عادي

الكشف عن المشتبه فيه الرئيسي في قتل زعيم فاغنر

18:10 مساء
قراءة 5 دقائق

 

«الخليج» - وكالات

ما زال الغموض يكتنف السيناريو الكامل لحادث سقوط طائرة مؤسس مجموعة فاغنر العسكرية الروسية، يفغيني بريغوجين، والتي قتل فيها مع 9 آخرين، وسط تكهنات وفرضيات تتبع أسباب وطريقة مقتل الرجل الذي قاد تمرداً عسكرياً ضد قيادات الجيش الروسي في يونيو/حزيران، وتشير أصابع الاتهامات الأولية، إلى أن المتهم الأول في إسقاط الطائرة هو طيار بريغوجين الشخصي أرتيم ستيبانوف.

وبحسب موقع ريدفوكا العسكري الروسي كان ستيبانوف آخر  شخص قام بفحص الطائرة، حيث يعتقد أنه قام بزرع عبوة ناسفة في صندوق نبيذ ما تسبب في تفجير الطائرة من الداخل قبل سقوطها وتحطمها.

فوضى في الجو

وذكر الموقع العسكري أنه بحسب إحدى روايات التحقيق، تم زرع عبوة ناسفة على متن طائرة قائد فاغنر، ونتيجة انفجارها تمزق جناح الطائرة وتضرر جهاز التثبيت وبدأت في الانخفاض من مستويات مرتفعة، قبل أن تدخل في حالة من الفوضى، بعدما فقد جميع من كانوا على متن الطائرة وعيهم فجأة، بسبب انخفاض الضغط الفوري، لذلك لم يتمكن الطيارون من الإبلاغ عن الانفجار.

ويجري التحقيق مع أرتيم ستيبانوف، الذي تعرض سابقاً لعقوبات الولايات المتحدة لعلاقته ببريغوجين، لتورطه المزعوم في تحطم الطائرة، وفقاً لقناتي سيرينا الإخبارية على تيليجرام وقناة بازا المرتبطة بأجهزة الأمن الروسية.

وبحسب القناة المرتبطة بالمخابرات الروسية، فإن السلطات الروسية المسؤولة عن التحقيق تعتقد أن ستيبانوف كان من الممكن أن يكون قد تمكن من الوصول إلى طائرة بريغوجين في اليوم السابق للرحلة.

وذكرت وسائل إعلام روسية، الخميس، أن السلطات الأمنية تحقق في فرضية وجود عبوة ناسفة على متن الطائرة الخاصة، التي تحطمت مساء الأربعاء، وكان على متنها 10 أشخاص، بينهم قائد مجموعة «فاغنر»، يفغيني بريغوجين. وأشارت إلى أنه «يجري التحقق من فرضية وجود عبوة ناسفة على متن الطائرة، وسط محدودية دائرة الأشخاص الذين كان يمكنهم تثبيتها».

وأفادت تقارير روسية بأن عبوة ناسفة تم زرعها في طائرة بريغوجين، وتشير إلى أن المتهم الأول في سقوط طائرة بريغوجين هو طياره الشخصي، حيث إنه آخر من قام بفحص الطائرة. 

هدية مفخخة

وأشارت تقارير روسية إلى أنه بحسب إحدى روايات التحقيق، فإن العبوة الناسفة تسببت في تمزق الطائرة وتضرر جهاز التثبيت وبدأت في الانخفاض من مستويات مرتفعة، قبل أن تدخل في حالة من الفوضى، بعدما فقد جميع من كانوا على متن الطائرة وعيهم فجأة، بسبب انخفاض الضغط الفوري، لذلك لم يتمكن الطيارون من الإبلاغ عن الانفجار.

 

وكانت طائرة «Embraer Legacy» خضعت لعمليات صيانة على مدى 10 أيام سبقت رحلتها الأخيرة. وعشية الحادث، طار مساعد ربان الطائرة رستم كريموف لاستقلال الطائرة بعد الصيانة والعودة بها إلى سان بطرسبورغ، وذلك مع مجموعة من الركاب، من بينهم بريغوجين وديميتري أوتكين، مؤسس فاغنر. وثمة رواية أخرى بحسب الإندبندت البريطانية تزعم «أنه ظهرت أدلة على أنه في اللحظة الأخيرة تم تحميل هدية معينة على شكل صندوق يحتوي علي هدية فاخرة تم تحميلها على متن الطائرة»، قد يحتوي على قنبلة. تم فحص الطائرة نفسها (قبل تحميل الصندوق) بعناية، بما في ذلك مع الكلاب.

