في مجال الإدارة، هناك عدة مواضيع حيوية ومهمة يتم تناولها والتركيز عليها من الدارسين والباحثين والقياديين، لأنها تقدم حلولاً ومبتكرات تساعد في مجال الأعمال، ومن أهم تلك المواضيع التي كانت محوراً للكثير من النقاشات وأيضاً الكثير من النظريات والآراء، موضوع ماثل ويتكرر ونسمع عنه بين وقت وآخر، هو عن رئيس دائرة أو مدير ما، ينفرد بالقرار ولا يشارك أحداً من موظفيه، ولو قدّر وغاب فإن كثيراً من المعاملات تتوقف حتى عودته لأنه لا يوجد نائب له، وإذا وجد فإنه دون صلاحيات تمكنه من متابعة العمل وإنجاز ما يلزم.
وغني عن القول إن صناعة الكفاءات وتدريبها لتكون مؤهلة للقيادة وتسلم زمام الأمور ومنحها الفرصة، هي موضوع محوري في كل دائرة ومقر عمل ينشد التفوق والتميز، وهذا الجانب حظي بالاهتمام والتوجيه من أعلى الهرم الإداري في الإمارات، فصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، سلط الضوء على هذا الجانب في كتاب «رؤيتي»، وقال: «بعض القياديين والمديرين لا يريد ولا يحبذ وجود رجل ثانٍ كفءٍ ومؤهلٍ في الدائرة التي يعمل فيها، لأنه يخشى أن ينافسه ويأخذ مكانه. نحن نخالف هؤلاء الرأي؛ فالقيادي لا يستطيع الوجود في كل مكان، ولا يستطيع القيام بكل الأعمال في الوقت نفسه، عليه أن يفوض جزءاً من صلاحياته إلى مرؤوسيه وإلاّ سينهمك بالجزئيات ويغرق في التفاصيل، ولن يجد الوقت الكافي للقيام بالعمل الأساسي الذي يجب عليه القيام به، وهو تطوير العمل وابتكار الحلول».
ما يميز هذه الكلمات أنها تصدر من قيادة ناجحة مبتكرة، حققت منجزات على مستوى العالم، وبالتالي ستجد صداها ماثلاً في مختلف الوزارات والمؤسسات والهيئات، ومن هنا تكتسب الأهمية؛ لأنها ذات جانبين علمي وعملي، فالجانب العلمي يتمثل في تدريب الكوادر البشرية وتأهيلها واكتشاف قدراتها ومواهبها وإيجاد صف ثانٍ من القيادات الإدارية، أما الجانب العملي فستجده في سياسة على أرض الواقع تقوم على تعزيز حضور الكفاءات الشابة ودعمها وتسلمها قيادة عدة مرافق حيوية ومهمة. أما الجانب الآخر الذي يكتسب أهمية، فهو أن الفرصة مواتية لكل قيادة في عالمنا العربي ولكل مهتم وباحث للاستفادة من الخبرة والتجربة الإماراتية التي هي ماثلة على أرض الواقع، وشواهد نجاحها وتميزها واضحة ويمكن للجميع رؤيتها.
