عادي

السلطات تحاول احتواء الغضب في أعقاب فيضانات ليبيا

00:37 صباحا
قراءة 3 دقائق

ليبيا - رويترز

انقطعت الاتصالات في مدينة درنة الليبية المنكوبة، وتلقى صحفيون أوامر بمغادرتها، ولم يسمح لفريق إغاثة بالذهاب إليها الثلاثاء في وقت تحاول فيه السلطات هناك احتواء حالة من الغضب العارم، بسبب الإخفاق في منع وقوع أسوأ كارثة طبيعية تشهدها ليبيا.

وبعد أسبوع من السيول والفيضانات التي محت جزءاً كبيراً من وسط المدينة، تظاهر سكان درنة الغاضبون في الشوارع، وأحرقوا منزل عميد البلدية ليلاً. واتهم السكان السلطات بالتقاعس عن صيانة سدين كانا يحميان المدينة، وعدم إجلاء السكان قبل العاصفة.

وبحلول صباح الثلاثاء، عاد الهدوء مرة أخرى، لكن اتصالات الإنترنت والهاتف ظلت معطلة. وقالت الإدارة المسؤولة عن شرق ليبيا، إنها أوقفت عميد البلدية عن العمل، وأقالت المجلس البلدي لدرنة، بعدما طالب متظاهرون بمعاقبة المسؤولين الذين تركوا السكان يتعرضون للأذى.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إن فرق البحث والإنقاذ وعمال الطوارئ وموظفي الأمم المتحدة الموجودين في درنة، ما زالوا يعملون، لكن لم يسمح لفريق بالتوجه إلى هناك من بنغازي.

وأفاد صحفيون بأنهم تلقوا أوامر بالخروج من درنة. وأظهرت الاحتجاجات خلال الليل، وهي أول علامة تدل على الاضطرابات على الأرض منذ الفيضانات، حجم التحدي الذي تشكله الكارثة للسلطات في شرق ليبيا.

وقال تيم إيتون من مركز تشاتام هاوس البحثي البريطاني: «السلطات تتعرض لضغوط لإظهار سيطرتها على الوضع، وأنها قادرة على التعامل مع التداعيات».

وذكر محمد البديري المتحدث باسم الشركة الليبية للبريد والاتصالات وتقنية المعلومات القابضة، المملوكة للدولة،لوسائل إعلام، أن الاتصالات انقطعت لأن بعض أسلاك الألياف الضوئية تقطعت. وأضاف أن المهندسين يجرون تحقيقات بشأن ما إذا كان ذلك بسبب أعمال حفر أم تخريب ويسعون لإصلاحها.

وقال وزير الطيران المدني في حكومة شرق ليبيا هشام أبو شكيوات، إن بعض المراسلين تلقوا طلبات بالابتعاد عن مناطق عمليات الإنقاذ، لكنه نفى أن يكون ذلك مرتبطاً بمسائل أمنية أو سياسية.

وأضاف:«المسألة تنظيمية، وهي محاولة لتهيئة الظروف لفرق الإنقاذ للقيام بالعمل بأكثر سلاسة وفعالية».وتابع: «عدد الصحفيين الكبير أصبح مربكاً لهم».

وأعطى مسؤولون تقديرات شديدة التباين لأعداد القتلى منذ انهيار السدين فوق درنة في العاشر من سبتمبر/ أيلول الماضي، ما أطلق العنان لسيل ضخم من المياه جرف في طريقه قلب المدينة وقذف به في البحر. وأكدت منظمة الصحة العالمية مقتل 3922. ويبقى آلاف في عداد المفقودين مع عدد لا يحصى من الجثث التي انجرفت إلى البحر.

* عدد أكبر

في نيويورك، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس للجمعية العامة، إن سكان درنة «ضحايا لأكثر من مرة» بسبب الحرب وتغير المناخ و«الزعامات من قريب ومن بعيد التي أخفقت في إيجاد طريق للسلام».

وتابع:«عاش سكان في درنة وماتوا في محور تلك اللامبالاة. حتى عندما هطلت من السماء أمطار أكثر ب 100 مرة عن المعدل الشهري المعتاد في 24 ساعة فقط. وحتى عندما انهار سدان بعد حرب وإهمال على مدى أعوام. في وقت انمحى فيه كل ما عرفوه عن الخريطة».

وأضاف: «حتى الآن في الوقت الذي نتحدث فيه هنا، تجرف الأمواج الجثث على الشاطئ من ذات البحر المتوسط الذي يتمتع فيه مليارديرات بحمامات شمس في يخوتهم الفارهة».

واحتشد متظاهرون، الاثنين في الساحة المقابلة لمسجد الصحابة الذي يتميز بقبة ذهبية تعد أحد معالم درنة ورددوا شعارات. ولوح البعض بالأعلام من فوق سطح المسجد. وفي وقت لاحق من المساء، أحرقوا منزل عميد البلدية عبد المنعم الغيثي.

وبعد مرور أسبوع على الكارثة، لا تزال مساحات واسعة من مدينة درنة يسودها الخراب، وما زالت الأسر تبحث عن جثث المفقودين.

ويقول السكان الغاضبون إنه كان يمكن تفادي الكارثة. ويعترف المسؤولون بوجود تعاقد لإصلاح السدود بعد عام 2007 لكنه لم يكتمل قط، وعزوا ذلك إلى انعدام الأمن في المنطقة. وطالب منصور، وهو طالب مشارك في الاحتجاج بإجراء تحقيق عاجل في انهيار السدين، وهو ما تسبب في «جعلنا نفقد الآلاف من شعبنا العزيز».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mr2y89ru

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"