عادي
فرنسا: ندين أي محاولة لتولي الحكم بالقوة

النيجر.. هل ينجح الجنرال تشياني في خطف السلطة من بازوم؟

21:32 مساء
قراءة 4 دقائق

الخليج - متابعات

بعد ما احتجز الحرس الرئاسي رئيس النيجر، محمد بازوم، في نيامي الأربعاء، بعد فشل «المحادثات» وعدم الاهتمام بالمهلة التي منحها لهم الجيش، ومنعهم الوصول إلى مقر الرئاسة في نيامي، يبدو أن الأمور تسير نحو انقلاب جديد هناك. ولكن من يحرك هذه الأحداث؟

تشير مصادر متعددة إلى أن من يقف خلف هذه الحركة هو قائد الحرس الرئاسي، الجنرال عمر تشياني، الموجود منذ عهد الرئيس السابق محمدو يوسفو، والذي احتفظ به بازوم في منصبه عندما تولى السلطة عام 2021، لكنه كان يفكر في إزاحته في الأيام الأخيرة.

وكانت رئاسة النيجر ذكرت في بيان، أن بعض عناصر الحرس الرئاسي بدأوا حركة «مناهضة للجمهورية» و«فاشلة»، لكنها لم تذكر أسماء.

والسؤال الذي يثور الآن: هل ينجح الجنرال تشياني في خطف السلطة من بازوم، في ظل التنديدات الإقليمية والدولية التي تحيط بهذه العملية؟

التفاوض

بحسب وسائل إعلام غربية، فإن بازوم سليم ومعافى حتى الآن، ويحاول التفاوض مع المتمردين الذين يحتجزونه، في الدولة التي تعد واحدة من آخر دول الساحل التي يحكمها مدني. وشهدت الدولة الواقعة في منطقة الساحل أربع عمليات انقلاب منذ استقلالها عن فرنسا عام 1960 وعدة محاولات أخرى للاستيلاء على السلطة، وقعت إحداها في عهد بازوم أيضاً.

وكانت عملية انتقال السلطة بين إيسوفو وبازوم الأولى بين رئيسين منتخبين بطريقة ديمقراطية في بلد اتسم تاريخه بالانقلابات.

وبعد أن قالت رئاسة النيجر، إن بعض عناصر الحرس الرئاسي بدأوا حركة «مناهضة للجمهورية» و«فاشلة»، وإن الجيش الوطني مستعد لمهاجمتهم إذا لم يعودوا لرشدهم، توالت الإدانات الدولية الواسعة للمحاولة الانقلابية في النيجر، خاصة من الاتحاد الإفريقي، والاتحاد الأوروبي، والمجموعة الاقتصادية لدول غربي إفريقيا، بحسب «فرانس برس».

حذف بيان الرئاسة

وجاء البيان بعدما ذكرت تقارير أن الحرس الرئاسي قطع الطرق إلى القصر واحتجز بازوم بداخله، ما أثار مخاوف من احتمال وقوع سادس انقلاب في غرب إفريقيا منذ عام 2020.

وقالت الرئاسة على صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي إن «رئيس الجمهورية وعائلته بخير»، من دون أن تذكر مزيداً من التفاصيل.

وحُذف البيان في وقت لاحق، وسط شكوك بشأن هوية من يتولى السيطرة. وسيطر الجنود على جميع الطرق المؤدية إلى محطة التلفزيون الوطنية التي كانت تعرض فيلماً.

وقال مراسل ل«رويترز» إن بقية نيامي بدت هادئة وحركة المرور عادية على الطرق، ولم يتأثر الاتصال بالإنترنت.

ومن شأن وقوع انقلاب عسكري في النيجر أن يؤدي لتعقيد الجهود الغربية لمساعدة دول منطقة الساحل في محاربة تمرد انتشر من مالي، خلال العقد الماضي.

موقف الجيش

ووفقاً للبيان الصادر، الأربعاء، عن رئاسة النيجر، فإن الجيش الوطني لم يدعم الحرس الرئاسي المتهم بالقيام بالحركة «المناهضة للجمهورية».

ويتولى رئاسة أركان الجيش منذ إبريل/ نيسان الماضي، اللواء عبده سيديكو عيسى، الذي عيَّنه بازوم خلفاً للواء ساليفو مودي الذي شغل المنصب منذ عام 2020.

