أيام تفصلنا عن العرس الانتخابي الذي ينطلق الأربعاء المقبل بفتح باب التصويت المبكر «تصويت هجين» أمام الناخبين للإدلاء بأصواتهم ويستمر يومين، والذي يُسمح فيه بالتصويت عن بعد من خلال التطبيقات الرقمية المعتمدة، أو من خلال نظام التصويت الإلكتروني من خلال أجهزة التصويت الإلكتروني في مراكز الانتخاب المعتمدة على مستوى الدولة، بينما يكون التصويت المبكر بتاريخ 6 أكتوبر المقبل عن بعد فقط، ويوم الانتخاب الرئيسي بتاريخ 7 أكتوبر المقبل ويكون تصويتاً هجيناً.
الثلاثاء المقبل آخر يوم للحملات الانتخابية التي استمرت 23 يوماً بدءاً من 11 سبتمبر/ أيلول الجاري، وخلال هذه المدة تعرّف الناخبون إلى برامج عدد من المرشحين، بينما ما زال العديد من المرشحين لم يُعرف أي شيء عن برامجهم الانتخابية، ولم يبادروا إلى التعريف ببرامجهم سواء من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أو مراكزهم الانتخابية، التي قصرها الغالبية على مجالسهم في المنازل.
اللجنة الوطنية للانتخابات رفعت ميزانية الحملات الانتخابية في هذه الدورة الحالية من الانتخابات، وسمحت بأن يصل حجم الإنفاق على الحملة الواحدة بحد أقصى إلى 3 ملايين درهم، وعلى أرض الواقع فإن قلة من المرشحين خصصوا ميزانية بهذا الحجم للإنفاق على برامجهم الانتخابية، وإن كانت غالبية البرامج الانتخابية متشابهة ومكررة، وتكاد تكون نسخة طبق الأصل من برامج أُعلنت في انتخابات الدورة الماضية على الرغم من المتغيرات العديدة.
الناخب اليوم على درجة كبيرة من الوعي والإلمام بالعملية الانتخابية وتوجيه صوته لمن يستحقه، وبالتالي فإن البرامج الانتخابية بأشكالها التي اطلع عليها غالبية الناخبين لن تكون عنصراً رئيسياً في توجيه الناخب نحو اختيار مرشحه الأفضل، فتظل كفاءة المرشح وإنجازاته المجتمعية طوال السنوات الماضية، ومدى قربه من أفراد المجتمع عناصر مهمة تلعب دوراً أساسياً في جذب الأصوات.
أياً كانت الملاحظات على البرامج الانتخابية وعلى بعض المرشحين وغيابهم عن مشهد الحملات الانتخابية، يظل التصويت في الانتخابات المقبلة واجباً وطنياً، ويجب على كل مرشح الحرص على التصويت خلال الأيام المحددة سواء التصويت عن بعد أو التوجه إلى مراكز الانتخاب المعتمدة، حتى لو قرر الناخب عدم إعطاء صوته لأي مرشح، عليه التوجه لمراكز الانتخاب واختيار لا أرغب في التصويت، وهو خيار متاح أمام الناخبين، المهم المشاركة الإيجابية في هذا العرس الانتخابي، وليحرص جميع الناخبين على دورهم الإيجابي بممارسة حقهم الانتخابي والعمل معاً على رفع نسبة المشاركة في الانتخابات، كعادة الإمارات المتميزة دائماً في إنجازاتها بجهود أبنائها المخلصين.
