الجسد بلا روح لا يعيش، والأمة بلا علم لا تزدهر. وإذا كانت الأمة هي الجسد الذي يحتاج إلى العلم كروح ليستمر، فإن الإمارات هي الروح النيرة التي تنفخ في هذا الجسد حياة التنمية والابتكار والريادة في مختلف المجالات، مجسدة رؤية القيادة الحكيمة التي ترفع شعار «لا شيء مستحيل»، وتضع الإنسان في مركز الصدارة كأغلى ثروة وأنفس رأس مال.
ومن أهم المجالات التي توليها الإمارات اهتماماً كبيراً هو مجال البحث العلمي، الذي يعد دعامة أساسية للتقدم والتطور والرفاهية. فالبحث العلمي هو المحرك الذي يدفع عجلة التغيير والتحديث في كافة نواحي الحياة، وهو السلاح الذي نواجه به التحديات.
لقد أثبتت الإمارات قدرتها على المنافسة في هذا المجال بشهادة العالم أجمع. فإنجازاتها العلمية الباهرة في مختلف المجالات لا تقف عند حد، وكل يوم تستثمر في بناء قدرات بشرية مؤهلة للبحث العلمي، وتوفر بيئة داعمة للإبداع والابتكار، وتشجع التعاون مع المؤسسات العلمية المحلية والدولية، وتحرص على نشر ثقافة البحث العلمي بين أفراد المجتمع.
من بين إنجازات الدولة في مجال الطاقة، إطلاق أول مفاعل نووي سلمي بالمنطقة «براكة» في أغسطس 2020م، بهدف توليد كهرباء نظيفة وآمنة. كما سعت الإمارات لزيادة حصتها من الطاقة المتجددة، من خلال إنشاء مشاريع ضخمة مثل محطة «شمس 1» أكبر محطة للطاقة الشمسية المركزية في الشرق الأوسط.
وفي مجال الفضاء، حققت الإمارات إنجازاً تاريخياً بإطلاق مسبار «الأمل» إلى المريخ في يوليو عام 2020م، وهو أول مسبار عربي وإسلامي يصل إلى الكوكب الأحمر، بهدف دراسة طقسه ومناخه. كما أعلنت عن مشروع عربي يهدف إلى إرسال مسبار غير مأهول يحمل اسم «المستكشف راشد» إلى منطقة لم تستكشف من قبل على سطح القمر.
أما في مجال الصحة، فقد بذلت الإمارات جهوداً جبارة للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، من خلال اتخاذ سلسلة من التدابير الوقائية والعلاجية، مثل تطوير تقنية ليزرية للكشف عن حالات الإصابة، واستخدام العلاج بالخلايا الجذعية للمرضى، وابتكار لقاح ضد الفيروس، وتنفيذ برنامج التعقيم الوطني، وإجراء أكثر من 50 مليون فحص، وتكريم أبطال الخطوط الأمامية، إلى جانب إجراء بحوث علمية حول سبل الوقاية والعلاج.
تعكس هذه الإنجازات العلمية الفريدة التي حققتها الإمارات مدى التزامها بتنفيذ رؤيتها الاستراتيجية للمستقبل، ورغبتها في ترسيخ مكانتها كمحطة عالمية للبحث العلمي والابتكار. كما تمثل إنجازاتها مصدر فخر واعتزاز لكل مواطن ومقيم على أرض الدولة، وتحفز كل فرد للمساهمة في رسم خريطة طريق للنهضة العلمية والحضارية. فالإمارات هي الروح التي لا تفارق جسد الأمة، وترويه بالعلم والحكمة والطموح، لتجعله ينبض بالحياة والأمل.
