لماذا يفضلون الإمارات؟

00:21 صباحا
قراءة دقيقتين

رائد برقاوي

بين الحين والآخر يتساءل بعضهم في الغرب أو الشرق: لماذا تستطيع الإمارات أن تستقطب الأثرياء أو المستثمرين والتجار والسياح، للعيش والعمل أو للزيارة، بينما يهجر آخرون عواصم ومدناً عريقة طالما كانت حلماً لشرائح واسعة من المجتمعات إلى مدننا ومناطق أخرى في العالم؟

الموضوع ليس تسهيلات ضريبة أو شواطئ خلابة أو جبالاً خضراء أو صحراء، أو متاجر ومطاعم فقط، الموضوع برمته يتعلق بالخدمات التي يحتاجها الإنسان بأنواعها كافة.. الخدمات التي يستخدمها يومياً ويعيش تفاصيلها آنياً، وهو مطمئن إلى أنها موجودة عندما يحتاج إليها.. الأمر يتعلق بالثقة بالحكومة والمؤسسات وإدارتها وآلية تشغيلها.

روى لي أحد الزملاء، قصتين ذات مغزة.. بدأ حكايته بأن ابنه يدرس في إحدى الجامعات الغربية بمدينة عالمية، تعرض زميله في السكن لحادث نتجت عنه حروق في اليد، اضطر إلى أن يأخذه إلى المستشفى للعلاج حيث بلغا قسم الحوادث وأدخل بياناته وانتظر أن يعالجه أحدهم، إلا أن ذلك لم يحدث إلا بعد مرور خمس ساعات، حيث بقي جالساً في غرفة الانتظار دون أن يلتفت إليه ممرض أو طبيب.

في المقابل، القصة الثانية، تدور أحداثها في الإمارات، حيث إن سيدة عمرها 68 عاماً، شعرت بألم خفيف في الصدر، فطلبت من أبنائها الاتصال بالإسعاف، فكان حاضراً في منزلها خلال 6 دقائق فريق ممرضين بتجهيزاتهم المعتادة، إلا أن الفريق كانت لديه شكوك غير مطمئنه عن حالتها، فطلب الإسعاف الأولي دعما طبياً، فوصل فريق آخر بتجهيزاته أيضاً إلى المكان، بقيادة طبيب، ليتحول المنزل إلى مستشفى، قبل نقل المريضة إلى المستشفى.

ويتابع القصة: في المستشفى تعرضت السيدة لأزمة قلبية، ومع اتخاذ الإجراءات اللازمة عادت الحياة إلى طبيعتها، لتخرج السيدة معافاة بعد أيام، وتعود إلى عملها بعد أسبوعين.

مع الفارق بين الواقعتين، حيث الأولى حروق والثانية حياة أو موت، إلا أن ما حدث يعكس مدى تطور الخدمات الصحية في الإمارات، مثالاً على تقدم مختلف الخدمات الأخرى، وهو ما انعكس على الثقة بكفاءة أنظمة العمل لدى المستثمرين عند اتخاذ قراراتهم الاستثمارية أو التجارية أو الشخصية في العيش هنا، ومقارناتهم بواقعهم الذي بات عبئاً حياتياً يومياً، إذا أضيف إلى قائمة طويلة من الخدمات التي لا ترتقي إلى مستويات الرفاهية التي تنشدها المجتمعات في بلدان صناعية متطورة.

لن نتحدث عن الأمن والأمان، والحرية الشخصية ضمن سقف القانون، والعيش بكرامة، الكل سواسية أمام الأنظمة والقوانين التي بدورها تحترم التنوع الثقافي والديني إلى أقصى الحدود، حتى بات الذي يعيش في الإمارات ينعم بالتسامح واقعاً ملموساً على أرض الواقع، ويعيش الرفاهية في كل لحظة من لحظات حياته اليومية.

هل كل ما يُقدم من خدمات في الإمارات يعني أننا الأفضل في العالم؟ ادعاء ليس له مكان في الدولة رغم تقدمها السريع وحتى مع وصولها إلى المراكز الأولى في كثير من الخدمات، إلا أنها تواصل مسيرتها نحو التميز، فقيادتنا تؤمن بأن كل ما تحقق إنما هو جزء يسير، لما يمكن أن يقدم خدمة لشعب دولة الإمارات والمقيمين فيها وزوارها. وشعارها: «القادم أجمل وأفضل».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/zdndf7hd

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"