حدود دعم أوكرانيا

00:19 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

على مدى يومين من قمة حلف الأطلسي في العاصمة الليتوانية فيلينوس، كانت الحرب الأوكرانية هي الهاجس الأكبر أمام قادة الحلف. وكان السؤال المركزي هو إلى أي مدى يمكن أن يصل الدعم العسكري لأوكرانيا من دون الوصول إلى خطر مواجهة كبرى مع روسيا. كان واضحاً أن معظم قادة الحلف يعيشون هاجسين، الأول أن يكون الدعم قادراً على تمكين أوكرانيا من الصمود واسترجاع الأراضي التي اقتطعتها روسيا منذ 24 فبراير/ شباط 2022. والثاني الحؤول دون وصول الدعم إلى ما يتجاوز الخطوط الحمراء.

المشكلة التي واجهها قادة الحلف أن أوكرانيا كانت تصر على الانضمام إلى الحلف خلال القمة الحالية، لكن الموافقة على هذا الطلب تعني الدخول في حرب مباشرة مع روسيا سوف تتجاوز الحدود الأوكرانية إلى كل أوروبا أو ما بعد أوروبا. وهو أمر بالغ الخطورة، إذ لا يسمح للحلف بضم أوكرانيا وهي في حالة حرب، لأن الفقرة الخامسة من ميثاق الحلف تؤكد على الدفاع الجماعي، أي أنه في حالة تعرض أية دولة إلى اعتداء فهذا حكماً سيؤدي إلى مشاركة الدول الأخرى في الدفاع عنها.

وقد تم إبلاغ ذلك إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أكثر من مرة وباستحالة الانضمام خلال الحرب، لكنه ظل يطمح للحصول على العضوية، في محاولة منه على ما يبدو لتوريط دول الحلف معه وتحميلها تداعيات الحرب مع بلاده.

أحد مسؤولي الحلف يقول «إن الحلف يقدم أقصى ما يمكن من دعم لأوكرانيا، لكن زيلينسكي يطلب أكثر مما يستطيع الحلف».

في محاولة للتوصل إلى صيغة في منتصف الطريق تمثل تعويضاً عن طلب الانضمام تقرر إنشاء «مجلس أوكرانيا حلف الأطلسي» كي يكون بديلاً مرضياً تستطيع أوكرانيا من خلال المجلس المشاركة في اجتماعات الحلف ومناقشة احتياجاتها من دعم عسكري وغيره، وخصوصاً توفير تدريب دائم للقوات الأوكرانية ومواصلة تزويدها بما تحتاج اليه من عتاد، وخصوصاً الدبابات والصواريخ والذخائر.

وبعدما أدرك زيلينسكي أن حلف الناتو وضع سقفاً للمطالب الأوكرانية دون الانضمام إليه، تراجع عن مطلب الانضمام ووافق على ما تعهد به الحلف من دعم.

لكن، هل يكفي الدعم بالسلاح وبعضه متطور في تمكين أوكرانيا من الانتصار واسترجاع أراضيها كما يخطط قادة الحلف؟

من الواضح أن الهدف هو إطالة مدى الحرب لأطول فترة ممكنة لاستنزاف القوات الروسية، لكن بالمقابل هناك خسائر فادحة تلحق بالقوات الأوكرانية، إضافة إلى أن الهجوم الذي بدأته منذ أكثر من شهر لا يحقق الهدف المطلوب بل يسير ببطء شديد ويتعثر، وهو ما تقر به القيادة الأوكرانية والدول الغربية.

لذا فإن المزيد من السلاح وحزم المساعدات التي قررها الحلف سوف تبقى محل تساؤل حول جدواها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/49ra87u3

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"