نوافذ التعلم

00:07 صباحا
قراءة دقيقتين

على الرغم من بلوغ قطاع التعليم في الإمارات آخر محطات العام الدراسي الجاري 2022-2023، إلا أن مسيرة المتعلمين المعرفية لم تنته بعد، إذ تظل نوافذ التعلم واكتساب المهارات وأثراء المعرفة، مفتوحة ترحب بالطلبة في مختلف قطاعات التعليم.
لم تعد المعسكرات الصيفية بمفهومها التقليدي الذي عرفناه في السابق، بل باتت جزءاً لا يتجزأ من نمو الطالب وتطوره علمياً ومعرفياً ومهارياً، إذ توفر برامج متخصصة، وفرصاً فريدة، تستكشف الاهتمامات والميول والمهارات الجديدة لدى المتعلم، كما أن هذا الاتجاه، يعزز النمو الشخصي، ويطور المهارات الحياتية الأساسية، ويمكّن المتعلمين من بناء صداقات دائمة ومتنوعة.
أهم ما يميز المعسكرات تلك، التكاملية والترابط الممنهج في محتوى ومضمون البرامج المقدمة، ويعد هذا السبب الرئيسي في جذب اهتمام أولياء الأمور والطلبة، للالتحاق بها سنوياً، إذ تتشابك مسارات وأهداف المعسكرات، فتارة تحاكي «الإثراء» أكاديمياً ومعرفياً ومهارياً، وأخرى تخاطب القيادة والتنمية الشخصية، وثالثة تركز على اكتشاف الطبيعة، ورابعة تنمي الجوانب العقلية والبدنية والصحية للمتعلمين.
الإثراء الأكاديمي وتنمية المهارات، يشكلان جزءاً أصيلاً في برامج تلك المعسكرات، التي تعد منصة لإثراء الطلبة أكاديمياً، بعيداً عن التقليدية في عملية التعليم والتعلم، لاسيما أن هناك حقائب تركز في مضمونها على مجالات حيوية، أبرزها العلوم والتكنولوجيا والهندسة والفنون والرياضيات (STEAM) واللغات الأجنبية والكتابة الإبداعية.
وإذا تعمقنا في أهداف واتجاهات المعسكرات الصيفية المطورة، نجد أنها تعزز حب التعلم لدى المتعلمين، بدمج الأنشطة العملية والتجارب والدروس التفاعلية، وهذا في حد ذاته يساعد الطلاب على تطوير مهارات التفكير النقدي، وحل المشكلات والعمل الجماعي، واستكشاف موضوعات متنوعة خارج المناهج التقليدية، لديها القدرة على وضع المتعلمين في حالة شغف متجددة، لترتقي بأدائهم الأكاديمي، وتكسبهم مزايا تنافسية جديدة.
وأولياء الأمور أنفسهم قادرون على الاستفادة من محتوى المعسكرات الصيفية، التي تحمل معها استراتيجيات وأسس التربية الحديثة، وسبل التعامل مع الأبناء في عصر الذكاء الاصطناعي، ودورهم في غرس الثقة بالنفس والمرونة والشعور بالمسؤولية في نفوس الأبناء، على الرغم من التطورات التكنولوجية المتوالية، والأهم يكمن في تمكين الطلاب من مواجهة التحديات، وجهاً لوجه والاستعداد للمستقبل بكل المساعي الشخصية والمهنية.
نعتقد أن المعسكرات التي تُقدّم مجانياً للطلبة خلال الإجازة الصيفية، فرصة لا تقدر بثمن، ومحتواها المطور، يعتبر امتداداً لعملية التعليم والتعلم، لاسيما أنها تعالج إشكاليات أكاديمية واجتماعية وشخصية لدى شريحة طلابية، وتنمي في الوقت ذاته مهارات وقدرات شريحة أخرى، والاستثمار في تلك المعسكرات يسمح للطلاب بتحقيق التميز، وتزويدهم بأدوات ترسم لهم اتجاهات جديدة نحو المستقبل.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/22knt5nh

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"