التعرف إلى بريغوجين ومساعده

وكشفت مصادر روسية أنه تم التعرف إلى جثة زعيم مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة في مشرحة، وذلك بعد ساعات من تأكيد تحطم طائرة خاصة كان على متنها 10 أشخاص، بينهم قائد فاغنر ومؤسسها. وأوضحت إنه تم التعرف إلى جثة يفغيني بريغوجين في المشرحة من قبل أحد قادة فاغنر، عبر علامة افتقاده لأحد الأصابع. وذكرت المصادر قولها إنه تم كذلك التعرف إلى جثة دميتري أوتكين مؤسس المجموعة العسكرية الخاصة ومساعد بريغوجين من خلال علامات الطول ورسوم الوشم.

اتهامات لروسيا

تُشير السهام الغربية مباشرة إلى الرئيس بوتين، ونطق بذلك صراحة الرئيس الأمريكي جو بايدن حين قال في معرض تعليقه على الحادث إنه «قلما تحصل أمور في روسيا من دون أن يكون بوتين وراءها»، مضيفاً «لست متفاجئاً». وأضاف الرئيس الأمريكي «لا شيء يحدث في روسيا من دون علم رئيسها فلاديمير بوتين». وقالت مسؤولة رفيعة في البيت الأبيض، الأربعاء، إن احتمال موت قائد مجموعة «فاغنر» يفغيني بريغوجين في تحطّم طائرة «لن يفاجئ أحداً»، نظراً للتباعد بينه وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وجاء في بيان للمتحدثة باسم مجلس الأمن القومي أدريان واتسون: «لقد اطّلعنا على التقارير»، مضيفة: «في حال تأكد الأمر، لن يفاجئ أحد».

وفي وقت سابق قبل نحو شهر حذر الرئيس الأمريكي بريغوجين من محاولة تدبير خطة لاغتياله، حيث قال: «الله وحده يعلم ما الذي يمكنه فعله، لسنا متأكدين حتى من مكانه ومن الأشخاص الذين يتواصل معهم، لو كنت مكانه، لتوخيت الحذر ممّا آكل».

وظهر بريغوجين للمرة الأخيرة، في مقطع فيديو نشره على قناته في «تليغرام» الاثنين، ملمحاً فيه إلى أنه موجود في إفريقيا، حيث يتمدّد نشاط المجموعة. وترى أوكرانيا أن قائد مجموعة «فاغنر» العسكرية الروسية الخاصة «وقع على وثيقة إعدامه حين عاد إلى روسيا، مشيرة إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «كان ينتظر اللحظة» للتخلص من بريغوجين.

وقال المستشار في المكتب الرئاسي الأوكراني ميخايلو بودولياك «من الواضح أيضاً أن بريغوجين وقع على مذكرة إعدام خاصة بحقه، في اللحظة التي صدق فيها ضمانات رئيس بيلاروسيا ألكساندر لوكاشينكو الغريبة، وكلمة الشرف السخيفة التي أطلقها بوتين».

روسيا لم تغتله 

ولكن أرتيوفسك الباحث في الشأن الدولي بمؤسسة «فولسك» العسكرية، استبعد ما «يحاول الغرب ترويجه» حسب قوله عقب الحادث إنه مخطط في الداخل للتخلص من قائد فاغنر من خلال هذا الحادث. وأوضح أرتيوفسك أن هذا السيناريو غير منطقي لعدة أسباب منها، أن عقاب بريغوجين تم بالفعل باستبعاده عن المعارك في أوكرانيا وانضمام رجاله للجيش الروسي بعقود، كما أن الحادث وقع في منطقة تعرضت لعدة هجمات من مسيرات أوكرانية خلال الأسابيع الماضية.

ويمضي أرتيوفسك، أن أوكرانيا تحاول استغلال الحادث لإحداث نوع من عدم الثقة العسكرية في القيادة، وهذا أسلوب متبع من جانب الغرب منذ فترة، إضافة إلى ضرب العلاقة بين روسيا وبيلاروسيا بما أنها الضامن لاتفاق إنهاء التمرد والخروج الآمن، وكذلك محاولة لتشويه صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دولياً.

«بريغوجين وبوتين» علاقة ضربها التمرد

ويشتهر بريغوجين، 62 عاماً، بامتلاكه شركات تموين ومطاعم وتوفير الطعام والشراب للمناسبات الرسمية في الكرملين. ويظهر في إحدى أشهر صوره وهو يقدم طبقاً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقد عُرف الرجل فيما بعد بلقب «طباخ بوتين». ينحدر كل من بريغوجين وبوتين من مدينة سان بطرسبرغ، ثاني أكبر مدن روسيا، وتعود علاقتهما ربما إلى التسعينات من القرن الماضي، عندما كان بوتين يعمل في مكتب عمدة سان بطرسبرغ، وكان يتردد حينها على مطعم بريغوجين الذي كان يحظى بشعبية بين المسؤولين المحليين.

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/eb4hhesd

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"