسبة تمثيل المرأة في المجلس الوطني الاتحادي إلى 50 %. كما تأتي المشاركة الكبيرة من الشباب ممن تتراوح أعمارهم بين 21 و40 عاماً بنسبة بلغت 55% في القوائم المعلنة للهيئات الانتخابية، مؤشراً إضافياً على الدور الذي تنهض به هذه الفئة في مسيرة الوطن وتعزيز رفعته وتقدمه. وشبان الإمارات وشاباتها، يراهن عليهم صاحب السمو رئيس الدولة، باعتبارهم من خيرة أبناء البلد، ومن سيحمل مسؤوليته ويقوده في المستقبل.

انتخابات المجلس الوطني المرتقبة ستكون علامة جديدة من علامات نجاح الإمارات وثراء تجربتها التي تعبر عن خصوصية مجتمعية وحضارية، وتستفيد من سنة التشاور والحوار في التجربة الاتحادية، كما تستثمر أرقى ما وصل إليه التقدم التكنولوجي والذكاء الاصطناعي. وللمرة الأولى في الاستحقاق المرتقب، ستتم إضافة التصويت عن بعد بواسطة التطبيقات الرقمية المقررة، وفق نظام ذكي يسمح للناخب بالإدلاء بصوته من أي مكان يوجد فيه، سواء كان داخل الإمارات أو خارجها. وهذه التعديلات توفر الظروف المثالية للناخب لأداء واجبه، وللمؤسسة عوامل الشفافية والنزاهة، بما يجعل من التجربة متطورة وناجحة وتعبر عن الرقي الذي وصلت إليه الإمارات.

المجلس الوطني الاتحادي يمثل السلطة التشريعية للاتحاد، ومهمته تمثيل الشعب في الرقابة ومساندة السلطة التنفيذية وتعزيز المشاركة السياسية للمواطنين. أما على المستوى الخارجي، فيلعب دوراً كبيراً من خلال الدبلوماسية البرلمانية في التعريف برؤية الدولة والدفاع عن خياراتها. وكان للوفود البرلمانية الإماراتية في الخارج نشاطات مشهودة في الانتصار لمبادئ الأمن والسلام ومكافحة التطرف والتقريب بين الشعوب ضمن الأخوة الانسانية. وفي ظل الدور الريادي الذي تنهض به الإمارات وقيادتها الرشيدة في معالجة المشاكل والأزمات التي تواجه العالم، سيكون للمجلس الوطني الاتحادي المقبل، مهمة ترسيخ هذا الدور وإعطائه مزيداً من الزخم بما يستكمل التجربة البرلمانية الإماراتية الناجحة على هذا الصعيد.

تجربة انتخابية جديدة تستعد الإمارات لخوضها حفاظاً على المكتسبات التي تحققت، ووفاء للمبادئ والقيم التي قامت عليها الدولة. ومثل السابقات من التجارب، ستكون محطة مضيئة في مسيرة الإمارات الزاخرة بالنجاحات، وعنواناً جديداً للتميز والخصوصية، يُعبّر عما بلغته هذه البلاد المباركة من تقدم ورقيّ وإشعاع.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bd2k44hr

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"