خطة جديدة

00:07 صباحا
قراءة دقيقتين

اعتدنا مع قدوم كل عام دراسي على حزمة مستجدات في مختلف جوانب العملية التعليمية، وأكثر ما يميزها أنها تحاكي مكونات المنظومة التعليمية كافة، وتعد الخطة الدراسية الجديدة التي تطبق للمرة الأولى، أبرز ما وجدناه في الأسبوع الأول من العام الدراسي 2023-2024، إذ تستهدف الطلبة في جميع أنواع التعليم بمساراته كافة.
وإذا نظرنا إلى محتوى الخطة نجد أنها تشكل منهجية جديدة مطورة وتستمر ل 3 أعوام حتى 2026، في بادرة تركز على إثراء عملية التعلم، وضمان الاتساق في التعليم، وتقليص الفجوات المعرفية، وتحقيق الاستقرار في التعاطي مع المناهج، وتمكين المعلمين من التخطيط للمستقبل، وتصميم استراتيجيات التدريس، وفق الفروق الفردية للطلاب واحتياجاتهم الفعلية.
الجانب الأهم يكمن في التطوير المهني للمعلمين، إذ تشكل خطة الدراسة الثابتة حافزاً لهم للارتقاء مهنيا ومهارياً، لاسيما مع وجود منهج دراسي مستقر، يمكنهم من استثمار الوقت في تحسين منهجيات التدريس وتجربة طرق مبتكرة، مما ينتج كوادر تعليمية أكثر ديناميكية، ولا شك أن التطوير الذي يحققه المعلم ينعكس بالضرورة على المتعلمين وجودة المخرجات.
وأبرز ما يميز الخطة، تركيزها على تنمية المهارات الشاملة للمتعلمين، كما أنها أوجدت مجالاً لدمج مجموعة واسعة من الأنشطة مع المواد الأساسية مثل «العربية والاجتماعيات والرياضيات والعلوم اللغات»، فباتت المدارس قادرة على دمج ما يتعلمه الطلبة والمهارات الحياتية في المناهج الدراسية، لتشكل نهجاً مطوراً يعزز قدرات التربويين ومهاراتهم وكفاءتهم الأكاديمية لتحقيق مزيد من الإبداع في رحلة بناء الأجيال.
وعلى الرغم من المزايا التي تتضمنها الخطة، فإن نجاحها وجودة نواتجها يتطلب الاستفادة من التغذية الراجعة في الميدان التربوي بمختلف فئاته، ورصد التحديات المحتملة التي قد تحدث خلال التطبيق، مع توفير المزيد من المرونة التي تمكن القيادة التربوية من التعديل وفق ضروريات الحاجة.
يشكل اتساق الخطة إحدى نقاط القوة ولا جدال، ولكن ينبغي الانتباه إلى الجمود الذي قد يحدث عن غير قصد، فالخطة مستمرة معنا 3 أعوام، إذ إنه يجب أن يتكيف التعليم مع التغيرات المجتمعية والتقدم التكنولوجي الذي لم يهدأ بعد، ونرى مستجداته متوالية ومتجددة يومياً، وينبغي أن نضع في الاعتبار صعوبة مواكبة المنهج الدراسي الثابت لهذه التحولات الديناميكية، مع التركيز على التنوع في أساليب تعليم الطلبة، فثبات المنهج يعيق قدرة المعلمين على تلبية الاحتياجات الفردية بفاعلية.
وأخيراً، يشكل تحقيق التوازن بين الالتزام بمنهج ثابت وتشجيع ممارسات التدريس المبتكرة أمراً صعباً، ولكن نؤيد اتجاه وزارة التربية والتعليم نحو إمكانية إجراء تغييرات على الخطة وفق ضوابط وآليات متفق عليها، على أن تعبر بواقعية عن احتياجات الميدان.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3255yrun

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"