عادي
الرئيس الروسي: لم نبدأ الحرب في أوكرانيا.. والصراع هناك ليس إمبريالياً

بوتين: كييف خسرت 90 ألفاً بهجومها المضاد.. ولو حضر النووي لن يبقى أحد

23:09 مساء
قراءة 5 دقائق
بوتين: كييف خسرت 90 ألف جندي بهجومها المضاد.. ولو حضر النووي لن يبقى أحد

الخليج - متابعات

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن بلاده لم تبدأ الحرب في أوكرانيا، لكنها أطلقت ما تصفها بأنها «عملية عسكرية خاصة» لمحاولة وقفها، لافتاً إلى أن أوكرانيا خسرت أكثر من 90 ألف جندي منذ بدء هجومها المضاد في أوائل يونيو/ حزيران، كما خسرت أيضاً 557 دبابة، ونحو 1900 مركبة مدرعة.

وأشار إلى أن حلف شمال الأطلسي «الناتو»، رفض انضمام موسكو إليه. كما وجّه بوتين تحذيراً صارماً للغرب، مؤكداً أنه لن يبقى أحد من خصوم روسيا في حال اضطرار بلاده إلى الرد على هجوم نووي ضدها.

وكشف الرئيس الروسي خلال كلمته السنوية في اجتماع نادي فالداي للحوار، المنعقد في سوتشي، عن أنه تم العثور على شظايا قنبلة يدوية في جثث ضحايا تحطم طائرة في أغسطس/ آب، أدى إلى مقتل يفجيني بريغوجين القائد السابق لمجموعة «فاغنر» العسكرية الخاصة. وأعلن أن موسكو نجحت في اختبار صاروخ استراتيجي جديد قوي، رافضا استبعاد احتمال تنفيذ تجارب أسلحة تشمل تفجيرات نووية، لأول مرة، منذ أكثر من ثلاثة عقود.

  • الصراع في أوكرانيا ليس إمبريالياً

ذكر الرئيس بوتين، أن الصراع هناك بالتبعية ليس إمبريالياً، ولا يتعلق بالأراضي، لكنه يتعلق بالنظام العالمي. وأضاف أن الغرب الذي فقد قوته المهيمنة والمحتاج إلى معاداة أحد على الدوام، قد فقد الاتصال بالواقع.

وتابع أن روسيا، وهي أكبر دول العالم مساحة، لم تكن بحاجة إلى انتزاع أراضٍ من أوكرانيا. وقال إن الغرب تجاهل مقترحات روسيا بشأن الحرب في أوكرانيا. كما أن حلف شمال الأطلسي «الناتو»، لم يرد أن تنضم روسيا إليه.

وأشار بوتين إلى أن «الولايات المتحدة تعلّم الآخرين كيفية التصرف وهذا فكر استعماري»، منوهاً بأن الحقبة الاستعمارية انتهت منذ زمن بعيد.

وأضاف أن الغرب يصور أي دولة تقف ضده عدواً، بما في ذلك دول عربية والصين والهند.

  • تحذير صارم للغرب

وقدم الرئيس بوتين تحذيراً صارماً للغرب، مؤكداً أنه لن يبقى أحد من خصوم روسيا في حال اضطرار بلاده إلى الرد على هجوم نووي ضدها، مشيراً إلى أن العقيدة العسكرية الروسية وضعت سببين لاستخدام هذا النوع من الأسلحة.

وقال: «اسمحوا لي أن أذكّركم بأنه في العقيدة العسكرية الروسية هناك سببان لاحتمال استخدام روسيا للأسلحة النووية. الأول هو استخدامها ضدنا، أي رداً على ذلك، فيما يسمى بالضربة المضادة».

وتابع: «السبب الثاني لاستخدام هذه الأسلحة هو التهديد الوجودي للدولة الروسية، حتى لو تم استخدام الأسلحة التقليدية ضد روسيا، ولكن وجود روسيا كدولة معرض للخطر». ولفت إلى أنه لا يرى ضرورة لخفض العتبة النووية في العقيدة الروسية، مشيراً إلى أنه لا يوجد اليوم مثل هذا الوضع الذي يهدد وجود الدولة الروسية.

وتابع: «لا أعتقد أن أي شخص بكامل قواه العقلية وذاكرته السليمة يخطر على باله استخدام الأسلحة النووية ضد روسياً» متوعداً بأن لا يبقى أحد من خصوم روسيا في حال استخدام بلاده الأسلحة النووية.

ووجّه بوتين خطابه لأعضاء منتدى فالداي قائلاً: «عندما التقينا للمرة الأولى منذ عشرين عاماً، كانت بلادنا تتجاوز مرحلة صعبة عقب انهيار الاتحاد السوفييتي»، لافتاً إلى أن البعض توقع بانتهاء الحرب الباردة أن تعمل روسيا لمصلحة الآخرين، لكن هذا لم يحدث.

وشن بوتين هجوماً على الولايات المتحدة قائلاً: «الولايات المتحدة اتخذت نهج الهيمنة العسكرية والسياسية والاقتصادية والإنسانية، وحتى الأخلاقية. إلا أن العالم معقد أكثر مما هو متوقع كي يدار من قبل طرف واحد».

وأكد مجدداً أن بلاده لم تخض حرب أوكرانيا لمطامع لها، لكنها حرب فرضت عليها بسبب التهديدات الغربية المتزايدة لبلاده. وأضاف: كان من الضروري الرد على التهديدات الغربية. لم نبدأ الحرب في أوكرانيا، وإنما نحاول إنهاء الحرب التي شنت ضدنا. كانت هناك حرب حقيقية لعشر سنوات في دونباس بالدبابات. العملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا جاءت لإنهاء هذه الحرب.