وقبل تعيينه، كان سيديكو عيسى البالغ 60 عاماً، المفتش العام للجيش والدرك، وتولى مسؤوليات عسكرية رفيعة، منها قائد القوات البرية وقائد الحرس الوطني في النيجر، وهو كيان آخر في طليعة محاربة الإرهابيين.

تنديد فرنسي

وأبدت فرنسا، الأربعاء «إدانتها الشديدة لأي محاولة لتولي الحكم بالقوة» في النيجر، حليفتها الرئيسية في منطقة الساحل، والتي تشهد محاولة انقلاب بعدما عمد عناصر في الحرس الرئاسي إلى احتجاز الرئيس محمد بازوم.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية في بيان، إن «فرنسا قلقة للأحداث الراهنة في النيجر وتتابع بانتباه تطور الوضع».

وأضافت أن فرنسا تضم صوتها إلى «الاتحاد الإفريقي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا في دعوتهما لاستعادة وحدة المؤسسات الديمقراطية النيجرية».

مراقبة الوضع

من جهته، أكد الرئيس النيجيري بولا تينوبو، الأربعاء، إن قادة دول غرب إفريقيا يراقبون الوضع في النيجر، وسيبذلون كل ما في وسعهم لحماية الديمقراطية فيها. وأضاف تينوبو، وهو أيضاً رئيس هيئة رؤساء دول وحكومات المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) «إن قيادة إيكواس لن تقبل أي عمل يعيق الأداء السلس للسلطة الشرعية في النيجر، أو أي جزء من غرب إفريقيا».

من جهته، قال جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، إن الاتحاد «قلق للغاية» إزاء الأحداث الجارية في النيجر، وذلك بعد ورود تقارير عن محاولة انقلاب هناك. وقال: «يندد الاتحاد الأوروبي بأي محاولة لزعزعة الديمقراطية وتهديد الاستقرار في النيجر».

حليف للغرب

والنيجر حليف رئيسي للقوى الغربية التي تسعى للمساعدة في محاربة التمرد، لكن تواجه عداء متزايداً من المجلس العسكري الجديد الحاكم في كل من مالي وبوركينا فاسو. كما أنها حليف رئيسي للاتحاد الأوروبي في الحرب على الهجرة غير النظامية من إفريقيا جنوب الصحراء.

ونقلت فرنسا قواتها من مالي إلى النيجر العام الماضي بعد توتر علاقاتها مع المجلس العسكري هناك.

من هو بازوم؟

قبل 27 شهراً، تولى الرئيس محمد بازوم مقاليد الحكم في النيجر، خلفاً لسلفه محمدو إيسوفو، بعد الفوز في انتخابات شككت المعارضة في نتائجها، وقبل يومين من تنصيبه أحبطت الحكومة محاولة انقلابية.

وكان انتخاب بازوم أول انتقال ديمقراطي للسلطة في دولة شهدت أربعة انقلابات عسكرية منذ الاستقلال عن فرنسا في 1960.

وانتخب بازوم (63 عاماً) في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 21 فبراير/ شباط 2021 بحصوله على 55 في المئة من الأصوات في مواجهة الرئيس السابق ماهامان عثمان، الذي لم يعترف بهزيمته ودعا إلى تظاهرات سلمية. ويعتبر أول رئيس للنيجر من أصول عربية، حيث ينتسب للميايسة، وهي من قبيلة أولاد سليمان العربية القادمة من ليبيا، والتي تعود بدورها إلى قبائل بني سليم القادمة من نجد في الحجاز.

ويتحدث اللغات العربية والهوسا والتوبو والكانوري والفرنسية والإنجليزية بطلاقة.

ومنذ توليه السلطة يواجه بازوم تحدي الهجمات الإرهابية التي تنفذها جماعات تابعة لتنظيمي «القاعدة» و«داعش» الإرهابيين غرباً على الحدود بين النيجر ومالي وبوركينا فاسو، وجماعة بوكو حرام الإرهابية في نيجيريا شرقاً. وتعهد بمواصلة سياسات إيسوفو والتركيز على الأمن في ظل تصدي البلاد للمتمردين، كما وعد بطرح سياسات لإصلاح الاقتصاد.

ويعتبر بازوم آخر شركاء فرنسا الأوفياء في منطقة الساحل والصحراء، بعدما خسرت حلفاءها في إفريقيا الوسطى ومالي وبوركينا فاسو، وسط تمدد روسي في المنطقة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5n7fe99r

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"