عادي
صيفنا ثقافة

فاطمة المزروعي تكتب سيرة أخرى للمرأة

23:14 مساء
قراءة دقيقتين
فاطمة المزروعي.

الشارقة: أشرف إبراهيم

تحفل نصوص الكاتبة فاطمة المزروعي القصصية والروائية والشعرية، بصدى الذكريات وهمس البوح، فهي تجوب من خلال عالمها السردي في أفق الإنسان وتشق صمته، بحثاً عن ما تضيق به نفسه من آلام، فنجحت في طرق عوالم إنسانية للمرأة خاصة في كتاباتها بأسلوب رصين ومكثف، فهي جاهزة بشكل أو بآخر للكتابة والانطلاق بأفكار تذهب بها نحو اكتشاف المجهول، فتتحرر من عالمها الواقعي وتنطلق إلى متاهات الخيال لترسو على شاطئ قريب من الحبر والورق، ولا تستريح حتى تطمئن إلى أن ما ستكتبه هو في النهاية الخلاص من ضجيج فكرة تلح ليصبح لها وجود بقوة الكلمة، وتخرج من عالمها الضيق إلى فضاء فسيح يحملها على جناح التأويل والتأمل.

وبعد أن اجتازت رحلة إبداعية مع الكتابة القصصية أثمرت عن إصدار العديد من الكتب في هذا المضمار، تلتقط المرزوعي خيوط قصص أخرى تستلهمها من رماد الأسئلة في ذاتها، فتعيد ببعد بصري سيرة أخرى للمرأة في هذا العصر، تدفعها إلى التوقف الطويل في محطات الأنثى وإشكاليتها الإنسانية، فتدور مجموعتها القصصية الجديدة التي تحمل اسماً مقترحاً «بخفة طائر»، حول قضايا تمس وجدان المرأة من الناحية العاطفية والإنسانية والشعور بالغربة، في عصر يمنحها كثيراً من المزايا والهبات، فتضيء على مشاعر معقدة تلتقطها من الحكايات التي تتناهى إلى سمعها عن الهزائم والانكسارات التي تتكاثر في محيط كثير من السيدات في هذا الزمن، ويصل مجموع القصص إلى نحو 30 نصاً.

وتواصل المزروعي بدأب الكتابة الروائية بعد أن حازت الجوائز، وصدر لها العديد من الأعمال السردية، إذ تكتب روايتها الجديدة من أعماق التاريخ، فتعود إلى حقبة من القرن الماضي في مجتمع الإمارات، وتغوص في تفاصيل تكتسي بالوقائع التاريخية والحياة الاجتماعية، فتستعيد رائحة الأمكنة وكأنها تهبط على زمن خاص له جمال آخر في المخيلة الإماراتية، حيث العادات والتقاليد والحياة البسيطة التي على ضوئها تشكّل الحاضر بكل إشراقاته، فقد تخيرت عدداً من الشخوص الذين يرصدون المعنى ويتجولون في التاريخ ضمن سياقات اجتماعية وإنسانية مضيئة، وعلى الرغم من أنها لم تستقر على اسم للرواية، فإنها تشعر بأن هذا العمل يصلح للسينما، لأنه مكتوب بلغة بصرية خاطفة تكتنز المشاهد وترصد جماليات المكان.

وفي ميدان الشعر، وبعد أن أصدرت ديوانين شعريين من قصيدة النثر، تتجلى لديها حالياً رؤية أخرى تبثها في القصائد الجديدة التي شكّلتها بعطر أنثوي حالم، حيث وضعت لديوانها الذي لم ينشر بعد اسم «أنثى كالملائكة»، تتجول من خلاله في حدائق الحنين والفقد، وتروي فيه تجربة أخرى تستريح على ضفافها من عناء الحياة، فالشعر لديها المعبر الحقيقي للوصول إلى غايات الجمال، حيث تشكّل بلغتها المكثفة حواراً مع الذات بحرية ودهشة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mr225z58

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"