تطوير المناهج التعليمية

كلمات
00:39 صباحا
قراءة دقيقتين

مع مرور الزمن وتسارع التطور التكنولوجي وتنامي الثورة الاقتصادية في مختلف المجتمعات حول العالم، بات من الأهمية بمكان العمل على تحديث مناهج الدراسة بما يتناسب ومتطلبات سوق العمل، وبالتالي ضمان إعداد الأجيال لتحديات المستقبل.

فالتعليم ركيزة أساسية من ركائز نهضة الأمم، لذلك تسعى الدول العظمى باستمرار إلى تطوير النظام التعليمي لديها وتعديل المناهج، بحيث تتماشى مع حيثيات العصر والتقدم المتسارع الذي تشهده البشرية كل حين.

لذلك كله، أصبح من الضروري الاستغناء عن أساليب التعليم التقليدية التي تعدّ المعلم هو المحور الأساسي في العملية التعليمية القائمة على التلقين، بأخرى تقوم على المشاركة والتفاعل وتحفز الإبداع لدى الإنسان منذ المراحل الأولى للدراسة. فلا نركز على تعليم الطلبة كيف ينجحون في امتحانات آخر السنة، بل نعلمهم كيف ينجحون في حياتهم الشخصية والعملية.

إلى جانب أهمية مراعاة الفروق الفردية التي لا تراعيها المناهج التقليدية، حيث يتم تعميم المواد المدرسية على جميع الطلبة، دون الأخذ بعين الاعتبار الفروق في ما بينهم، من حيث الشخصية والقدرات وغير ذلك.

وحتى ننجح في تطوير مناهجنا التعليمية، فلا بد أن نشرك في عملية صياغتها وإعدادها، مجموعة من الخبراء وأصحاب العقول الفذة المجدِّدين الذين يتمتعون بفهم عميق لمتطلبات العصر، ووعي بأهمية تطوير المنظومة التعليمية، ابتداء بتدريب المعلمين على كيفية تعليم الطلبة بأحدث الأساليب وأكثرها فاعلية، وانتهاء بتهيئة بيئة مدرسية تعزز الجوانب الفكرية والإبداعية لدى الطلاب منذ الصغر، وتعمل بكوادرها على توجيه الطفل إلى المجال المناسب أو المجالات التي يمكنه أن يبدع فيها، وذلك في المراحل المبكرة من التعليم.

كما أنه من المهم للغاية التنويع في مصادر المعرفة، ومنها الكتب والأفلام ووسائل الإعلام وغيرها، مع التركيز على المفاهيم الإنسانية المهمة وتعليمها للطفل، مثل مبادئ الحياة والتعايش واحترام الأديان ومعتقدات الآخرين، والعطف على الغير والتآخي، وغيرها من القيم السامية.

نحن اليوم أمام تحدٍّ إنساني وفكري وحضاري كبير، فلا يكفي أن نعلّم الطفل بعض المعلومات النظرية التي لا تفيده بشيء في سوق العمل، بل علينا المزج بين التعليم النظري والعملي، إلى جانب تربية الأطفال على الأخلاق والفضائل، حتى ننشئ أجيالاً ترفع اسم الوطن عالياً، وتبني الأوطان بأيادٍ من حديد، متسلحة بالعلم والوعي.

إن الواقع الحالي، يفرض بقوة ضرورة الشروع في تغيير المناهج التقليدية واستحداث أساليب جديدة لتعليم النشء، وأن نكون دائماً سبّاقين في كل المجالات، وليس مواكبين فقط.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4smennsn

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"