عام دراسي واعد

لا شك أن التطورات الجديدة التي أعلنتها مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي، تمهّد الطريق لعام دراسي واعد، إذ إن مجموعة التطورات التحويلية التي تلوح في الأفق، تعد ركائز أساسية لاتجاهات العام الجديد وأهدافه، بمحتوياته من الابتكار والشمولية والإمكانات اللامحدودة التي تتجدد معنا عاماً تلو الآخر.
مظاهر التطور طالت جوانب مهمة ومؤثرة في مجتمع التعليم، إذ استهدفت المدارس والقيادات التربوية والمعلمين والطلبة وأولياء الأمور، ويبدو التقدم في تشييد المدارس الجديدة، والمرافق المطورة وتقنيات التكنولوجيا، عنواناً عريضاً للعام الدراسي 2023-2024.
ويشكّل افتتاح 14 مدرسة جديدة في مختلف إمارات الدولة، أبرز مشاهد التقدم الملحوظ في العام الدراسي الجديد، إذ إن المؤسسات الجديدة لا تشير إلى الطلب المتزايد على التعليم الجيد فحسب، بل تؤكد التزام نظام التعليم في الإمارات باستيعاب وإثراء خبرات التعلم لعقول الأبناء.
وإذا توقفنا قليلاً مع مسارات التطوير التي تركز على توفير بيئة تعليمية جاذبة في العام الجديد، نجد أن القائمين على إدارة المنظومة في الدولة، ركزوا على تحديث ما يقرب من 30 مدرسة، وإحلال 47 أخرى، لتأمين وصول آمن ومريح ومتطور تكنولوجياً للطلبة في مختلف حلقات التعليم.
وفي خطوة جديرة بالملاحظة، يستعد أكثر من 20 ألف طالب للانتقال من المدارس الخاصة إلى «الحكومية»، في أكبر حركة انتقالات للطلبة من هذا النوع في تاريخ التعليم في الدولة، وهذا المشهد يعكس الثقة التي تضعها الأسر في نظام التعليم العام، ويجسد بواقعية جهود النظام لتقديم تعليم رفيع المستوى ينافس بقوة المؤسسات الخاصة.
ولعل أبرز المظاهر التي يشهدها الميدان في غضون الأيام القليلة القادمة، تلك التي تركّز على تزويد المدارس بدماء جديدة من المعلمين الجدد البالغ عددهم 2000 معلم في مختلف التخصصات، إذ يشكّلون طاقات متجددة تجلب ثروة من المعرفة والدافعية، وتثري المشهد التعليمي في الإمارات.
إن دمج التكنولوجيا وتطوراتها، ما زال الهاجس الذي يشغل القيادة التربوية، إذ نشهد مساراته دائماً مع قدوم كل عام دراسي جديد، حيث إن نصيب الطلبة في عام 2023-2024، 3600 جهاز كمبيوتر، وهناك أجهزة عرض تفاعلية لتطوير 2187 فصلاً دراسياً، لتعزيز إبداعات الطلاب ومشاركتهم بفعالية في العالم الرقمي.
وأبرز مشاهد التطور والتقدم والفاعلية للعام الدراسي الجديد، تلك التي تخص جاهزية المدارس بنسبة 100%، التي تعكس تفاصيل التخطيط الممنهج للقيادة التربوية، والتنفيذ الدقيق والمسؤول لإدارات المدارس، والتطورات الديناميكية التي نشهدها تعد شهادة على تفاني الجميع، لتوفير تعليم متميز يعزز الابتكار والشمولية لدى الأبناء، ويعد عام 2023-2024 خطوة جادة نحو مستقبل أكثر إشراقاً لجميع المتعلمين.

[email protected]