رسالة مفتوحة إلى صحيفة "الغارديان"

04:48 صباحا
قراءة 3 دقائق

عزيزتي الغارديان،لسنوات قد أخذت على عاتقك مهمة تشويه سمعة بلدي الإمارات العربية المتحدة والافتراء عليه . ولأسباب غير معروفة كان على بلدي أن يتحمل القصف اللامنتهي من حملات التشويه والقباحة تحت عنوان الصحافة الحرة .

في المقالات التي يرجع تاريخها إلى عام 2000 هاجمت دولة الإمارات في كل أقسامك بدءاً من السياسة حتى السياحة . لقد أرسلت صحفيين في مهمات تهدف إلى نبش كل ما هو سلبي بغض النظر عن دقته، أو إذا تمت المبالغة في بعض الحقائق منها . عليك فقط إدخال اسم أي إمارة في الموقع الإلكتروني الخاص بك لتشاهدي أرشيف القباحة كيف يبدأ بالظهور . تصدرين الصفحات عن الإمارات بعناوين تقشعر لها أبدان من يعرف الإمارات على حقيقتها . كما أطلق المعلقون ومحررو الأخبار على أبنيتنا أنها أبشع ما يمكن أن تشاهده في حياتك، وعن نمط حياتنا فيها إنه مكان تلتقي فيه أسوأ أشكال الرأسمالية الغربية وأسوأ عنصرية في دول الخليج ضمن دوامة كريهة . ووصفوا حكامنا بالمستبدين وذهب بهم الأمر إلى أن ينصحوا الدكتور هو بعدم تصوير مسلسله على أرضنا!

بقينا نسمع منك على مر السنين كل هذا الهراء الذي لا أساس له من الصحة والتزمنا الصمت، وذلك ببساطة لأننا أخذنا الأمر على نحو غير جدي .

وفي نهاية المطاف، عندما فشل جيشك من الأقلام المروّجة في رسم صورة قاتمة لدولة الإمارات العربية المتحدة صعّدتِ المعركة من جانب واحد وكتبت افتتاحية تندّد بسياسات بلدي، لكن لماذا؟

لكل من سبق أن زار دولة الإمارات العربية المتحدة أو اختارها وطناً له، ولشعب الإمارات العربية المتحدة كل ما يذكر هي أرقام مهولة على أقل تقدير . فدولة الإمارات العربية المتحدة دولة تنعم بالسلام، وحكامها من هذا الشعب . . بقدر انتماء الشعب لهذا الوطن . كما أن الشعب الإماراتي شعب متسامح ومضياف، فخلال 41 سنة فقط من عمر الدولة فتحت أبوابها وتغلب شعبها على الصدمة الثقافية التي تأتي مع تحولات من هذا النوع .

إن الإمارات مستمرة في سعيها لتطوير علاقاتها الخارجية، ومساعيها الإنسانية في جميع أنحاء العالم، هي من النوع الذي على كل الدول أن تسعى إلى محاكاته . يكفي أن يزور المرء دولة الإمارات العربية المتحدة ويتحدث إلى الناس أو من اختار أن يربي أبناءه فيها أن يعرف ما هي حقيقة الإمارات .

إننا نفهم حيرتك من نجاح تجربة هذه الدولة العظيمة في الوحدة والسلام . نحن لا نلومك على هذا الشعور المختلط غير الناضج قليلاً حول مرونتها في مواجهة الشدائد الاقتصادية والدافع المستمر لدى شعبها . لكن هل هذا حقاً يستحق منك كل هذا الاستياء؟

صحيح أن هناك جوانب كثيرة لبلادنا تحتاج إلى تطوير وإعادة نظر ونحن - لاشك - نمضي في طريقنا لتحقيق ذلك . وفي شهر ديسمبر/كانون الأول المقبل تكمل الدولة سنواتها الواحدة والأربعين من الإنجازات والتطور الثقافي والتسامح، وهذه الإنجازات تتجاوز سن شبابنا كأمة متحدة . خلال هذه السنوات لم ندخل في حرب، بل كنا دعاة سلام، ولم نقسم أرضنا على أساس عرقي، بل احتضنا أكثر من 200 جنسية كما هم جزء منا . وصرفنا النظر عن الأحكام والانتقادات من الدول التي خاضت وساعدت في شن الحروب على جانبي الكرة الأرضية واستمعنا إلى عظاتهم حول نسختهم من الديمقراطية بينما في سياق الواقع الفعلي فإن النفاق ذاته يخجل من سلوكهم وازدواجيتهم .

نحن دولة متعلمة تخطينا الأمية بنسبة 97%، ونسمعك هذا بصوت عال وواضح، فقد آن الأوان أن تسمعينا . اثنا عشر عاماً من هذه التقارير التي تأتينا من جانب واحد يضع نقطة على نزاهتك وحيادك، وحقيقة يضرّ بمصداقيتك كصحيفة ذات مكانة . لا يمكن لأي شخص في كامل قواه العقلية، سواء سبق له أن زار دولة الإمارات العربية المتحدة أم لا، أن يعتقد أن بلداً يحظى بشعبية وحب عالميين لا يوجد فيه جانب واحد إيجابي يستحق التعليق عليه أو كتابة تقرير عنه . إذاً، كيف يمكن أن يتدفق الناس من جميع مناحي الأرض إلى دولة قبيحة كما تقولين؟ هذا أمر خارج عن الطبيعي والمألوف، ويثير دهشة العالم، إنه لغز لابد أن يتوضح، ولكن إذا استند إلى تقاريرك الخاصة لا أعتقد أنه سيوضح أبداً .

تم ارسال الخطاب إلى الغارديان

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

​رئيس تحرير صحيفة Gulf Today الإماراتية

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"