ونفى بوتين أن تكون لدى بلاده رغبة توسعية في أوكرانيا وأضاف: «ليس لدينا أي مطامع في المزيد من الأراضي. نحن أكبر دولة في العالم ولدينا مساحات كبيرة يجب استغلالها في بلادنا». وأكد الرئيس بوتين أنه لا يحضر قمماً دولية، مثل قمة مجموعة العشرين وبريكس، حتى لا «يسبب مشاكل» للمنظمين.

  • قنبلة يدوية في جثث فاغنر

وقال بوتين: إنه تم العثور على شظايا قنبلة يدوية في جثث ضحايا تحطم طائرة في أغسطس/ آب أدى إلى مقتل يفجيني بريغوجين القائد السابق لمجموعة «فاغنر» العسكرية الخاصة.

صاروخ استراتيجي روسي جديد

وأعلن بوتين أن موسكو نجحت في اختبار صاروخ استراتيجي جديد قوي، ورفض استبعاد احتمال تنفيذ تجارب أسلحة تشمل تفجيرات نووية لأول مرة منذ أكثر من ثلاثة عقود.

وقال للمرة الأولى: إن النجاح كان حليف موسكو في اختبار الصاروخ «بوريفيستنيك» كروز الذي يعمل بالطاقة النووية والقادر على حمل رؤوس نووية ويبلغ مداه عدة آلاف من الأميال.

وأكد أيضاً أمام تجمع سنوي للمحللين والصحفيين، أن روسيا انتهت تقريباً من العمل على نظام الصواريخ الباليستية العابرة للقارات «سارمات»، وهو عنصر رئيسي آخر في جيلها الجديد من الأسلحة النووية. وأضاف أنه إذا رصدت موسكو مثل هذا الهجوم «فسيظهر في الجو عدد كبير من صواريخنا، مئات ومئات، بحيث لن يكون لدى أي عدو فرصة للنجاة».

ولم تُجر روسيا تجربة تنطوي على تفجير نووي منذ 1990، أي قبل عام من انهيار الاتحاد السوفييتي، لكن بوتين رفض استبعاد خيار استئناف مثل هذه التجارب.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة لم تصدق على معاهدة حظر التجارب النووية، في حين وقعتها روسيا وصدقت عليها. وقال إن بوسع مجلس الدوما، البرلمان الروسي، نظرياً إلغاء التصديق عليها.

ويقول محللون عسكريون: إن استئناف روسيا أو الولايات المتحدة، أو كلتاهما، للتجارب النووية قد يزعزع بشدة الاستقرار بعد أن تفاقم التوتر بين البلدين أكثر من أي وقت مضى في الستين عاماً الماضية. وفي فبراير/ شباط، علق بوتين مشاركة روسيا في معاهدة «نيو ستارت» التي تحدد عدد الأسلحة النووية التي بوسع كل جانب نشرها.

لكن بوتين قال إنه ليس هناك حاجة إلى أن تعيد روسيا صياغة عقيدتها الخاصة بالاستخدام الفعلي للأسلحة النووية، والتي تتيح إطلاقها إما رداً على ضربة نووية ضدها، أو في حالة تهديد وجود الدولة.

ورداً على سؤال من المحلل الروسي سيرجي كاراجانوف، الذي دافع عن خفض عتبة استخدام الأسلحة النووية، قال بوتين: «أنا ببساطة لا أرى ضرورة لذلك». وأضاف: «لا يوجد اليوم وضع يمكن فيه، مثلاً، أن يهدد شيء ما الدولة الروسية ووجودها. لا. أعتقد أنه لن يفكر عاقل في استخدام الأسلحة النووية ضد روسيا».

  • بوتين يتجنّب حضور قمم دولية حتى «لا يسبب مشاكل» لمنظميها

أكد الرئيس بوتين أنه لا يحضر قمما دولية، مثل قمة مجموعة العشرين وبريكس، حتى لا «يسبب مشاكل» للمنظمين، من دون الإشارة إلى مذكرة التوقيف التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحقه.

وقال «لماذا أريد أن أسبب مشاكل لأصدقائنا الذين ينظمون فعاليات؟».

وبرر ذلك قائلاً «إذا ذهبت، ستكون هناك عروض سياسية وهجمات سياسية»، مضيفاً أن هناك «الكثير لأفعله في الوطن».

ولوحظ غياب الرئيس الروسي عن الأحداث الدولية الأخيرة، مثل قمة دول بريكس الناشئة في جنوب إفريقيا، وقمة مجموعة العشرين في الهند.

وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق بوتين على خلفية اتهامه بالضلوع في «ترحيل» أطفال أوكرانيين إلى روسيا، ما يعوق تنقلاته الدولية. ووصف الكرملين اتهامات لاهاي بأنها «باطلة».

وغاب الرئيس الروسي عن قمة مجموعة العشرين في الهند رغم أن الأخيرة ليست من الدول الموقعة على ميثاق روما الذي نص على إنشاء المحكمة الجنائية الدولية.

لكن فلاديمير بوتين سيزور قرغيزستان في منتصف أكتوبر/ تشرين الأول في أول رحلة له إلى الخارج منذ صدور مذكرة التوقيف.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/drk5sszm

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"