قالت مجلة «فوربس»، إن سبعينات القرن الفائت شهدت نشاطاً في قطاع السفر الجوي، الذي بدأ بريقه في التحليق إلى آفاق جديدة، حيث تجسد ذلك في إعلانات تجارية أنيقة، ترى فيها الركاب مبتسمين، ومستريحين على الأرائك وهم ينظرون إلى نافذة الطائرة.
وفي الخمسين عاماً التي تلت ذلك، ركز القطاع على تقليل التكلفة بدلاً من تقديم خدمات متميزة، ولكن لا تزال هناك شركات طيران تختار رسم مسار مختلف، ومن الأمثلة على ذلك شركة «طيران الإمارات»، إذ بدأت الشركة بتمويل أوّلي بقيمة 10 ملايين دولار وطائرتين مستأجرتين من الخطوط الجوية الباكستانية، عام 1985.
وساعدت، لتحقيق نمو مثير للإعجاب، حيث أعلنت عن إيرادات بلغت 32.6 مليار دولار، حققها أكثر من 100 ألف موظف، للسنة المالية 2022-2023.
وخلال تسعينات القرن الفائت، كانت أساطيل الطائرات في شركات الطيران الأخرى، تتكدس بالركاب لتنقلهم عبر عدد قليل من المحاور العالمية في أوروبا وأمريكا، وكانت تتغاضى عن وسائل الراحة والرفاهية لصالح تحقيق أعلى عائد من كل راكب، وبدلاً من ذلك، اتخذت «طيران الإمارات» نهجاً مختلفاً، فعلى سبيل المثال، استهدفت الناقلة الأسواق المحرومة ذات الكثافة السكانية العالية. وفي باكستان، على سبيل المثال، كانت الخطوط الجوية الباكستانية الدولية تخدم معظم المدن التي كانت تنقل الرحلات الدولية عبر كراتشي. ومن خلال «طيران الإمارات»، يمكن للمسافرين تجنب التوقفات المتعددة، والسفر مباشرة إلى دبي من ستة مواقع مختلفة.
واستثمرت «طيران الإمارات» بكثافة في وسائل الراحة والترفيه الجوي ومساحات جلوس أكبر وطائرات جديدة، وعلى مدار السنوات العشر الفائتة، فازت بـ 65 جائزة عالمية للسفر.
وتتوافق مصالح حكومة دبي وطيران الإمارات بشكل طبيعي، إذ يعتمد النمو الاقتصادي على نجاح دبي كوجهة سفر ومركز للتجارة، وخير مثال على ذلك هو التعاون الوثيق بين مطارات دبي وطيران الإمارات، وقد أسهم ذلك في الاستثمار الاستباقي في مباني المطارات الجديدة لاستيعاب النمو،
ومن المرجح أن تظل أسس نجاح دبي و«طيران الإمارات» قوية، مستقبلاً، مع محافظتهما على النمو السريع الخطى خلال السنوات القليلة المقبلة.
